الغنوشى يعترف: قدمنا تنازلات بتونس خوفًا من تكرار ما حدث للإخوان فى مصر عقب 30 يونيو..
تاريخ النشر : 2015-03-07 16:53

أمد/ تونس : أكد راشد الغنوشى، رئيس حركة النهضة التونسية، أن سقوط الإخوان فى مصر هو ما جعله يقدم تنازلات بتونس، والخوف من تكرار سيناريو جبهة الإنقاذ فى تونس جعلهم يسعون إلى توافق بين الإسلاميين وما سماهم "العلمانيين".

 

الغنوشى يعترف بخطأ الإخوان بمصر..

وقال الغنوشى فى مقال له عبر موقعه الرسمى على الإنترنت إن ما حدث فى مصر كان زلزالاً أوشك أن يُغرق المركب التونسى، وأثر على الاتجاه العام للخيارات التى سارت فيها "النهضة" على صعيد العلاقات مع القوى السياسية فى البلاد، وأدى إلى تقديم "تنازلات" من الحركة الإسلامية، والحزب الأول فى البلاد – فى إشارة إلى حركة النهضة - حتى انتخابات أكتوبر الماضى، كان لها الدور الأهم والجوهرى، وربما الحاسم، فى حماية تونس من الدحرجة إلى تآزم سياسى وأمنى واجتماعى حاد فى البلاد.

وتابع الغنوشى "أن استنساخ جرى فى تونس، على صعيد تشكيل "جبهة إنقاذ" وجمع تواقيع، فى محاولة للإجهاز على حركة النهضة، عبر اتهامها بارتكاب جرائم إرهابية، لخنقها فى الخريطة الحزبية والسياسية العامة فى البلاد كل ذلك ربما كان من شأنه إسقاط ما جرى فى مصر من تأليف جبهة معارضة لحكم الإخوان المسلمين، قبيل الترتيب لتظاهرة 30 يونيو .

 

تنازلات النهضة..

وأشار الغنوشى إلى أن تنازلات "النهضة" بشأن الشريعة وغيرها من القضايا، فى مناقشات إقرار الدستور، تعبيراً عن حرص لدى الحركة على التوافق، وهو الدستور الذى صوّت عليه الشعب التونسى، موضحا أن عالم النخبة فى المنطقة لا يزال فى معظمه غير مرتاح للإسلاميين، وهذا أمر ينبغى أن يؤخذ فى الاعتبار، موضحا أن رؤيته مغايرة كثيراً لرؤى قيادات تشكيلات إسلامية فى بلاد عربية غير قليلة، حين تزهو بنتائج صناديق الاقتراع، ولا ترى أى اعتبار لغيرها من تفاصيل أخرى فى المشهد العام.

وأكد راشد الغنوشى ضرورة التوافق، والسعى إليه، موضحا أنه لوحظ أن ميلاً كان لدى القيادة بحركة النهضة إلى عدم دعم المنصف المرزوقى، فى دورة التصويت الثانية، موضحا أن استطلاعات الرأى كانت تؤكد عدم تمكّن المرزوقى من النجاح، ولم يكن ممكنًا للحركة أن تعلن إسنادها له، وآثرت الحياد، وترك القرار للقواعد للتصويت.

 

باحث: الغنوشى تعلم من ما حدث لإخوان مصر..

من جانبه قال هشام النجار الباحث الإسلامى، إن راشد الغنوشى يسير على خطى القيادى الجزائرى الكبير محفوظ نحناح الذى حمى حركته "مجتمع السلم" وحافظ عليها واندمج فى المشهد السياسى رغم الظلم الذى وقع عليه وحرمانه من كرسى الرئاسة الذى كان هو الفائز الفعلى به وذهب على غير استحقاق إلى بومدين.

وأضاف فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن راشد الغنوشى قد تعلم دروس التجربتين الجزائرية والمصرية معًا مفضلًا نموذج محفوظ نحناح على نموذج محمد مرسى الذى أضر بالإخوان فى مصر وقضى تقريبًا على مستقبل الحركة السياسى، فضلاً عن تعريض أمن واستقرار البلاد لمخاطر جمة .

 

اليوم السابع