العالم لا يحترم الضعفاء.. وإن كانوا أصحاب حق

تابعنا على:   00:21 2016-09-29

رامز مصطفى

 
شارك رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ليلقي خطابه السنوي كما درجت عليه العادة؛ شأنه شأن جميع رؤساء الدول في العالم الذين يشاركون وأثقال الهموم الخاصة والعامة تثقلهم،
لكن الأثقال التي حملها معه أبو مازن إلى الجمعية العامة هي في الغالب من صنع شركائه "الإسرائيليين" في "السلام " المزعوم الذي جاء على حساب عناوين قضيتنا الوطنية التي يعمل هذا الشريك الغاصب على طحنها يومياً.
صحيح أن الخطاب طرح نقاطاً هامة، إلاّ أنها تكرار للخطابات السابقة،ولم تخلُ لهجته من الاستجداء ومحاولة شد انتباه الحاضرين دونما أية نتيجة، على اعتبار أن المجتمع الدولي بدوَله، وفي مقدمتها العظمى، منشغلة في قضايا تعتبرها أولوية ومقدَّمة على القضية الفلسطينية، تاركة بعض تلك الدول النافذة، وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية، لنتنياهو في الوقت الضائع والمستمر منذ 68 عاماً، أن يستمكل مهمة تصفية قضية فلسطين، كيف لا وقد حمّل الرئيس الأميركي باراك أوباما مسؤولية تعثُّر المفاوضات للجانب الفلسطيني قبل "الإسرائيلي"، والمفارقة أن السلطة رحّبت بما جاء في كلمة أوباما!
في المقابل، جاء خطاب المتغطرس نتنياهو مُصاغاً بطريقة "الأستذة" التي يمارسها الأستاذ على تلاميذه، شارحاً لهم وبإسهاب عن إنجازاته وكيانه الغاصب في كل المجالات والميادين العلمية، التكنولوجية منهاوالفضائيةوالدبلوماسية، حيث تباهى بأن كيانه على علاقات مع أكثر من 160 دولة، وهي قابلة لازدياد، لافتاً إلى أن كيانه أصبح حليفاً لعدد من الدول العربية في مواجهة العدو المشترك إيران و"داعش" (لم يكن ذلك ممكناً لولا اتفاقات أوسلو المشؤومة عام 1993). وقد استخف نتنياهو المتعجرف بما جاء في خطاب أبو مازن حول بريطانيا ومطالبتها بتصحيح خطئها التاريخي عن وعد بلفور عام 1917، من خلال الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والاعتذار من الشعب الفلسطيني، سائلاً: هل كان الرئيس الفلسطيني جاداً بطرحه؟ وهل ستأخذالجمعية العمومية كلامه على محمل الجد؟
ختام القول: آن الأوان ليُدرك رئيس السلطة الفلسطينية حقيقة أن العالم لا يحترم الضعاف، وإن كانوا أصحاب حق.

اخر الأخبار