ذكرى اغتيال ثلاثة من قيادات القطاع الغربي في قبرص(أبو حسن قاسم- حمدي- مروان كيالي)

تابعنا على:   22:59 2015-02-13

لواء ركن/ عرابي كلوب

قبل سبعة وعشرون عاماً وتحديداً بتاريخ 14/2/1988م امتدت يد عملاء الموساد الإسرائيلي لاغتيال قيادات متقدمة من جهاز القطاع الغربي أثر عملية جبانة بوضع عبوة ناسفة في السيارة التي كانوا يستقلانها في قبرص فمن هم الشهداء الثلاثة:

1.       محمد محمد حسن بحيص (أبو حسن قاسم) المولود في قرية يطا قضاء الخليل أنهى دراسته الجامعية في مصر، وانتسب إلى حركة فتح عام 1967م بالداخل، كرس جل جهده ونشاطه إلى العمل في جهاز الأرض المحتلة بما يترتب ذلك من مهام (أمنية، تنظيمية، عسكرية) تتطلب توعية فكرية وشمولية وسياسية للوضع الفلسطيني في الساحة العربية والدولية، برزت شخصيته القيادية بين رفاق دربه خلال العمل بجهاز الأرض المحتلة لجنة التنظيم (77) بقيادة الشهيد / كمال عدوان، فكان من المؤسسين في اللجنة، إضافة إلى كونه من الأساسيين في جهاز الأرض المحتلة.

كان أبو حسن قاسم قائداً ميدانياً، قاد وخاص معارك الدفاع عن الثورة في بيروت والجبل والجنوب، شارك مشاركة فاعلة في التصدي لكافة اجتياحات العدو الإسرائيلي للجنوب اللبناني (1978-1982).

أبو حسن قاسم: عضو قيادة جهاز الأرض المحتلة مشرفاً على قسم المعلومات وكان عضواً فاعلاً إلى جانب القائد الشهيد/ خليل الوزير.

عضواً في المجلس العسكري العام لحركة فتح.

عضو مؤتمر حركة فتح.

مسؤول قيادة عمليات بطولية عديدة داخل الأرض المحتلة.

كان أبو حسن قاسم ضمن مجموعة من الشباب ذوي السمات القيادية، تميزوا بروح وحدوية عالية وبشجاعة في مواجهة التحديات، علماً بأن أكثرهم قد استشهدوا كان من ضمن تيار متميز في حركة فتح.

استشهد في قبرص بتاريخ 14/2/1988م أثر عملية اغتيال بعبوة ناسفة وضعت في سيارتهم مع رفيق دربه الشهيد/ حمدي والشهيد/ مروان كيالي.

2.       محمد باسم مصطفى سلطان التميمي( حمدي) من مواليد الخليل بتاريخ 14/2/1951م انخرط في العمل الوطني في المرحلة الثانوية، إذ اعتقل في (1968- 1969) ولحمدي تاريخ طويل في العمل الوطني في الأرض المحتلة قبل أن ينهى المرحلة الثانوية، غادر بعدها إلى الأردن ومن ثم إلى الجزائر للتحصيل العلمي ليجد نفسه عام 1971 في المكان الذي يرغب ويفضل ساحة العمل النضالي ذو التماس والمباشر مع العدو في جهاز الأرض المحتلة، ليدخل بعدها إلى أرض الوطن لتنفيذ المهام التي كلف بها، ويتم اعتقاله على الجسر ويودع السجن ثم مكث مدة وغادر بعدها السجن مفرجاً عنه لأنه رفض وأنكر كافة التهم الموجهة إليه، وفي وقت وزمن قياسي أنجز كافة مهامه وغادر إلى الخارج مرة ثانية ليبدأ مشواراً جديداً من العمل ضد العدو الصهيوني (في المجال السياسي والتنظيمي والعسكري) ليكون من الأعضاء الأساسيين والرئيسيين في لجنة التنظيم (77) التي تم انشاؤها من قبل الشهيد/ كمال عدوان وخلال قيادة الشهيد / خليل الوزير أنجزت لجنة التنظيم (77) بمتابعة ميدانية مباشرة من الشهيد حمدي أعمال نوعية ضد العدو، فكانت من أولى مهام تلك اللجنة التي ضمت خيره كوادرها في جهاز الأرض المحتلة في حينه، النهوض تنظيمياً والتعبئة الفكرية والسياسية للتنظيم في داخل فلسطين وتطوير قدرات أعضاء جهاز القطاع الغربي العاملين في هذا المجال تنظيمياً.

كان الشهيد / حمدي محاوراً من الطراز الممتاز، مثابراً على عمله على مدار الساعة ومتواجداً في كافة المواقع، مشاركاً الجميع في العمل والإنجاز والرأي، مساهماته بينه، وبصماته واضحة على تطوير العمل بجهاز الأرض المحتلة في المجال التنظيمي والتوعية السياسية في داخل الوطن وفي الأقاليم من خلال التأطير التنظيمي لكافة مجالات العمل والاختصاص، وكذلك بالعمل العسكري من حيث توفير التدريب وإنجاز المهام العسكرية ودوريات العمق وغيرها من الدوريات ذات المهام المحددة، والخلايا العسكرية بالداخل التي ضربت العدو ضربات موجعة، واستخدمت أساليب جديدة في المواجهة والقتال، وكان له المشاركة الفضلى في بعض العمليات النوعية.

حمدي كان: عضو قيادة جهاز الأرض المحتلة

عضو المجلس العسكري العام لحركة فتح

عضو مؤتمر حركة فتح

مسؤول قيادة عمليات بطولية عديدة داخل الوطن المحتل.

الشهيدين/ أبو حسن قاسم وحمدي وعملية الدبويا:

لقد كان يعملان بتركيز أكبر على النضال داخل الأرض المحتلة، لقد كانت بصمات كل منها في عملية الدبويا واضحة حيث نجحا في إدخال مجموعة قتالية من الشباب مرتبطين بتجربة الكتيبة الطلابية إلى الضفة الغربية وتحديداً إلى مدينة الخليل التي فيها الجذور العائلية لكل من أبو حسن قاسم وحمدي، وكذلك أشرفا على عملية حائط البراق.

عملية الدبويا كانت نقلة نوعية في العمل النضالي الفلسطيني عام 1980م ، فهي ليست عملية انتحارية بل عملية هجوم على مستوطنين مسلحين في قلب مدينة الخليل ، حيث أدت هذه العملية إلى مقتل 13 مستوطناً وإلى نجاح المجموعة في الاختفاء في الخليل وجباله.

هذه المجموعة كانت بقيادة عدنان أبو جابر ، وياسر زيادات ، إضافة إلى تيسير أبو سنينة ، ومحمد الشوبكي ، لقد بذلت إسرائيل كل الجهد لاعتقال المجموعة وقد حصل هذا بعد مطاردة كبيرة انتهت باكتشاف أعضاء الخلية صدفة اثر محاولتهم الخروج من الضفة الغربية إلى الأردن سيراً على الأقدام .

لم تصدق إسرائيل أنهم وقعوا في قبضتها ، وخاصة أن المجموعة أخفت سلاحها في منطقة جبلية تمهيداً لأعمال مشابهة في المستقبل .

عندما تم اعتقال المجموعة حكم عليهم جميعاً بالسجن المؤبد لكنه أطلق سراحهم بعد ذلك بعدة سنوات في إطار عملية تبادل كبيرة .

لكن أبرز ما يذكره الكثيرون عن الشهيدين اتسامهم بالشجاعة والنشاط وإخضاع حياتهم الخاصة للعمل والقضية.

استشهد حمدي في قبرص بتاريخ 14/2/1988م أثر عملية الاغتيال الجبانة مع رفيقي دربه أبو حسن قاسم، ومروان كيالي.

3.       مروان إبراهيم الكيالي ابن مدينة يافا ولد في بيروت عام 1951م من أب فلسطيني من مدينة يافا وأم لبنانية ، تلقى تعليمه الجامعي في الجامعة اللبنانية (كلية الحقوق) التحق بصفوف حركة فتح عام 1971، تلقى عدة دورات عسكرية في الخارج وشارك في جميع معارك الدفاع عن الشعب الفلسطيني واللبناني أثناء مسيرته الثورية، حيث انغمس مروان في الشأن اللبناني والفلسطيني معاً عندما كان مسؤول التنظيم الطلابي لحركة فتح في الجامعة.

لعب دوراً بارزاً في تشكيل وتوحيد القوى الوطنية والإسلامية خلال احتلال العدو للجنوب اللبناني، وأشرف بنفسه على تنفيذ العديد من العمليات العسكرية خلف خطوط العدو، ساهم في إعادة تنظيم الوجود الفلسطيني في لبنان في الدفاع عن جماهير شعبنا الفلسطيني في مخيماته بعد الغزو الصهيوني للبنان عام 1982م من خلال عضويته في قيادة الساحة اللبنانية.

مروان الكيالي: عضو لجنة قيادة لبنان

عضو المجلس العسكري العام لحركة فتح

عضو مؤتمر حركة فتح

كان مروان كيالي نائباً لقائد السرية الطلابية عندما كان عمره قد بلغ الخامسة والعشرون وبعدها عين نائباً لقائد كتيبة الجرمق .

لقد كان أحد قادة كتيبة الجرمق ذات السجل النضالي المشرف في مواجهة العدو الإسرائيلي والدفاع عن الثورة الفلسطينية.

مروان كيالي شاب حنطي اللون واسع الثقافة شديد الدفء مع المقاتلين وحاد الذكاء وتميز بنظرة ثاقبة ، لقد كان لدى مروان البعد الإنساني وبرع في التواصل مع كل من أراد التواصل معه .

تم اغتياله من قبل عملاء جهاز الموساد الإسرائيلي في قبرص بتاريخ 14/2/1988م مع رفيقي دربه أبو حسن قاسم وحمدي الذين قاما بالتحضير لسفينة العودة، حيث تمكن عملاء الموساد من تفجيرها هي الأخرى في اليوم التالي لعملية الاغتيال، وكان المسؤول المباشر عن عملية الاغتيال رئيس جهاز الموساد وقتذاك (ناحوم أدموني) الذي أرسل فريقاً من القتلة إلى ميناء ليماسول القبرص وقاموا بتفخيخ السيارة التي أودت بحياة المناضلين الثلاثة.

لقد فاجأت الانتفاضة الشعبية الأولى العدو الإسرائيلي باتساعها وشموليتها وزخمها وتنظيمها، وتكاتف أبناء الشعب الفلسطيني لمواجهة سياسة تكسير الأيدي والقتل والحصار والتجويع ومحاولة تركيع الإرادة الفلسطينية حيث سارعت م.ت.ف، لتنظيم لجان المقاومة والمواجهة بقيادة مباشرة من الشهيد القائد/ خليل الوزير والذي لعب القطاع الغربي بكودرة دوراً محورياً، ظن العدو أن قتل القيادات والرموز سوف يحبط الانتفاضة الفلسطينية فأقدم على عملية الاغتيال الجبانة بحق هؤلاء الكوادر المتقدمة أبو حسن قاسم وحمدي ومروان، الذين التقوا في قبرص لوضع خطط للمواجهة وتنسيق عمل الخلايا في داخل الأرض المحتلة لتصعيد وتطوير الانتفاضة، حيث زرع عملاء الموساد الإسرائيلي عبوة ناسفة شديدة الانفجار في سيارة الشهيد/ مروان الكيالي بتاريخ 14/2/1988م أدى الانفجار إلى استشهاد الثلاثة.

لقد كانت بحق ضربة موجعة للقطاع الغربي، لكن شعبنا تعلم دائماً تجاوز الضربات.

أن استشهاد هذه الكوكبة المناضلة من أبناء حركة فتح وقواتها العاصفة أنما يجسد روح العطاء والتضحية والفداء التي تميز بها أبطال ثورتنا ومناضلو حركة فتح وكوادر ومقاتلين في كل مواقع الثورة داخل الوطن المحتل وخارجه وهو جزء من روح الإصرار على النضال الوطني المتواصل لثورتنا الفلسطينية تحت راية م.ت.ف من اجل تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال الوطني وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة على تراب الوطن الفلسطيني الحر.

أن هؤلاء الشهداء قد حملوا أرواحهم على أكفهم في سبيل الله والوطن، وحملوا الشعلة المقدسة للجهاد والنضال وصولاً لتحرير الوطن المغتصب وتحقيق حرية شعبهم وكرامة أمتهم، وبذلوا دماءهم وحياتهم لتظل منارة لشعبهم ورفاقهم من أجل مواصلة الكفاح المسلح حتى تحرير الوطن المقدس.

هذا وقد لقيت عملية الاغتيال الجبانة أدانة قبرصية ويونانية من قبل الحكومتين والأحزاب ومن كافة قوى التقدم والحرية.

هذا وقد تم نقل جثمان الشهيدين/ أبو حسن قاسم وحمدي إلى عمان حيث ووريا الثرى يوم 17/2/1988م في مقبرة سحاب بالقرب من العاصمة عمان حيث شارك في التشييع ممثل القائد العام الأخ/ هاني الحسن والفريق/ عبد الرزاق اليحيى وكوادر م.ت.ف وجماهير غفيرة من الشعبين الفلسطيني والأردني وذوي الشهيدين.

كما تم نقل جثمان الشهيد/ مروان الكيالي إلى بيروت حيث وورى الثرى في مقبرة الشهداء.

 

رحم الله شهداءنا الأبرار وفي جنة الخلد والرضوان أيها ا لأبطال

رحمكم الله يا شهداءنا وأسكنكم فسيح جنانه.

اخر الأخبار