"مشعل" كلمة سر تأخير المرسوم الانتخابي!

تابعنا على:   08:37 2019-12-26

أمد/ كتب حسن عصفور/ وكأن المعركة الكبرى التي باتت تهيمن على "المشهد الفلسطيني"، هل يصدر الرئيس محمود عباس مرسومه الانتخابي، يعلنه أم لا يعلنه قبل القرار الإسرائيلي حول انتخابات القدس، أم يبقيه كـ "ورقة غامضة" الاستخدام، وفقا لمسار تطور الأحداث حسب ما يراه مناسبا لمعركته السياسية الخاصة.

تصر حركة حماس، ان يعلن الرئيس عباس مرسومه فورا، باعتبارها باتت على عتبة تحقيق تكملة حلمها الخاص في إنشاء "الكيان الإسلاموي الأول" فوق أرض فلسطين، على أي جزء يسمح لها اقامته، دون أي شروط مسبقة لذلك، فهي #جاهزة منذ نهاية عام 2006 لتلك المساومة السياسية "الرخيصة" خلال لقاء بين وفد قاده وزير خارجية حكومتها في حينه محمود الزهار مع وفد أوروبي في جنيف، وتم مناقشة المستقبل السياسي.

حماس تريد مرسوما بلا انتظار، للرد الإسرائيلي حول انتخابات القدس، وهي كفيلة بعد الإصدار أن تفرض على سلطات الكيان قبوله والرضوخ للطلب الفلسطيني، دون أن تحدد كيف لها أن تقوم بعملية "الفرض" تلك، ولكن لنعتبر أنها تملك من عناصر "القوة السرية" ما يجبر قادة الكيان على الموافقة.

فيما ترى قوى أخرى، أن بالإمكان اصدار المرسوم الانتخابي دون انتظار، وتصبح المعركة سياسية مع حكومة الاحتلال، حول الحق الفلسطيني بالانتخابات باعتبارها "ضرورة ديمقراطية"، رغم انها تدرك يقينا أن تعبير الديمقراطية لا علاقة له بالحقيقة السياسية، في ظل "تحالف إرهابي سري" بين سلطات ثلاث في الأراضي المحتلة، وغياب أي ملمح جدي للمسألة الديمقراطية، ومن الشواهد مئات أمثلة وليس عشرات...

الرئيس عباس، له "حسبة خاصة جدا"، يناور بها وفقا للموسيقى الإسرائيلية أولا، وللوضع الفتحاوي ثانيا، حيث بات الأكثر تدهورا منذ تم تنصيبه رئيسا للسلطة وحركة فتح، صراع لم يعد سريا ابدا بين قيادات تياره، الى جانب الإشكال المعروف مع تيار الإصلاح بقيادة دحلان.

ويبدو أن المشكلة الحقيقي في مسألة الإصدار تتعلق بالانتخابات الرئاسية ذاتها، ما قد يفتح مبكرا جدا وبعيدا عن الانتخابات التشريعية "حرب الرئاسة"، والاستعداد لمعركتها لتصبح هي الأبرز فلسطينيا، خاصة وأن معلومات الرئيس عباس أنها لن تكون "معركة" سلسلة كما سبق عام 2005 حيث فاز بيسر وبلا مجهود يذكر.

انتخابات الرئاسة يبدو أنها هي المعطل حتى تاريخه، خاصة بعد أن بات واضحا نشاط حركة حماس والاستعداد بكل قوتها للمشاركة المباشرة في خوضها عبر رئيس مكتبها السياسي السابق خالد مشعل، وبدأت عمليا معركة الترشيح من "اللقاء الإسلاموي" في كوالالمبور، عندما تواجد مشعل دون أن يكون عضوا في وفد الحركة الرسمي، وكأنه "ضيف شرف" اللقاء بدعم صريح من قطر وتركيا وتحضير المسرح له للمستقبل القادم كـ"رئيس محتمل".

أجهزة عباس الأمنية تعلم مخطط "#مشعل_رئيسا"، وتعلم يقينا، أن اليوم التالي لصدور المرسوم ستبدأ حرب حماس على معركة الرئاسة وتفتح مسارا خاصا بها، وسيكون عنوانها  "#المجاهد_خالد_مشعل_للرئاسة"...حرب سياسية من نوع خاص ستفرضها لو أعلن الرئيس مرسوم انتخابات رئاسة سلطة الحكم المحدود.

وبالطبع لا يغيب عن بال الرئيس عباس وقيادات فتحاوية، ان القيادي الأسير مروان البرغوثي ليس بعيدا عن التفكير بحقه في الترشح للانتخابات الرئاسية كجزء من حملته نحو الحرية، رغم انه ليس العقبة الأهم أمام تأخير المرسوم الرئاسي.

معركة عباس ليس مع ترشح مروان، فهو يملك أوراقا لمنعه من ذلك، حقا او باطلا، لكنه يدرك جيدا مغزى الضغط الحمساوي على اصدار المرسوم...وعله يبحث عن مساومة لمعادلة انتخابية جديدة، تبدأ بمرسوم الانتخابات التشريعية أولا، وبعد اتمامها يمكن بحث الانتخابات الرئاسية، أي فك ارتباط المرسوم الموحد.

تلك المعادلة التي قد تفرج سراح المرسوم "الحائر"، دونه قد لا يرى النور وليته لا يراه ...!

ملاحظة: مشهد هروب نتنياهو من "صاروخ غزي" احاله سخرية في مختلف وسائل الإعلام المحلية والعبرية والأهم العالمية...صورته مهرولا باتت وشما...

تنويه خاص: مهم جدا ان يعود إعلام السلطة الرسمية على نشر تصريح وزيرة "الثقافة" الإسرائيلية العنصري جدا حول أنهم لن يسمحوا لـ "يهود بخارى" قيادة الليكود...من لا يحتمل يهوديا آخر شريكا له هل يمكن أن يقبل فلسطينيا...ليتهم ينشطون!

اخر الأخبار