على طريقة فوزي وموزي..

بالفيديو والصور.. "منى ابراهيم" معلمة فلسطينية تقنع طلابها وتؤثر عليهم بنصائح تمثيلية عبر "يوتيوب"

تابعنا على:   19:15 2019-05-23

أمد/ غزة- صافيناز اللوح: اتخذت من الهواتف الحديثة أسلوباً أقنعت فيه أطفالها بالصف الأول، وبحثت طريقة تجد فيها تثبيت للمعلومات في عقل الطلاب، حيثُ التجأت إلى التصوير والتمثيل والترويج عبر موقع "يوتيوب"، كي توصل رسالتها وفكرتها إلى تلاميذها.

المعلمة منى عبد المنعم إبراهيم، 33 عاماَ، تعمل بمدرسة ذكور البحرين الابتدائية (ب)، في منطقة جنوب مدينة غزة التعليمية، التجأت لفكرة ابداعية تحاول من خلالها توصيل رسالتها إلى عقل طلابها.

بدأت المعلمة "إبراهيم"، التفكير بابتكار طريقة يستخدمها غالبية الطلاب في الصف الأول الأساسي، فوجدت نسبة أكثر من 90 بالمئة منهم يستخدمون الهواتف النقالة ويشاهدون موقع يوتيوب ويتصفون فيديوهات الأطفال بالوجه البريئ.

يوميات ميشو وبيومي

خلال حديثها مع "أمد للإعلام"، أكدت "منى"، في البداية أقنعت مدير المدرسة بفكرة حلقات "يوميات بيشو وبيومي" على حسابي الخاص، حيثُ قمت بتصوير مشهد تمثيلي على نفقتي الخاصة وبمبلغ بسيط جداً، أنصح من خلاله الطلاب أن يطيعون أمهاتهم ويستمعون لها ويقومون بواجباتهم تجاهها.

وقالت، قمت بتصوير المشهد بتبرع من قناة الجزيرة في الحلقة الأولى، التي لاقت استحسان الطلاب والمعلمين وكان لها الأثر الواضح على اضافة نوعية للتعليم في قطاع غزة، من خلال نشر الحلقات على موقع يوتيوب وتعميمها على الطلبة لمشاهدتها.

وتابعت، بدأ المدير البحث بمعرفته عن أصدقاء لاستكمال المشوار الذي خططت له، حيثُ كان برفقتي الزميل المدرس محمد حسونة وشجعني على تلك الفقرة وساندني بها، مشيرةً إلى أنّ الفكرة لاقت تحفيز من مدير المنطقة والمشرفين والمجتمع المحلي وشريحة أولياء الأمور والأصدقاء.

وأوضحت، أنّ المستلزمات والملابس التي يرتديها الأطفال خلال التمثيل متواجدة عندي من قبل، ولم تكلفني الا شئ بسيط، مؤكدةً أنّه تم توظيف أماكن أثرية لتعزيز المواطنة وتوثيق الهوية الفلسطينية، حتى يتعرف الطالب على جمال بلده من خلال هذه الفيديوهات.

وأضافت، لازال المشروع قائم، لكنني أبحث عن جهات لتصوير باقي الحلقات، ليتم منتجتها وإخراجها بقالب جذاب للطلاب الأطفال والاستمتاع خلال مشاهدتهم لتلك الفيديوهات.

دوافع وأغراض المبادرة

وحول الدوافع والأغراض من فكرتها، تحدثت "مني" لـ "أمد"، قائلة: إنّ توفير الأساليب المبتكرة لعلاج تدني الدافعية للتعليم، وتوفير الاجواء المناسبة والمرضية لشريحة الأطفال والتي تتناسب مع احتياجاتهم النفسية والترفيهية الضرورية.

وشددت، على أنّ تقوية وتدعيم نظرة الأطفال لذواتهم مما يكسبهم الثقة والشخصية السليمة والنمو الطبيعي، من بيت تلك الدوافع لهذا المشروع، والمساهمة في علاج الآثار النفسية لذى الأطفال الناجمة عن ظروف الحياة الصعبة من خلال العروض الممتعة.

وأضافت، أنّ تقديم التوجيه والإرشاد النفسي اللام للأطفال والمساهمة في تغيير سلوكهم وتنمية قدراتهم بطرق غير مباشرة، أيضاً من بيت تلك الدوافع، بالإضافة إلى، دعم الأسرة الفلسطينية في تأمين مساحات ترفيهية هادفة وإيجابية لأطفالهم والكثر أمناً، وتوفير الأساليب الترفيهية الجيدة لعلاج حالات الجمود في المؤسسات التعليمية للأطفال.

كما تابعت، من بين الدوافع أيضاً، تعزيز عمليات التغير لسلوك الأطفال إلى الأفضل من خلال الانعكاسات التربوية والحضارية للمبادرة، وتحسين قدرات المعلمين في المؤسسات التعليمية من خلال تدريبهم على الاستفادة من إمكانيات المبادرة.

وطالبت المعلمة "إبراهيم"، بمساعدتها في دعم باقي الفيديوهات المخطط لتصويرها ومنتجتها، والعمل على ايصال هذه الرسالة إلى كافة الطلاب بكافة المدارس.

ووجهت رسالتها، إلى كل دعم المعلم الذي يعمل خارج ساعات عمله ليرتقي بمستوى أبناء قطاع غزة، والعمل على تشجيعهم من أجل الارتقاء بمستوي تعليمي أفضل لطلابنا.

وشكرت مدير المدرسة جهاد رزق، ومدير المنطقة التعليمية أ.خليل أبو هاشم، راعي المبدعين، وزملائها وزميلاتها، وأصدقائها على الصفحة ومتابعي أعمالها، وعائلتها التي تحملت الوقت الإضافي عن عملها، لوقوفهم إلى جانبها ومساندتها في فكرتها هذه.

تطوير التعليم في غزة، لا يحتاج إلّا لعقل مدبر، يبتكر بأبسط الوسائل طرق تعليمية جديدة ومتميزة توصل رسالتها إلى عقول الأطفال والطلاب، وفهمها بشكلٍ أسرع.

اخر الأخبار