في ذكرى انطلاقة فتح، لاحت شموس الفداء!!!
تاريخ النشر : 2014-01-01 11:03

المشروع الوطني والنضالي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" اسقط كل الأوراق الصفراء وحافظ على وحدة فلسطين أرضا وشعباً وثوابت وقضية، فكان إصرار القيادات الفتحاوية وجنبا إلى جنب مع أبنائهم من القاعدة مرورا بالكادر المتقدم وليس انتهاء بكل أحرارها وشرفائها وفي مقدمتهم اللجنة المركزية والمجلسين الثوري والاستشاري للحركة، برئاسة رئيس الحركة محمود عباس أبو مازن، على توفير كل مستلزمات الحفاظ على وحدة الوطن الفلسطيني وعلى وحدة ترابه وشعبه والتصميم على إنجاح المشروع الفلسطيني من خلال تماسك كل الطيف الفلسطيني على اختلاف ألوانه ووحدته الوطنية، فلا يمكن لأحد أن يزايد على هذه المواقف الشريفة خاصة وان حركة فتح قد أسست القواعد الصلبة والصحيحة لبناء الوطن الجديد الذي انطلق من خلال توزيع الأدوار بشكل عادل وإعادة الأعمار للبنى التحتية وما دمره الاحتلال الصهيوني، كل ذلك سوف يقف حائلاً قوياً وجداراً صلباً أمام مشاريع التقسيم التي حاول بها البعض خدمة لأجندات خارجية تريد للوطن أن يبقى فقيراً ضعيفاً تتنازعه الأهواء والضغائن التي راهن عليها أعداء الوطن وجماهيره بشتى الأساليب الملتوية الفاقدة لأية شرعية، لكن حرص حركة فتح ومعها الشعب والجماهير الفتحاوية الصابرة على المحن والآلام قد افشل هذه المشاريع ووأدها إلى الآبد.
وفي خضم هذا البحر الطافح بالتداعيات والأزمات والضغوطات الخارجية والداخلية مضاف إليها جشع الطامعين بها ومؤامرات الساعين لتقويضها، وانسحاب البعض وسط الطريق وخذلان البعض الآخر، وفي خضم هذه الأوضاع المأزومة والخنادق المتداخلة والمواقف المتذبذبة والخيوط المتشابكة، قادت حركة فتح المرحلة المتلاطمة الأمواج تغالب أوجاعها مخفية جراحها، تئن بصمت، وتلوذ بالصبر، لم تهن، ولم تلين، مواصلة الليل بالنهار خدمة لوطنها وشعبها وجماهيرها وإخلاصا لقضيتها ووفاء ًلعهدها وخوفا على مكتسبات إنجازاتها ومكتسباتها بالتجربة الديمقراطية، فبقيت هاجس التضحية والإيثار ملازمة له حتى وهي تتلقى الطعنات من هنا وهناك ومن هذا وذاك، فصمدت فتح وفي كل الظروف لكل المؤامرات من الأعداء والأصدقاء والأشقاء وهي قابلة للبقاء والتجدد لأنها تحمل في ثناياها انعكاسات أحلام وأماني وطموحات الشعب الفلسطيني وسوف تبقى وفية لمبادئها ولقيادتها ولشهدائها لأنها ببساطة وكما بدأناهاؤ هي حركة الشعب الفلسطيني كله. إن حركة فتح كانت وستبقى متوّجة بإرثها الفلسطيني الأصيل والضاربة في أعماق تاريخ الحضارة الفلسطينية، بحقبها وأجيالها وأحداثها الجسام وطفراتها المتتالية، وتقدمها المتواصل منطلقة من امتدادها العربي الجذور وثقافتها العقائدية الدينية الفلسطينية الصلبة، متدرعة بالأمجاد الوطنية لشهدائها وجرحاها وأسراها ومناضلوها، وما قدمته من شهداء بررة وتضحيات جسام في مقارعة الظلم والطغيان والوقوف إلى جانب المستضعفين والمظلومين، على الصعيدين المحلي والعربي.
إن فتح المثقلة بأعباء الهم الفلسطيني الجسيم وجرحه الفاغر النازف وهي تمر في أصعب وأحلك مراحلها من توجهها الجديد، مراهنة على موقف قيادتها وكوادرها وجماهيرها وصمودهم وتضحياتهم، بهذه الهيئة المهيبة وهذه التركيبة العجيبة رسمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح مسار خطها النضالي التحريري، فهي ملتزمة عقائدياً وواضحة بالتمسك بالثوابت الوطنية، فهي ليست نسخة مستنسخة من أي أحد ولن تكون ذيلا لأحد، ولا احد ينكر حقيقة إن هذه الميزات والخصوصيات بدأت تتآكل في بعض جوانبها بعد أن تم إتخامها بالجراح من خلال الطعنات التي وجهت إليها من كل صوب وحدب ولكن قادتها وجماهيرها يعلنوها دوما وابدا مدوية ليسمعها القاصي والداني، بأن فتح كانت وستبقى عصية على الكسر والانكسار أو الانحسار بفضل المنتمين الأوفياء لهذه الحركة أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري والرئيس أبو مازن والذين ما زالوا قابضون على الجمر.
إن فتح هي امتداد للياسر عرفات والوزير وأبو إياد والكماليين، وجماهيرها وأبنائها امتداد لعنوان التضحية والفداء وجامع الشمل ومفرق الأعداء ويعسوب الجهاد والنضال محمود عباس الربان الذي رسى بسفينة نجاة حركة فتح والعملية السياسية الوطنية الفلسطينية على شاطئ الأمان، إن فتح هي اليدان اللتان تذبان عن عيني أبو عمار، وهي من قدمت الشهداء والجرحى والأسرى والمجاهدون الذين سطروا أروع ملاحم الإيثار ونكران الذات وقدموا أرواحهم قرباناً على مذابح الخلاص من براثن المحتلين الصهاينة الأنجاس، فتح هي الأخلاق والقيم، والمبادئ، والأهداف السامية التي تنهض بفلسطين إلى مصاف الدول المتطورة وترفع الحيف والظلم الذي وقع على أبنائه، هي من تتخلق بأخلاق سيدنا محمد وصحبه الأطهار ونحمل رسالتهم، وهي ليست ممن يصطاد بالماء العكر ولا تقابل الإساءة إلا بالإحسان مع الاحتفاظ بحقها في الدفاع المشروع عن أبنائها وجماهيرها، هي لا تكذب ولا تخدع ولا تخون وهي ليست بطالبه سلطة ولا امتيازات غير مشروعة، فتح من تريد الخير للجميع، وهي صاحبة مشروع تسعى من خلاله إلى رفاهية الشعب الفلسطيني وخيره واستقراره وسلامة أرواح أبنائه بمختلف أطيافهم وأديانهم وانتماءاتهم، وهي ليست ممن يتنابز بالألقاب بأس الاسم الفسوق، هي صاحبة الدليل والحجة، ومهما كانت أساليب الآخرين ملتوية وغير مشروعة، تبقى فتح كما كانت ولا زالت صاحبة الخطاب المعتدل الهادف ولها أسوة بقادتها وعلى رأسهم ياسر عرفات.