بيان الخارجية الفلسطينية بشأن المأساة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في سوريا
تاريخ النشر : 2013-12-30 15:58

لقد بات من الواضح أن مأساة الحرب في سوريا بدأت تأخذ أبعاداً تجاوزت حد الحديث عن السكوت عليها، حيث إنه بعد الزج بمخيمات اللاجئين في أتون هذه الحرب التي أصبحت كالنار في الهشيم ما تركت شيئاً إلا أكلته، بدأ يتضح لكل ذي عقل أن هناك سياسات تستغل هذه الأحداث المؤسفة في هذا البلد الشقيق الذي كان اللاجئ الفلسطيني يحيا فيه حياة كريمة دون غيره من مخيمات اللجوء، هذه السياسات تحاول أن تجتث هذا اللاجئ وتدفعه دفعاً  للتورط في هذه الحرب الشنيعة التي يحاول مشعلوها أن يقضوا على كل شيء حتى الكرامة.

إن مخيماً كمخيم اليرموك الذي كان يقطنه قبل الحرب حوالي نصف مليون نسمة يعيشون كإخوانهم السوريين في كل شيء تقريباً  لم يبق منه هذه الأيام إلا ما يقارب 20 ألفاً من السكان يحيون في حالة حصار مطبقة جعلتهم يرتمون على قارعة الطريق يتضوعون جوعاً، نساؤهم وأطفالهم يناشدون العالم على شاشات التلفاز لكي يرفعوا عنهم هذا الظلم وهم يرون أطفالهم يموتون جوعاً بين أيديهم بعدما انتهت أوراق الشجر التي كانت ملاذ غذائهم الأخير.

إن وزارة الشؤون الخارجية الفلسطينية نطالب الأمم المتحدة والعالم الحر بمؤسساته جميعاً أن يقفوا وقفة جادة لإنهاء هذا الحصار الظالم, والسعي لإدخال الغذاء والدواء لهذه المخيمات، وبالذات مخيم اليرموك الذي يعيش أبناؤه هموم المأساة بعد أن تقطعت بهم السبل ولم يجدوا سبيلاً إلا البحر ليلقوا فيه مصير الغرق أو اللجوء لدول يمكن أن تحفظ كرامتهم كمن سبقهم من أهلهم وإخوانهم بدلاً من الموت جوعاً أو تحت الأنقاض.

إن الخارجية الفلسطينية إذ تناشد جميع دول العالم الحر كما تناشد إخواننا العرب والمسلمين لإنهاء هذه المأساة وتطالب الجميع بالوقوف الجاد إلى جانب هؤلاء المحرومين من كل شيء، وتؤكد على ضرورة أن يتحملوا مسئولياتهم كاملة لإنقاذهم، والعمل على إيصال أدنى مقومات الحياة لهم قبل فوات الأوان.