مخيم اليرموك يموت جوعا و قهرا !!
تاريخ النشر : 2013-12-29 16:47

عامين و نصف على الثورة السورية و الحرب الاهلية المشتعلة في سوريا بلا توقف , والتي تزداد تلهبا و تتسع دائرتها شيئا فشيئا لتطال المنطقة العربية بأسرها بكل تداعياتها و نزاعاتها المذهبية و الطائفية , وهو ما نراه في المدة الاخيرة من تفجيرات متتالية في الضاحية الجنوبية و العاصمة اللبنانية بيروت , لتصفية شخصيات ذات مواقف معارضة للنظام السوري .

اما الوضع داخل سوريا فهو الأسوأ بلا شك , عنف غير مسبوق و قتل متعمد بقنابل و براميل متفجرة والاوضاع اشبه بالكارثة خاصة في المخيمات الفلسطينية التي يزداد عليها القصف , في ظل اوضاع صحية كارثية و نقص حاد في الدواء و الغذاء , و تعمد واضح لقصف الاسواق والمخابز و مخازن الغذاء بهدف احكام الحصار المفروض عليه منذ 166 يوما من قبل جيش النظام السوري و بالاتفاق مع الجبهة الشعبية " القيادة العامة " , فكافة مقومات الحياة في المخيم باتت معدومة , بالرغم ان المخيم يخلو من جميع المظاهر المسلحة , ولكن اهالي المخيم المنكوب حملوا طرفي النزاع السوري مسؤولية استشهاد العشرات منهم قتلا و جوعا ..

أن معاناة المدنيين المحاصرين في المخيم لم تدفع بهم إلى اليأس رغم خذلان دول العالم والمنظمات الإنسانية لهم، فهم ما زالوا يطالبون وبشكل يومي بأبسط حقوقهم، وهي الطعام والشراب والدواء والدفء , ويوميا تنطلق صرخات أهالي المخيم من نساء وأطفال وشباب ورجال، مطالبة العالم بأن يتحرك وينهي مأساتهم المستمرة منذ حوالي ستة أشهر, بالتزامن مع مساع للهدنة لم تتكلل حتى الآن بالنجاح , فكلما توصلت الجهود الدولية الى امكانية تقديم مساعدات لمخيمات اللاجئين في سوريا وبالأخص مخيم اليرموك وقف النظام السوري في وجه هذه المساعي , فكثير حصل سكان المنطقة الجنوبية على الوعود مسبقاً من تلك الحملة وغيرها، لكن تلك المساعدات مُنعت من الدخول من قبل النظام والميلشيات التابعة له.

النظام السوري المتفنن بأساليب القتل و ارتكاب المجازر والمذابح بحق المدنيين بغض النظر عن جنسياتهم , سوري او فلسطيني , لم يعد يبالي لأي من التهديدات الدولية الموجهة له , والتي تصدر فقط لأحداث زوبعات سياسية واهية , لا تردع بطش النظام السوري ولا تتوصل الي أي تسوية سياسية ممكنة , وانما هي مزيد من الفرص المهداة لنظام الاسد للقتل والدمار , و بات معروفا ان اكبر القوى الدولية لم تهتم بلازمة السورية بهدف انهائها و اسقاط النظام السوري و وضع خط نهاية لدائرة العنف المتفجرة في سوريا , وانما تدخل القوى الدولية في هذه الازمة بقدر ما قد تحرزه من ارباح عسكرية او اقتصادية من هذه الازمة , او مواقف سياسية تسجل لها , و لأن الازمة السورية معقدة لوجود المصلحة الاسرائيلية والخوف على تهديد امنه , فشلت الادارة الامريكية ان توجه ضربة تحذيرية للنظام السوري كحد ادنى , و لذلك فإن النظام السوري غير مبالي لقرارات المجتمع الدولي او أي من التدخلات الدولية , و مستمر بالقتل و الدمار و تفتيت اقطار سوريا و ربما يساهم في تركيبة جديد المنطقة العربية بناءا على تقسيم طائفي , و صولا للهدف الرئيسي بما يسمى بالشرق الاوسط الجديد ..