الخروج من سطوة الهيمنة الأمريكية
تاريخ النشر : 2013-12-29 11:26

لأن نهاية عام‏2013‏ شهدت تحولات مهمة في رؤية المجتمع الدولي لتوجهات الدولة المصرية في ظل ثورة يونيو‏
,وضحت في المساندة القوية من جانب كل الأشقاء العرب باستثناء قطر لمعركتها الضارية ضد الارهاب,ومساعدتها علي عبور ازمتها الاقتصادية ردا علي ضغوط الغرب والولايات المتحدة,كما وضحت في التغييرات الأخيرة التي طرأت علي مواقف دول الاتحاد الاوروبي,وجعلتها تري في خارطة الطريق مخرجا صحيحا إلي دولة ديمقراطية مدنية,فضلا عن عودة جسورالمصالح المشتركة مع روسيا,من خلال صفقة أسلحة جاوزت قيمتها ملياري دولار,تفسد محاولات واشنطن إضعاف قدرة مصر العسكرية.
وبرغم بعض التغييرات الملموسة التي طرأت أخيرا علي الموقف الأمريكي إلا أن الوقت لا يزال مبكرا للحكم علي سياسات إدارة أوباما,التي أعلنت انها بصدد مراجعة سياساتها وقراراتها بخفض المساعدات العسكرية لمصر..,واظن أن كل هذه الشواهد تؤكد ان عام2014 سوف يشهد بداية قوية لعودة مصر لدورها العربي والإقليمي,تعزز التضامن العربي دفاعا عن الأمن القومي العربي الذي تتهدده اخطار تحالفات جماعة الاخوان المسلمين مع السلفية الجهادية وتنظيم القاعدة,وتساعد علي إحداث تحسن حقيقي في العلاقات العربية الايرانية يلزم طهران احترام المصالح العربية, والاعتراف بمتطلبات الأمن العربي,وتحاول إنقاذ الشعب السوري والدولة السورية من حرب أهلية لاتبقي ولا تذر,وتهيئ للعرب مكانة اكثر تكافؤا مع القوي الدولية,خاصة بعد التغيير الذي طرأ أخيراعلي الدبلوماسية السعودية,وأخرجها من الاطارالمحافظ إلي إطار نشيط يتميز بالقوة والايجابية يتكافأ مع دورها المالي الضخم الذي تلعبه حفاظا علي الأمن والاستقرار الدولي..,والواضح من أولويات سياسات مصر الخارجية الجديدة حرصها المتزايد علي الخروج من إطار الهيمنة الأمريكية دون صدام,والتزامها بعلاقات طبيعية مع واشنطن,وإجراء مصالحة عربية واسعة تساعد علي التئام جروح غائرة تنهش الجسد العربي,مع الأولوية المطلقة للتعاون مع السعودية والإمارات والكويت,لأن صديقك الحقيقي هو من صدقك ووقف إلي جوارك وقت الشدة.
عن الاهرام