أوضاع الفلسطينيين تزداد تدهورا في "مخيم اليرموك" بسوريا
تاريخ النشر : 2013-12-29 08:30

أمد/ بيروت: تزداد الأوضاع الإنسانية تدهورا في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، جنوب دمشق، بعد فشل تنفيذ اتفاق أبرم بين الحكومة السورية ومنظمة التحرير الفلسطينية، نص على فتح «ممر آمن للسكان» لإدخال ما يحتاجه المخيم من مواد غذائية وأدوية بصفة عاجلة، مقابل سحب المظاهر المسلحة والمقاتلين من داخله، تمهيدا لإعادة النازحين منه.

وعلى الرغم من تعهد الطرفين بالالتزام بتنفيذ اتفاق الهدنة وإخلاء المخيم ومحيطه من المسلحين، فإنه لم يشهد أي خطوات عملية تسهم في إعادة الحياة الطبيعة إلى المخيم. ويصف أمين سر حركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات، لـ«الشرق الأوسط»، الوضع الإنساني في المخيم بـ«المجاعة»، مشيرا إلى أن «الناس يأكلون العشب بسبب انعدام أي مواد غذائية تبقيهم على قيد الحياة».

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أشار أول من أمس إلى «موت خمسة مواطنين، بينهم مسن وآخر من ذوي الاحتياجات الخاصة ومواطنة، جراء نقص الأغذية والعلاج اللازم نتيجة الحصار المفروض من قبل القوات النظامية منذ أشهر على مخيم اليرموك». وسبق أن أعلنت مصادر أهلية في المخيم موت 18 شخصا بسبب الجوع الذي سببه الحصار.

ويحمّل أبو العردات جميع الأطراف مسؤولية «فشل تطبيق بنود الاتفاق الذي يضمن تحييد المخيم وإنقاذ المدنيين المحاصرين في داخله»، مؤكدا «وجود 30 ألف فلسطيني مدني في اليرموك يحتاجون إلى مواد غذائية وطبية». وأعرب عن اعتقاده أن «الحل الوحيد لإنقاذ هؤلاء يكون بتطبيق الاتفاقية التي عقدت مع الحكومة السورية».

وكان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، زكريا الأغا، زار العاصمة السورية على رأس وفد من المنظمة في العاشر من الشهر الماضي، وأجرى مفاوضات مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ومسؤول الأجهزة الأمنية السورية اللواء علي مملوك.

وتوصلت المفاوضات إلى بلورة اتفاقية بخصوص مخيم اليرموك تقضي بانسحاب الجيش الحر إلى خارج مخيم اليرموك، وإعلانه منطقة هادئة، إضافة إلى منع دخول القوات النظامية ومقاتلي الجبهة الشعبية، الموالية للنظام، إلى داخل المخيم. كما تنص على فتح الطريق من وإلى المخيم وإدخال مواد غذائية وطبية عاجلة، فضلا عن الإفراج عن معتقلين فلسطينيين لدى النظام وتسوية أوضاع من يريد من مقاتلي الجيش الحر.

لكن بنود هذه الاتفاقية لم تطبق وتواصلت المعارك في المخيم بشكل شبه يومي، مما أجبر عشرات آلاف الأشخاص من سكانه على مغادرته ليصبح عدد المهجرين من أحياء اليرموك المحاصرة في داخل سوريا وخارجها نحو 150 ألف فلسطيني.

هذا الواقع دفع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمس إلى مطالبة السلطات السورية بـ«تسهيل دخول المواد الإغاثية والتموينية إلى مخيم اليرموك في سوريا لإغاثة سكانه الذين يتعرضون لظروف معيشية صعبة».

وتحول مخيم اليرموك منذ بدء الأزمة في سوريا إلى ملجأ لكثير من أهالي ريف دمشق وأهالي أحياء العاصمة دمشق التي تعرضت للقصف، كمدن ببيلا ويلدا في الريف، وكأحياء التضامن والحجر الأسود والقدم والعسالي وغيرها، لكن القوات النظامية سرعان ما قادت حملة عسكرية على المخيم بعد تقدم قوات المعارضة في الأحياء الجنوبية في دمشق، مما استدعى هجوما مضادا من قبل الجيش الحر طرد خلاله القوات النظامية والعناصر الموالية لها من أحياء اليرموك. ليدخل المخيم بعدها في حصار قاس أدى تدريجيا إلى تدهور الأوضاع الإنسانية لسكانه.