عدونا يعرف ثمن خسارته (بوحدتنا) ونحن نتجاهل خسارتنا بإستمرار إنقسامنا !
تاريخ النشر : 2015-10-31 10:42

اللقاء الذي جمع بين وفد قيادي لحركة فتح يرأسه النائب عزام الأحمد ووفد من قيادي حركة حماس يقوده الدكتور موسى أبو مرزوق في العاصمة اللبنانية , هو الأول منذ إنطلاق إنتفاضة القدس المستمرة , وما خرج عن هذا اللقاء يكشف تبني الحركتين لإنتفاضة الشباب الفلسطيني, وإتفاق الحركتين على أهمية تطوير الإنتفاضة واستمرارها , من أجل تحقيق أهداف شعبنا الفلسطيني، خصوصاً إنهاء الاحتلال وإزالة الاستيطان وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، وبشكل خاص حماية المسجد الأقصى المبارك من خطر التقسيم الزماني والمكاني , ما نتج عن هذا اللقاء يعتبر وثيقة وطنية من الممكن البناء عليه في ملف المصالحة الفلسطينية , وتشكيل قيادة سياسية للإنتفاضة تقودها وتدافع عنها في كل المحافل الدولية وتتبنى مطالبها المتفق عليها وطنياً .

الوحدة الوطنية الفلسطينية هي مطلب الجماهير المنتفضة , وهي حاجة ملحة لطرفي الإنقسام, بعد إنسداد الأفق السياسي لبرنامج السلطة التفاوضي وإعتداءات المحتل الصهيوني ومستوطنيه على مدن الضفة والقدس المحتلة  , وإستمرار الحصار الجائر على قطاع غزة , وتباطؤ عملية إعادة إعمار البيوت التي دمرها الإحتلال في حرب صيف 2014م , فلتكن إنتفاضة القدس طوق النجاة للكل الفلسطيني , فالتناقض الأساس مع الإحتلال , ومقاومة المحتل عنوان يوحدنا ويعيد الإعتبار لقضيتنا الوطنية , القائمة بالأساس على إحتلال يجب إنهائه وطرده ليحيا شعبنا حراً ينعم بإستقلاله .

وحتى لا نضيع مرة أخرى في تفاصيل لا طعم لها تطفئ نور التفاؤل وسط عتمة الإنقسام البغيض , وحتى لا يضيع بصيص الأمل في نهاية نفق التشرذم الوطني , يحتم علينا إستغلال تلك اللحظة التاريخية والمحطة الثورية , التي يعيشها شعبنا الفلسطيني بكل مشاعره ووجدانه, مع إستعداد منقطع النظير للتضحية والجود بالنفس والدماء في مسيرة التحرر وإنهاء الإحتلال, لذا يجب الإسراع في إنجاز المصالحة وإتمام الوحدة ليكتمل المشهد الوحدوي على الساحة الفلسطينية , وتتكاثف الجهود وتتكامل الأدوار في مواجهة مخططات الإحتلال الصهيوني وإفشالها .

ما نحتاجه بعد هذه اللقاءات والتصريحات هو خطوات عملية سياسية وإعلامية وإدارية تنتج عنها وحدة المؤسسة الفلسطينية الرسمية , ورؤية سياسية مشتركة أو برنامج وطني والعمل على دعم المنتفضين بالضفة والقدس , وبذل الجهود المباشرة والمؤثرة من أجل رفع الحصار عن المحاصرين في قطاع غزة , بكل تأكيد عدونا المحتل يعرف ثمن خسارته بوحدتنا لذا يسعى إلى إفشالها بأي ثمن , ونحن نتجاهل خسارتنا بإستمرار إنقسامنا ! .

شعبنا سيمضي بإنتفاضتها الباسلة , ستتطور أدواته النضالية لا شيء سيكون حائلاً أمام الصعود الطبيعي للفعل الثوري للمنتفضين , ولا أحد يملك الحق في منازعتهم الحق في إمتلاك وسائل المواجهة , وشعبنا لن يبقى يقف مكتوف الأيدي أو ممنوع الحراك  في مواجهة المخاطر التي تهدد قضيته الوطنية , فالعدو يزداد تطرفاً واليمين الصهيوني الحاقد يسيطر على الرؤية السياسية لحكومة نتانياهو وأي حكومة صهيونية قادمة , وفي لحظة الصمت والركون للوعود السياسية من الأطراف الدولية سيبتلع الإستيطان الضفة المحتلة , وهذا ما لا يقبله شعبنا الذي سيواصل إنتفاضته المباركة ,وسيواجه آل القتل الصهيونية وسينتصر عليها بإرادة الحياة الفلسطينية .