يا "موغريني" ..خدي نفس!
تاريخ النشر : 2015-10-28 08:17

كتب حسن عصفور/ بعد ساعات فقط على استقبالها الرئيس محمود عباس "ووفده الخاص"، اقدمت وزيرة خارجية الاتحاد الإوروبي على تقديم "رزمة من النصائح السياسية البلهاء"، ولا نعلم هل كان عرض الرئيس عباس ووفده عن الحال الفلسطيني الراهن شاملا عميقا، في مواجهة "الفاشية - العصرية" لدولة الكيان وجيشها المحتل، مع قوى ارهابية مضافة تجسدها "الحركة الاستيطانية"، أم أن الوقت لم يسمح بكثير من البحث مقتصرا على "الجوانب المالية السنوية" التي يقدمها الاتحاد الإوروبي لموازنة السلطة، أم أن الوقت سرق في محاولة تبرير إغلاق "تحالف السلام" الانتقامي من ياسر عبدربه، خاصة وأن الإتحاد الاوروبي من الداعمين جدا للتحالف ولرئيس التحالف في الشق الفلسطيني..
لا يهم الآن كثيرا ما قال وقيل بين وفد الرئيس عباس ووفد موغريني، لأن الذي قالته لاحقا كشف أنها لم تعلم حقيقة القائم السياسي في أرض فلسطين المحتلة عام 1967، تمييزا عن ارض فلسطين المغتصبة عام 1948 ، - لتعلم الفاشية حطوبلي ان فلسطين لنا -، والمساومة التاريخية التي قبلنا بها لا تلغي الحق التاريخي ..
موغريني، طلبت من عباس ونتنياهو "استقبال وفد الرباعية..لاستئناف مفاوضات التسوية"..وهددت من يرفض بـ"عواقب وخيمة"..وتستطرد السيدة "ميمي": "حان الوقت للقيادة الإسرائيلية والفلسطينية أن تثبت أن الحل القائم على دولتين تعيشان جنبا إلى جنب بحدود 1967".
وشددت على أن نتنياهو وعباس يتحملان مسؤولية "احتواء أعمال العنف وتشجيع الهدوء"، أولا من أجل شعبيهما، لكنهما يتحملان مسؤولية عامة تجاه المنطقة والعالم لتفادي اشتعال الوضع".
هذه العبارات أهم ما حكته "ميمي الايطالية" تعليقا على الأحداث في فلسطين، ولكنها وبغير ذكاء، تناست أن من رفض استقبال وفد الرباعية كان رأس الطغمة الفاشية في دولة الكيان، قبل اسابيع، ولم نسمع منها ردا واضحا، أو اتخاذ عقوبة مناسبة لمن استخف بها واتحادها الإوروبي، ولكن لو تجرأ الفلسطيني على ذات الفعل، لكان القرار الفوري، إدانة واستنكار واتهامات بلا حصر ولا مسمى، وبالطيع تعليق "المساعدات المالية" الى حين أن تركع "الرسمية الفلسطينية"..
السيدة "ميمي الايطالية"، ارتكتب "فعل انساني - سياسي غير اخلاقي" عبر المساواة التي تضع القاتل الفاشي المعلوم لكل من يقرأ أو يسمع، مع الضحية الذي يبحث تحررا واستقلالا، والعيش في دولة بلا ارهاب واستيطان وبغي وعدوان..
"بقايا شعب" يبحث الحياة الانسانية في "بقايا وطن"، اقرت له الإمم المتحدة دولة في حدود 22% من ارضه التاريخية، لكن التنفيذ لا زال مؤجلا بسب عمى السياسة لاتحاد موغريني الاوروبي، ومعه دولة الارهاب الإولى في عالمنا المعاصر امريكا، وقبلهما ضعف وهوان الرئاسة الفلسطيني في تنفيذ قرار الأمم المتحدة  الخاص بفلسطين ودولتها، جبن سياسي من طراز فريد!..
وتصل موغريني حد "الحماقة السياسية" وهي تطالب عباس، كما نتنياهو من أجل "إحتواء العنف وتشجيع الهدوء"..اي عنف وهدوء يمكن الاشارة اليه في ظل حملة اعدامات متلاحقة من جيش محتل ضد شباب يرفض أن يستمر الاحتلال، بل يرفض المهانة والخنوع الذي شجعته "الرسمية الفلسطينية" ليصبح وكأنه "قدر سياسي"، الى أن خرج شاب فلسطيني "شاهرا سكينه لقطع حبل الهزيمة الكامنة" و"الاسستلام المراد"..
موغريني، من خرج من صلب حزب يساري كان له اليد الطولى في المقاومة الايطالية ضد الفاشية - النازية ابان حكم موسليني، وسجل الحزب الشيوعي الايطالي الذي كان جذرا لحزبها الراهن، صفحات خالدة من المقاومة والبطولة حتى هزيمة الفاشية..تتحدث عن "مساواة الفاشي الجديد المحتل المغتصب بشعب يبحث حقه في الحياة"..
شعب وقيادة شعب وافق على كل "الممكنات السياسية" من أجل "سلام سياسي" لاقامة دولة فلسطينية في ظل تقزيم مساحتها لنصف قرار التقسيم وربع الحق التاريخي، وكلما تقدم الفلسطيني خطوة نحو "الممكن المقبول"، تراجعت دولة الكيان خطوات بأضعاف من تقدم الفلسطيني، حتى بات الحديث عن "تهويد فلسطين الأرض والمقدسات" شعارا واقعا يتم تنفيذه تحت بصر وسمع "المنظومة الرسمية الفلسطينية الحاكمة"..
تصريحات موغريني يجب رفضها شعبيا ورسميا، واعتبارها محاولة لتبرئة "المجرم المعاصر"، وأي تجاوب معها، مهما كان شكله ومظهره سيكون مشاركة في "الجريمة السياسية" التي ارتكبتها..
متى يمكن لشعب فلسطين أن يلمس بالمفترض به تمثيله يملك بعضا من روح شبيبة تقدم على التضحية كي لا يقال عنها أنها "جيل الوكسة السياسية"..هل الصمت على الاعدام السياسي والتهويد بات "موقف عقلاني جدا" يمكنه أن يجلب "خيرا سياسيا"..
بعد كل سنوات " الاستجداء السياسي" التي جسدها "العهد الحاكم" في العشرية الأخيرة من زمن فلسطين، لا مكان للمتسولين وأيضا لا مكان للمتوسلين..كفى!
ملاحظة: نشرت صحيفة "الغارديان" اللندنية تقريرا تحت عنوان: " لا سبيل لمد بريطانيا الجسور مع إسرائيل بعد سياستها العنصرية"، ليت البعض المرتعش في بلادنا المنكوبة يمر عليه عله يتعلم بعضا مما يجب أن يكون الآن في زمن الروح الفلسطينية الهادرة!
تنويه خاص: اليس عارا وطنيا ان لا يحدث أي لقاء فلسطيني عام منذ الانطلاقة الثورية الجديدة..هل من لا يستطيعون اللقاء لتنسيق ما، يمكنهم أن يكونوا أهلا لقيادة من شق عصا الطاعة على المحتل بجبروته وبطشه..الدرس الأول: السكين ضد المحتل والموكوسين أيضا!