مصدر إيراني: إستطلاع أميركي يؤكد فوز الأسد بإنتخابات الرئاسة
تاريخ النشر : 2013-10-10 07:12

أمد/ بيروت: نقلت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية، عن مصدر دبلوماسي ايراني في بيروت قوله أن "الاميركيين طلبوا من ايران في الآونة الأخيرة إقناع الرئيس السوري بشار الاسد بعَدم الترشّح للرئاسة بعد انتهاء ولايته في العام 2014، فردّت طهران داعية الى ترك القرار بهذا الامر للشعب السوري، لكنّ الاميركيين قالوا للايرانيين انهم أجروا استطلاعاً تبيّن لهم بنتيجته انّ الاسد سيفوز في الانتخابات بنسبة أصوات مرتفعة، فرد الايرانيون "اننا لسنا مع الاشخاص وانما مع صندوق الاقتراع، ومَن يخرج منه نكون معه، واننا نؤيد جنيف - 2 على أساس انطلاق حوار سوري - سوري وإجراء انتخابات رئاسية بإشراف سوري".
واشار المصدر الى ان "التقارب السعودي ـ الايراني من شأنه ان ينعكس ايجاباً على لبنان"، مؤكدا ان طهران "تشجّع الجهات اللبنانية على الجلوس الى طاولة الحوار للوصول الى الحلول المرتجاة".
وعن مطالبة البعض إيران بدعوة "حزب الله" الى الانسحاب من سوريا كشرط من شروط تسوية الأزمة الداخلية، قال المصدر: "انّ "حزب الله" كان آخر المتدخلين في سوريا، حيث هناك متدخّلون من العالم كله فيها وتدخّله كان لحماية 30 ألف لبناني يعيشون في قرى لبنانية تقع خلف الحدود السورية"، سائلا: "إذا خرج الحزب من سوريا هل تصبح المنطقة جنّة؟"، مضيفا: "إذا كان الامر كذلك، فليخرج الجميع إذاً من سوريا، حتى يتخِذ السوريون القرار بأنفسهم".
ولفت المصدر إلى أن "طهران ضد سفك الدماء والقتال، وهي نادت ولا تزال تنادي، منذ اليوم الاول لهذه الازمة، بالحلّ السياسي، وان يؤخذ في الاعتبار ما يريده الشعب السوري".
ولفت المصدر إلى ان "حضور ايران جنيف - 2 او عدمه ليس مهما، انما المهم هو الحل السياسي، وحتى الآن لم توجّه اليها دعوة لحضور هذا المؤتمر، ولكن كلّ الدول تشجّعها على المشاركة، فأكدت أنها تحضر من دون ان تفرَض عليها أيّ شروط"، مشيرا إلى انّ "الموقف الاميركي من ايران في هذا الصدد هو أكثر ايجابية من موقف الاوروبيين الذين ذهب بعضهم الى القول إن اميركا قد سبقت اوروبا الى ايران"، مضيفا أنّ "التقارب بين واشنطن وطهران انعكس على العالم كله، وانّ كثيراً من الشركات العالمية بدأت تتهافَت للعودة الى ايران".
وفي سياق آخر، لفت المصدر إلى أن "ايران كانت ولا تزال المبادرة والداعية الى إقامة افضل العلاقات مع جيرانها، ولا سيما السعودية، وهي مستعدة في أي وقت لعقد لقاءات جادّة وذات جدوى بغية تعزيز التعاون على الساحة الاقليمية عموماً، ومع القيادة السعودية خصوصا"، قائلا: "صحيح اننا مختلفون مع السعوديين في شكل أساسي على الملف السوري، ولكن علينا التركيز على المشتركات بيننا وهي كثيرة، ثم نبني عليها لمعالجة القضايا الخلافية"، مشيرا إلى أن "السعودية وإيران بلدان مهمان في المنطقة، السعودية لها موقعها البارز في العالمين العربي والاسلامي، والتعاون بينها وبين ايران يستفيد منه الجميع، ولذلك، نريد العودة بالوضع الى ما كان قبل الازمة السورية، وهذا ممكن جداً، لأن في عالم السياسة كل شيء ممكن"، مؤكدا "اننا تلقّينا رداً إيجابياً من وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل عن استعدادنا للانفتاح على السعودية وكلّ دول الخليج، مؤكداً استعداد بلاده لأي خطوات ايجابية في هذا المجال". وكشف المصدر ان "الحكومة الايرانية تحضّر للقاء مهم وذي جدوى مع القيادة السعودية على كل المستويات، وهي مستعدة للقاءات في اي مرحلة، ولا تربط الامر بالوضع السوري، ولا نتوقّف عند ما يُقال من انّ الرياض لن تتلاقى مع طهران قبل خروج "حزب الله" من سوريا، فقبل معركة القصير وقبل الازمة السورية، لدينا الرغبة في اللقاء مع الجانب السعودي، ونأمل في انعقاده في أسرع وقت، وكنّا دوماً نأمل من السعودي ان يبادر هو ايضاً في اتجاهنا، ولكن هذه السنة، وبعد انتخاب الرئيس حسن روحاني، عبّروا عن هذه الرغبة، ولذلك، فإننا نحضّر لاجتماعات مُنتجة معهم تَخرج بقرارات جادّة، وقد شكلت الحكومة الايرانية لجنة تدرس كل شيء لضمان ان تكون هذه الاجتماعات مثمرة وايجابية".
وعن مستقبل العلاقة الايرانية - الاميركية في ضوء ما حصل في نيويورك بين الجانبين وتوّج بالاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الأميركي باراك اوباما بروحاني، كشف المصدر أن "الجانب الاميركي اتصل 5 مرات بالجانب الايراني لترتيب لقاء بين الرئيسين، ولكنّ روحاني لم يُجب على هذه الاتصالات، ولكن بعد وصوله الى نيويورك بنحو 5 دقائق، اتصل البيت الابيض طالباً هذا اللقاء، فردّ الايرانيون ان "لا اجتماع ثنائيا"، وشدّد روحاني على انه يحبذ لقاءات ذات جدوى، لا لقاءات بروتوكولية تُمكّن الاميركيين من استخدامها لمصلحتهم وخدمة لأهدافهم".
وعمّا دار بين اوباما وروحاني خلال الاتصال الهاتفي بينهما، لفت إلى أنه "قبيل مغادرة روحاني نيويورك بعث الاميركيون برسالة اليه طالبين اتصالاً هاتفياً بينه وبين اوباما على الاقل، فلم يردّ عليها لا سلباً ولا ايجابا، وبينما هو في الطريق الى المطار تلقّى السفير الايراني في واشنطن اتصالاً من البيت الابيض يفيد انّ اوباما يريد التكلّم مع روحاني، فاستجاب الاخير وردّ على اوباما الذي رحّب به بعبارات فارسية، ثم قال له: "نحن نعترف بحقكم في إنتاج الطاقة النووية للاغراض السلمية، تعالوا نتّفق، لماذا أنتم بهذه الصلابة؟ علينا ان نتحدث ونتعاون"، فردّ روحاني: "نحن دائماً قلنا إن أغراضنا النووية سلمية ولم نقل يوماً اننا نريد امتلاك السلاح النووي، وهناك فتوى شرعية تُحرّم تصنيع مثل هذا السلاح"، فقاطعه اوباما: "أنا أصدقكم لأنّ الامام الخامنئي هو من أصدر هذه الفتوى"، ثم أكمل روحاني فقال: "اذا كنتم صادقون فإني أعطي صلاحية لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للتفاوض معكم، وانتم أعطوا صلاحية مماثلة لشخصية من جانبكم"، فرد اوباما: "انا أعيّن وزير الخارجية الأميركي جون كيري لهذه المهمة"؛ وإذ أصرّ اوباما على التفاوض في كل الملفات، ردّ روحاني: "شيئاً فشيئاً، ولا مانع، ولكن ليس بهذه السرعة".
وأشار المصدر نفسه الى "غضب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو من هذا التطور، فحاول، خلال زيارته الاخيرة لواشنطن، التشويش عليه، بل حاول تخريب كل شيء، ولكنه عاد منها خالي الوفاض. ولذلك سيمضي الملف النووي الى المعالجة في اجتماع الدول الخمسة زائداً واحداً في 15 و16 من الجاري في جنيف".