حواتمة: مصر دولة وشعباً وجيشاً دورها كبير تجاه القضية الفلسطينية
تاريخ النشر : 2015-10-24 22:02

أمد/ عمان – أ ش أ : أكد الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة علي أن مصر دولة وشعبا وجيشا لعبت دورا كبيرا في دعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.. قائلا: "إن مصر الكبيرة ينتظرها دور كبير في مقدمته حل قضايا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".

وأضاف حواتمة "إن حل القضية الفلسطينية وفقا لقرارات الشرعية الدولية يعد ضرورة أمنية قومية مصرية".. منوها بأنه يجري الآن في مصر إعلان المواقف بضرورة وقف العنف الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني واعتبار الاحتلال والاستيطان المسئولين عن كل ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وتابع "إن الشعب الفلسطيني يتوقع من مصر الكبيرة، خاصة بعد انتخابها عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي، الدور الكبير تجاه القضية الفلسطينية والأزمات العربية والأفريقية ودعم حقوق الشعوب كما أعلن وزير خارجيتها سامح شكري".. مؤكدا علي أن قضية فلسطين ستبقي القضية المركزية في كل الصراعات الجارية في البلاد العربية والشرق الأوسط.

وقال "إن مصر تدرك جيدا من تجربتها التاريخية مع كل أشكال الاحتلال الاستعماري الذي تعرضت له أو أعمال العدوان والغزو والتوسع الإسرائيلي بأنه لا يمكن إبقاء الحالية الفلسطينية محرومة شعبا وأرضا من حقوقها في تقرير المصير وفي إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وحل مشكلة اللاجئين؛ وإلا وسيبقي هذا الصراع صراعا محتدما ويشكل الحلقة الرئيسية والمركزية في كل أزمات البلدان العربية وبلدان الشرق الأوسط".

وأشار إلي أن التضحيات الكبرى التي قدمتها مصر لاتزال حاضرة علي جدول ثوار وأبناء 25 يناير و30 يونيو وأيضا علي جدول أعمال الدولة والجيش المصري الشجاع وكذلك علي جدول أعمال القيادة المصرية وفي المقدمة الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وعن التصعيد الإسرائيلي في الضفة الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة ومدينة القدس وداخل أراضي 48، قال حواتمة إن إسرائيل تستخدم كل آلة الحرب المتطورة وذات التكنولوجيات العالية لتمارس إرهاب الدولة المنظم ضد أبناء الشعب الفلسطيني .. وتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا كما فعلت بالحرم الإبراهيمي دون احترام للتفاهمات الإقليمية والدولية بهذا الشأن.

وأشار إلي أن انتفاضة جيل الشباب الجديد التي خلفت أكثر من 50 شهيدا والآلاف من الجرحي والمصابين حتي الآن جاءت نتيجة سلسلة من الأزمات الطاحنة التي لا حلول لها منها المفاوضات التي تعود بالفشل علي الجانب الفلسطيني بينما تفيد إسرائيل في مواصلة التهويد والأسرلة واستمرار غول الاستيطان والتوسع الاستعماري، إضافة إلي الأزمة الاقتصادية التي تكون بفعل الأعمال الإسرائيلية من خلال وقف حقوق الشعب الفلسطيني كلما احتاجت إلي ضغط سياسي، والأزمة الاجتماعية من بطالة وفقر علاوة علي انقسام البيت الفلسطيني الذي دخل عامه التاسع.

وقال حواتمة إن جيل الشباب بات لا يري أملا مفتوحا أمام الشعب الفلسطيني سواء في ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني أو في الخلاص من الاحتلال ووقف استعمار الاستيطان ورحيل المستوطنين، هو ما جعله ينتفض عفويا ودون استئذان من أحد سواء في الضفة أو في غزة حيث أخذ مبادرته عبر شبكات التواصل الاجتماعي ثم انتقل إلي الميدان كما وقع في العواصم العربية .. مؤكدا علي أن ما قام به الشباب يفتح الطريق أمام الانتفاضة الشعبية الشاملة.

ودعا العالم إلي ضرورة إنصاف الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال منذ 47 عاما إضافة إلي 22 عاما من المفاوضات الفاشلة، مشددا علي أنه لا مفاوضات إلا من خلال مرجعية الشرعية الدولية ورعاية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ووقف كامل للاستيطان لأن إسرائيل لا تحترم ولا تنفذ أية اتفاقيات أو تفاهمات معقودة.

وقال "إذا بقيت إسرائيل علي تعنتها فإننا لا نستطيع أن نبقي ملتزمين بالاتفاقات والتفاهمات التي تقررت".. داعيا في هذا الإطار فصائل وقوي ائتلاف القيادة الفلسطينية إلي إنهاء الانقسام، وإلي ضرورة تنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني واللجوء إلي الأمم المتحدة من أجل الاعتراف بدولة فلسطين عضوا كاملا وتقديم مشروع قرار جديد لها من أجل طلب الحماية الدولية لشعب فلسطين في الأراضي المحتلة عام 67 وتقديم الشكاوي ضد جرائم إسرائيل.

ودعا الشباب الفلسطيني المنتفض إلي ضرورة أن يبادر علي ضوء تجربته العملية لتشكيل قيادات شبابية في كل محافظة فلسطينية، وأن تكون هناك قيادة موحدة تواصل نضالها وتتبع الأساليب التي تمكنها من العيش والاستمرار ورفض محاولات التطويق والإجهاض والاحتواء لها، إلي أن تتطور إلي انتفاضة ثالثة شعبية شاملة. وحول المتوقع من جولة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للمنطقة، أجاب حواتمة بأن كيري جاء ليعيد الأمور إلي ما كانت عليه قبل انتفاضة الشباب خشية من تطورها إلي انتفاضة شعبية ثالثة قادمة ..قائلا "إن كيري جاء لتطويق وإجهاض واحتواء انتفاضة الشباب".

وأضاف "إن كيري يدعو إلي (الهدوء مقابل الهدوء) بلغة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو .. فهو جاء من أجل السير في لعبة الوعود التي لا يجري ترجمتها علي الأرض دون وقف للاستيطان والأسرلة ودون حماية للأقصى ضمن التفاهمات والقوانين الدولية ودون فك للحصار عن غزة. وتابع "كيري يدعو إلي ضرورة فتح أفق سياسي لاستئناف المفاوضات دون مرجعية قرارات الشرعية الدولية ودون رعاية دولية؛ كي يبقي الانفراد الأمريكي الذي جرب 22 سنة في مفاوضات فاشلة، ودون الإقرار بما جاء في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر 2012، وإنما جاء ليضغط علي الجانب الفلسطيني وعلي الدول العربية من أجل وقف انتفاضة جيل الشباب الجديد".

وبالنسبة للجولة التي قام بها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في المنطقة .. قال حواتمة إن الأمين العام بيده سلطة معنوية وقانونية وأخلاقية بينما إسرائيل لا تفهم ذلك وتصر علي ممارسة سياسة القوة واستمرار الاستعمار الاستيطاني وسن القوانين العنصرية تجاه المجتمع الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة، وقد نقل لمجلس الأمن الدولي وقائع ما جري معه ونتنياهو ومع محمود عباس (أبومازن) وعبر عن ذلك بأنه غير متفائل لما يجري وشدد علي ضرورة فتح أفق للحل السياسي.

وأشار إلي أن الأمين العام أدان خلال لقاءاته الإفراط بالقوة الذي تستخدمه إسرائيل وعمليات القتل في الميدان التي تتنافي والقوانين الدولية، داعيا المجتمع الدولي إلي ضرورة إنصاف الشعب الفلسطيني. وردا علي مزاعم نتنياهو بأن الحاج أمين الحسيني هو الذي أقنع هتلر بتنفيذ (محرقة اليهود) .. أجاب حواتمة "إن نتنياهو يكذب كما يتنفس، فهو له سلسلة من الأكاذيب التي لا تتوقف من أجل وضع معادلات كاذبة ومحاولة منه لتصوير الفلسطينيين علي أنهم الأقدر علي إسرائيل"..  مشددا علي أن الحاج الأمين الحسيني لم يكن ليستطيع أن يحرك ساكنا في ألمانيا وخطابه كان صوتيا لا دور ولا قيمة له.

وأشار إلى أن الحاج الحسيني كان قد غادر أرض فلسطين في العام 39 ولم يعد إليها وبعد عام 48 وإقامة دولة إسرائيل الصهيونية التوسعية عاش بالمنافي ولم يستطع أن يفعل شيئا ولا يحرك ساكنا حتي في صفوف الشعب الفلسطيني.

وقال حواتمة "إن نتنياهو يعلم أنه يكذب؛ لأن ألمانيا النازية طموحها الاستعماري كان معلوما عالميا وجر إلي حرب عالمية ثانية راح ضحيتها ما يقرب من 50 مليون نسمة، كما أنها كانت تريد أن تثأر من الذين ألحقوا بها الهزيمة في الحرب الأولى".. مشيرا إلي أن أعمال النازية لم تشمل اليهود فقط بل أيضا الغجر في أوروبا.