تقرير : عام 2013 سجل أكبر انتصار للأسرى على سجانيهم والأسوأ على الأسرى المرضي
تاريخ النشر : 2013-12-28 00:29

أمد / غزة : بين تقرير أصدرته منظمة أنصار الأسرى في فلسطين أن عام 2013 سجل أكبر انتصار للأسرى الأردنيون والأسير المقدسي سامر العيساوي على سجانيهم في معركة الأمعاء الخاوية ، معتبرةً انتصار الأسرى لإرادتهم دليل على الصمود والتحدي نحو انتزاع حقوقهم العادلة رغم استخدام أبشع الوسائل والانتهاكات في حقهم في سبيل النيل من كرامتهم وثنيهم عن التواصل بإضرابهم المفتوح عن الطعام حتى تحقيق مطالبهم العادلة.

وقالت أنصار الأسرى في تقريرها الذي أصدرته عن واقع الأسرى الفلسطينيين في عام 2013 الذي يعد أيضاً الأسوأ على الأسرى المرضي وسياسة الإهمال الطبي المتعمد من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، حيث وجود أكثر من 1400 حالة مرضية مسجلة داخل سجون الاحتلال، من بينها 80 حالة في مرحلة الخطر الشديد، منهم 20 حالة مرضية دائمة في سجن الرملة يعانون من أمراض متعددة في القلب والإعاقة والسرطان والشلل، ومن بينهم الأسرى معتصم رداد ومحمود أبو صالح وخالد الشاويش وناهض الأقرع ومنصور موقدة ومحمود سلمان وعلاء الهمص ومحمد براش ومراد أبو معيلق ونعيم شوامرة وثائر حلاحلة وغيرهم، كما يوجد من بين المرضى 18 أسيراً يعانون من أمراض نفسية وعصبية وإعاقات جسدية .

وأشار التقرير إلى أن استمرار اعتقال الأسرى المرضى هو بمثابة حكم بالإعدام عليهم، وخاصة بعد استشهاد ثلاثة أسرى خلال هذا العام، لذلك تتحمل سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسئولية عن الجرائم وعمليات القتل المتعمدة بحق الأسرى، حيث التدهور الخطير على حالة الأسير نعيم شوامرة الذي يعاني من انكماش وضمور بالعضلات، إضافة لمعاناة الأسير معتصم رداد الذي يعاني من سرطان بالأمعاء وقد يفارقا الحياة بأي وقت لخطورة وضعهما الصحي.

وأوضح التقرير أنه في عام 2013 سجلت أكثر من 3600 حالة اعتقال شملت مختلف شرائح المجتمع الفلسطيني موزعين ما بين الشباب والأطفال، حيث تم اعتقال حوالي1850 شاباً فلسطينياً تزيد أعمارهم عن عشرون عاماً، و870 طفلاً تقل أعمارهم عن 18 عاما ، و 880 فلسطينيا تزيد أعمارهم فوق الـ 35 عاماً .

وذكر التقرير إلى أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال بلغ حتى نهاية العام الحالي (4800) أسيرا موزعين على قرابة عشرين سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف ، منهم 14 أسيره فلسطينية يحتجزن في ظروف اعتقال سيئة، ومن بينهم الأسيرة لينا الجربوني المعتقلة منذ أكثر من 11 سنة دون مراعاة لخصوصيات الأسيرات، و 180 طفلا أعمارهم أقل من 18 عاما تحرم الشرائع الدولية اعتقالهم، و140معتقلاً إداريا دون تهمة أو محاكمة، و14 نائباً من أعضاء المجلس التشريعي ووزير سابق، كما يوجد 495 أسيراً محكوماً عليهم بالسجن المؤبد ومن بينهم الأسير عبد الله البرغوثي الذي صدر بحقه حكما بالسجن 67 مؤبدا و 250 سنة .

وركز التقرير على الأسرى القدامى الذين يراد لهم التهميش من قبل سلطات الاحتلال، وهم أسرى القدس وفلسطيني 48 المعتقلين ما قبل اتفاقية أوسلو والذين يبلغ عددهم 22 أسيرا، حيث سلطات الاحتلال كانت ترفض الإفراج عنهم ضمن اتفاقات تبادل الأسرى مع الفلسطينيين، وأجلت الإفراج عنهم ضمن الصفقة الحالية مع السلطة الوطنية للمرحلة الرابعة، ويعتبر الأسير كريم يونس من فلسطيني ال 48 أقدمهم والمعتقل منذ واحد وثلاثين عاماً، بينما انخفض عدد الأسرى القدامي من الضفة وغزة إلى 30 أسيرا بعد الإفراج عن الدفعة الثانية في أواخر شهر أكتوبر الماضي، حيث مضى على اعتقالهم أكثر من 20 عاما في السجون الإسرائيلية .

ولفت التقرير إلى أن سلطات الاحتلال ما زلت تعتقل 14 أسيرا كانوا قد تحرروا في إطار "صفقة شاليط " ومن ضمنهم الأسيرة منى قعدان تحت حجج أمنية واهية وبناء على أوامر عسكرية، وأبعدت عدد منهم إلى غزة وخارج الوطن.

وأضاف التقرير أن أمر الأسرى تعدى عقاب الأسير وتدمير نفسيته، ليصل إلى عائلته وأسرته من خلال سياسات تقوم بها مصلحة السجون الإسرائيلية، كأن تحرم الأسير من زيارة ذويه لفترات طويلة جدا، حيث ما زالت إسرائيل تحرم مئات العائلات من الدرجة الأولى للأسرى من زيارة أبنائهم في السجون بحجج أمنية، والانتقائية في تحديد الأشخاص والأعداد لمن يسمح لهم من ذوي أسرى غزة بزيارة أبنائهم، واستمرارها في حرمان أطفال غزة ممن يتجاوزون العاشرة من أعمارهم من زيارة آبائهم الأسرى دون إبداء الأسباب من قبل سلطات الاحتلال سوى التذرع بالأمن.

وبين التقرير أن الهجمة ضد الأسرى في سجون الاحتلال تطال مجمل نواحي الحياة الإعتقالية ،وهي في تصاعد مستمر وأن الأوضاع في سجون ومعتقلات الاحتلال لم تعد تحتمل ، خاصة التضييق والتنغيص على الأسير، وتفرض على الأسرى غرامات مالية، ويحرمون من الكنتينة وزيارة الأهل، وتقوم سلطات الاحتلال بين الفينة والأخرى بنقله من سجن إلى آخر، وما أن يصل الأسير إلى السجن حتى تقوم بنقله الى سجن ثالث، وذلك من أجل عدم تمكين الأسرى من الاستفادة من تجاربهم.

وقال التقرير أن سجن مجدو من أكثر السجون الذي تعرض لحملة مداهمات وتفتيشات يومية مستمرة عن طريق فرق استفزازية وظيفتها التنغيص على الأسرى والاعتداء عليهم وإخراجهم من غرفهم بشكل عنيف واحتجازهم خارج الغرفة وقيام الجنود بمصادرة بعض مقتنيات الأسرى داخل السجن بحجة أمنية .

وقال التقرير أنه سجلت انتهاكات جديدة للاحتلال في قطاع غزة من خلال احتجاز واعتقال الصيادين في عرض البحر وإطلاق الرصاص عليهم، إضافة إلى مصادرة قواربهم ومعداتهم وابتزاز البعض منهم، واعتقلت قوات الاحتلال مرضى وحققت معهم أثناء توجههم للعلاج عبر معبر بيت حانون 'ايرز'، والضغط عليهم للتعامل مع أجهزة المخابرات التابعة لها.

وأكد التقرير أن جميع من اعتقلوا تعرضوا لأحد أشكال التعذيب أو الإهانة، وأن ممارسة التعذيب بأشكاله المختلفة الجسدي والنفسي شكلت ظاهرة وسياسة ثابتة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي في التعامل مع المعتقلين الفلسطينيين.