الشباب بين الأمل والحقيقة
تاريخ النشر : 2013-12-26 19:35

الشباب الفلسطيني مثله مثل باقي شباب المنطقة العربية في أحلامه وان كانت تتفاوت قليلا وفق الواقع المعاش في كل منها ، البحث مستمر دائما عن الاستقرار بكل معناه الوظيفي والاجتماعي إلا إن هذا الشاب سرعان ما يصطدم بحقيقة واقعه المعاش والمؤلم يصطدم بخطط حكوماته التي منذ إن تولت وهي تتحدث عن التنمية ولم تجدها حتى الآن .
بكل الأحوال ما يهمنا هنا هو الحديث عن الشباب الفلسطيني الذي كفل له القانون حق الوجود والمشاركة وكفلت له الأعراف حقه في الوجود في دوائر الدولة والجلوس على طاولة المشاركة في أخد القرار الا ان هذا لم يحدث ولنكن أكثر تخصيصا هنا فمعظم شبابنا اليوم هو من الشباب المحزب والمنتمي بل هم وقود هذه الأحزاب التي هرمت إلى ابعد ما نتصور التي لم تعد تقنع الناس في قيادتها حتى تقنعهم بانتخابها .
كل هذه الأحزاب بكل ألوانها أجمعت في دساتيرها عن حق الشباب وأهميتهم ومع ذلك هي أول من يسحق هؤلاء الشباب فتعريف الشباب في ممارساتهم تجاه الشاب واضحة تماما فهو ليس أكثر من رقم في صفوف الأحزاب هو صوت ينادي لذلك المتمسك بكرسيه وذلك الشاب لم يعد يفرق بين كونه شريكا وبين كونه خادما لأنه أوقف التفكير واستبدله ببيانات معينة حفظها ليرددها .
ليس هذا ما يستحقه مفجرين الثورة والانتفاضة ليس هذا ما يستحقه من من بينهم يخرج المناضل والأسير والشهيد بل نحن المتعلمين والمثقفين ومن من يحمل الدرجات العليا .
ما هي البرامج الحقيقية التي قدمتها الأحزاب لشبابها كم دفعت هذه الأحزاب لتنمية قدرات هذا الشاب وإعداده للقيادة كم ساعدت هذه الأحزاب شبابها في عمل رحلات خارجية لهم للقاء شباب آخرين والاستفادة من تجاربهم كم ذلك العقل مقتنع بان يجلس بجانبه شاب ليعلمه كيف تدار الأمور وكيف يأخذ القرار .
آن الأوان لشبابنا العظيم والكبير أن يجد صيغ حقيقية لانتزاع حقوقه وان يتوقف عن التمجيد والتعظيم لأي كان والبحث دائما عن تنمية نفسه وإعدادها لخدمة ربه ووطنه .
إن التناحر الكبير اليوم في جامعاتنا الفلسطينية لم يعد على برامج نقابية حقيقية بقدر ما هو صراع تنظيمات ولن أقول صراع أيدلوجيات لان الكثير من الشباب في هذه المعارك لا يدري لماذا يفعل ذلك بقدر ما يعلم انه ابن حزب ما .
وهنا إنا أدعو الجامعات الفلسطينية بالتداعي للاتفاق على ضرورة تكوين اتحاد طلبة غير خاضع للأحزاب وان يشترط في ترشحهم للاتحاد أن يكونوا من أوائل الكليات وتدريبهم على كل ما يخص العمل النقابي والمهني الحقيقي .
من الواجب علينا إعداد جيل لا يكره نفسه ولا يكره الأخر فكلنا سنسأل يوم السؤال عن أخطائنا .