غيبوبة وهلاوس ودماء!
تاريخ النشر : 2013-12-26 10:59

حتى الآن لا يستطيع عقلى المحدود أن يفهم «السعادة الأسطورية» التى بدت على بعض أنصار جماعة الإخوان عقب جريمة تفجير مديرية أمن الدقهلية!

وأذهلنى ما كتبه بعضهم، من أعضاء الجماعة، على «النت» بفرحة غامرة، معتبراً أن هذا التفجير الإجرامى هو «أول بشائر النصر»! وعاد وأضاف «أنه خطوة أولى نحو انتصار الثورة على الانقلاب»!

أية بشائر وأى نصر؟ ونصر من على من؟ وأية ثورة وأى انقلاب؟

كلام مذهل يكاد يجعل أعقل العقلاء يفقد عقله أمام هذا النمط من التفكير المريض القابع فى غيبوبة وهلاوس وأباطيل وضلالات الفهم المغلوط لكل ما له علاقة بالدين وبالسياسة وبالعلاقات الإنسانية!

عمل التفجير، هو جريمة، والجريمة تحتاج فاعلاً، والفاعل بحاجة إلى دافع، والدافع يبدأ من العقل، والعقل مخطوف ومستباح، والخاطفون مرضى يحتاجون إلى مصحة أمراض عقلية!

ما يحدث هو جزء من الجنون، وكثير من الهيستيريا يتم بتحريض كامل وشر مطلق، وأخطر ما فى تفجير الدقهلية هو أنه فتح الباب إلى تعاظم مشاعر عدائية ضد كل ما هو إخوانى يسير على أرض المحافظة، فبدأ حرق محال ومكاتب وشركات وسيارات ومنشآت تابعة للجماعة.

إن الشر المطلق الممزوج بالغباء السياسى لمن يدير جماعة الإخوان أوصل البلاد والعباد إلى حالة احتراب أبناء الوطن الواحد ضد بعضهم البعض، ووصول المجتمع إلى حالة «الفسطاطين» التى تبناها أسامة بن لادن. أخطر ما يمكن أن يصل إليه أى مجتمع هو حالة الفرز والتصنيف التى يمكن أن تصل بمشاعر الناس إلى حالة «نحن» و«هم».

نجح قادة الإخوان أن يصبحوا ذلك «الآخر» الذى نخشاه ونرفضه ولا نثق فيه ونشك فى نواياه ومصداقيته، بل وفى وطنيته!

هذا التصنيف يأخذ المجتمع إلى تقسيم رأسى وأفقى وإلى حرب مدن وأحياء وشوارع، بل وحرب بيوت، بمعنى أن ينقسم أبناء المنزل أو الأسرة الواحدة إلى حد أن يرفعوا السلاح على بعضهم البعض.

هذا الانقسام لن يصل بأى فريق إلى أى شىء، وإذا كان يضر بالمجتمع، فهو بداية النهاية لجماعة البنا التى تأسست منذ 84 عاماً ووصلت اليوم إلى حالة الانتحار السياسى!

عن الوطن المصرية