إنزعاج أميركي وسوري من الابرهيمي
تاريخ النشر : 2013-12-21 09:31

أبدت الولايات المتحدة الاميركية انزعاجا من المبعوث العربي والاممي الاخضر الابرهيمي لاعلانه انها تعارض اشتراك ايران في "المؤتمر الدولي الخاص حول سوريا" الذي سيعقد في مونترو في 22/01/2013 هذا ما نقل عن عضو في الوفد الذي ناقش مع الابرهيمي ومع الوفد الروسي صباح امس الصيغة النهائية لتوجيه الدعوة الى الدول المعنية والدول المدعوة وعددها 30. وكررت رئيسة الوفد الاميركي ويندي تشيرمان خلال اجتماع جنيف رفض بلادها اشراك ايران لانها تدعم النظام السوري في قتاله ضد المعارضة ولأنها تسلح تنظيمات اخرى استقدمتها الى سوريا لتقاتل الى جانب الجيش النظامي، إضافة الى ان اشراك طهران يجعل المعارضة ترفض الحضور ومناقشة القضايا التي ستطرح في جنيف في 22 من الشهر المقبل. كما ان رئيس الوفد الروسي ميخائيل بوغدانوف يؤيد مشاركة طهران نظرا الى الدور الذي يمكن ان تؤديه مع سوريا.

ولم يكن لانتقاد الابرهيمي الصدى الايجابي لدى سوريا لاستعمالها "الاسلحة الفتاكة"، أي "البراميل الحارقة" وفق تعبيره. واستغرب توجيه هذا الانتقاد في جنيف قبيل عقد الاجتماع التمهيدي مديرو الشؤون السياسية في وزارات خارجية الدول المدعوة الى مونترو، وفي عدادهم مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية السورية. ونقل عن الوفد السوري ان الابرهيمي يدرك ان استخدام الطائرات تلك الاسلحة موجه ضد ارهابيين أتوا من خارج سوريا لمقاتلة القوات السورية النظامية ولتخريب البلاد كما يحصل منذ 33 شهرا.
ونقل عن مصادر الوفد الروسي ان تصريحات البيت الابيض والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند انه من غير الوارد إبقاء الرئيس السوري بشار الاسد خلال المرحلة الانتقالية، يشكل ضغطا واحراجا وعائقا لانطلاقة المفاوضات وديمومتها.
وأشارت الى ان ظاهرة التنظيمات الارهابية التي قصدت سوريا تفرض نفسها على مفاوضات مونترو وبعدها جنيف بين ممثلين للنظام برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم وعن المعارضة برئاسة رئيس الائتلاف الوطني احمد الجربا. وأكدت ان وزير الخارجية سيرغي لافروف سيطرح هذه المسألة ويطالب بمعالجتها لان تلك التنظيمات تعارض الحل السياسي المطروح في جنيف، وهي في الوقت نفسه تقاتل النظام وبعض المعارضة المسلحة كبعض المسؤولين في "الجيش السوري الحر" عندما لا يتجاوبون مع ما تطلبه منهم.
ولفتت الى ان الانتقادات التي توجه الى الآن لاجتماعات مونترو وجنيف لم تنسف موعد الانعقاد الموسع في 23 من الشهر المقبل، وهذا مؤشر جيد، يبنى عليه، لان لا روسيا التي هي وراء السعي الى عقد هذه الاجتماعات ولا اميركا والدول الاوروبية المتجاوبة معها تؤمن بأن المفاوضات بين السوريين الموالين والمعارضين امر سهل وسينتهي بسرعة واذا تم التوصل قبيل انعقاد مونترو الى وقف لاطلاق النار فسيعتبر ذلك انجازا وعاملا مشجعا على امكان التوصل الى حد أدنى من التفاهم ينقل البلاد الى حالة جديدة من الهدوء ويوقف نزف اللجوء الى دول الجوار او الى دول أبعد من دون امل بالعودة الى الديار. ويفترض ان تبدأ ورشة الاعمار التي تستوجب مليارات الدولارات بحيث تتضاعف المبالغ مع اشتداد المواجهات او القصف الجوي بالبراميل الحارقة.
وأكدت مصادر لبنانية مسؤولة لـ"النهار" ان لبنان لن يستعيد استقراره السياسي والامني ولن يتراجع عدد اللاجئين السوريين اليه إلا بالحل السياسي المرجو في جنيف 2 المحفوف بمخاطر جمة وبمتضررين بداوا يحاولون نسفه قبل التئامه في 23 كانون الثاني المقبل. والمهم في نظر هذه المصادر تحصين الجبهة الداخلية بتشكيل حكومة الممكن وانتخاب رئيس جديد للجمهورية لئلا تتذرع الدول الكبرى بترك لبنان بما أنه لا مؤسسات رسمية فيه وما دام يعيش حالة من الفراغ.

عن النهار اللبنانية