لا تظلموا فتح يا سادة..
تاريخ النشر : 2013-12-21 09:24

منذ عشرة سنوات وبقرار ظالم صادر عن التعبئة والتنظيم تم عزلي من مهامي في عضوية الإقليم للتعبئة الفكرية والإعلام نتيجة خروجي عن البرنامج المعمول به والذي يتبنى التسوية والترويج لها وكذلك في الفترة الإنتقالية لمرحلة جديدة تم التخلص فيها من ياسر عرفات ليتسلم مهامه زعيم البرايمرز محمود عباس، من ذك التاريخ وبقرار لا أعلم به تم فصلي على ما أعتقد من هذه الحركة التي أعتبر أنني أنا الأصل فيها وهم المتجنحين لاعتبارات عديدة وكثيرة.
ولكن لا تظلموا فتح يا سادة.. ففتح هي بيت الثورة وتعني الثورة هي فلسطين، ففلسطين هي بيت الثورة لهذه الحركة العظيمة بأهدافها السامية، أعداء حركة فتح يتعمدون إتهامها بالإستسلام ومهادنة العدو بل السير في ركب تسوية غير عادلة مع عدوها التي انطلقت من أجل أن تصفي كيانيته الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والعسكرية على أرض فلسطين، فهل حقا تغيرت مبادئ حركة فتح وأهدافها ومنطلقاتها أم تم غزوها والإنجراف والتجنح بها إلى خارج خط السير الثوري.
إذا كنا نريد أن نتحدث عن حركة فتح فنريد أن نتحدث على أنها هي بيت الثورة وبيت التحرير وبيت الحرية والإنعتاق، هذه هي فتح وشعائرها وسلوكها، فعندما نتذكر فتح نتذكر القادة الأوائل الذين مضوا بدء من أحمد موسى وابو علي اياد والنقيب فايز وأبو يوسف النجار وشوفاني وكمال عدوان وكمال ناصر وأبو جهاد الوزير ونتذكر إمتداد هؤلاء العظام من رائد الكرمي وعبيات ورعيل من كتائب شهداء الأقصى الذين ساروا على مسار قوات العاصفة الواجهة الحقيقية لحركة فتح، هذا الجناح الذي يسمى العاصفة هو من أبرز كيانية هذه الحركة بما قدم من تضحيات منذ الانطلاقة الأولى إلى امتدادها إلى كتائب شهداء الأقصى والمواجهات المستمرة في جنين ونابلس وطول كرم وغزة والشاطيء والوسطى والجنوب والشمال وأطفال الآر بي جي وأطفال الحجارة.
هذا هو الوجه الحقيقي لحركة فتح، أما أن يلصق بهذه الحركة العظيمة ما يكال لها من اتهامات وكأنه من المتعمد حرق هذه الحركة بتاريخها من القوى المنافسة لها على الساحة، ومن المفروض بالمنظور الوطني أن يتكاتف الجميع مع شرفاء حركة فتح الذين يطالبون بالإصلاح ويناضلون من أجله أمام عملية قرصنة واضحة قرصنوا فيها على حركة فتح ووجهوها حيث لا تبغي ولا تريد.
بلا شك أن الإسم العريض لحركة فتح هو إسم مقرصن عليه ومقرصن على تاريخها وعلى شهدائها، فحركة فتح لا تعني التشرذم ولا تعني الجهوية والعشائرية ولا تعني المناطقية الجغرافية بل هي حركة شاملة، هي بيت الثورة لفلسطين.
حركة فتح لا تعني أن يمارس التيار المتجنح عمليات الفصل المتكررة والمتعمدة وتحت أي حجج ومبررات وبدون وضع علاجات حقيقية للمشاكل من صغرها إلى أن تكبر بل هذا هو حقيقي أسلوب يأتي في سياق عملية القرصنة وتفكيك حركة فتح وقواعدها، وهو ما هو مطلوب في المرحلة القادمة لتفكيك القاعدة الفتحاوية العريضة وإضفاء الضعف عليها وتسطيحها ببعض المتسولين على العمل الوطني وببعض المستفيدين والإنتهازيين لكي يمرروا برنامج القرصنة الأخير وهو ما يبرم من إتفاقيات وتفاهمات من تحت الطاولة مع العدو الصهيوني حيث أصبح الاتصال بالعدو الصهيوني أمنيا واقتصاديا في حين وبوجود تلك الظاهرة عملية استنزاف التاريخ والقادة والزعماء مستمرة على قدم وساق لالهاء قواعد حركة فتح بتاريخ ماض بدون النظر للواقع والمستقبل.
لا تظلموا حركة فتح يا سادة ففتح مازالت أدبياتها ومنطلقاتها محفوظة في عقل الكادر وفي ممارسته مستنداً إلى تاريخ عظيم لهذه الحركة البريئة من كل ما جلب من إتفاقيات وتنازلات وتفاهمات مع عدوها التي انطلقت من أجل تصفيته على أرض فلسطين.
لا تظلموا هذه الحركة يا سادة فمازال هناك المناضلين الشرفاء الذين يتحملون المشقات في إعلاء صوت الثورة والتمرد على الواقع وعلى الغثيان الثوري وعلى الترهل وعلى الإنحراف والإنجرار في ركب القراصنة، هؤلاء القراصنة الذين لم تكفيهم عملية الفصل لكثير من كوادر حركة فتح على مدار منعطفات متعددة إلى آخرها وما حدث بين المطبع جبريل الرجوب وعضو المجلس الثوري جمال أبو الرب ولم تكون النهاية، فكان قبلها إستنزاف وإزهاق وإبعاد وإطلاق رصاص لكثير من كوادر حركة فتح وقادتها من قطاع غزة في عملية إرهاب واضحة وعزل جغرافي وبنظرة فئوية، ها هو فعل القراصنة يا سادة فالمطلوب على جموع شعبنا أن تقف مع شرفاء حركة فتح الباقون إلى أن يزال كل أنواع الغثيان والإنحراف والقرصنة عن واقعها، المطلوب يا سادة تعاون الجميع لإسترداد حركة فتح من قراصنتها الفئويين الجغرافيين لكي تعود فتح بيت الثورة وبيت فلسطين ولتكون فلسطين هي بيت الثورة الفلسطينية المستمرة حتى تحقيق النصر وباذن الله النصر قادم.