هيكل: السيسى حائر فى الترشح للرئاسة ويعز عليه خلع زى الجيش..لم أفاجأ بسقوط الإخوان
تاريخ النشر : 2013-12-21 06:20

أمد/ القاهرة: قال الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، إن الفريق أول "عبد الفتاح السيسى"، وزير الدفاع، يواجه مأزقاً شديداً للغاية حول قرار ترشحه للرئاسة، مضيفاً أن الرجل حائر ولديه أسباب حقيقية لهذه الحيرة.
وأوضح هيكل خلال لقائه مع الإعلامية "لميس الحديدى"، على فضائية "Cbc"، فى سلسلة حلقات "2014 سنة المصير"، أن "السيسى" يرى أن دخوله للرئاسة قد يؤثر على القوات المسلحة، وستكون تجربة قاسية إذا لم تنجح، لافتاً إلى أن هناك طموحات شعبية معلقة عليه، ومن ناحية إنسانية يعز عليه أن يخلع بدلته العسكرية.
وقال إن عليه أن يتخذ قراره بالترشح بعد الاستفتاء، مشيراً إلى أنه يفضل أن تجرى الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية.
وأشار إلى أن الساحة بها مخاطر كبيرة والمنطقة من حولنا تجعلنا فى حصار من أعمدة نار فى كل مكان، لافتا إلى أن الرئيس القادم مهما كان أمامه تحديات لم يسبق للرئيس أن واجهها.
وأضاف أن 2014 هى سنة الحسم وسوف تتقرر فيها مصائر، موضحاً أنه إذا لم يكن هذا البلد فى تأهب فإن ما حوله قد يطفو عليه.
وقال، إن الإخوان رصدوا 10 ملايين جنيه إسترلينى لملاحقة مسئولين مصريين أمام محكمة الجنايات الدولية، مضيفاً أن المحامين ذهبوا إلى إنجلترا وذهبوا للمحكمة الجنائية، التى اعتذرت عن نظر القضية، لأن مصر ليست موقعة على الاتفاقية.
وأوضح أن المحامين ذهبوا لخبير قانونى يدعى "دكتور فورك"، وهو متزوج من سيدة تركية وخبير بالعالم العربى، قال لهم إن المحكمة الجنائية الدولية لا تنظر إلا لقضايا الدول الموقعة للاتفاقية أو أن أحد الدول تتقدم بالقضية لمجلس الأمن فبدأوا يبحثون عن دولة تتبنى ذلك، كما اقترح فورك أنه من الممكن أن يرفعوا قضايا بحظر دخول مسئولين مصريين إلى بعض البلاد مثلما حدث مع البشير
وقال، إن سقوط الإخوان فى مصر لم يفاجئه، مشيراً إلى أننا خلطنا بين فكرة الإخوان وبين قوة الفكرة الدينية، واتضح منذ وقت مبكر أنهم أتوا إلى الحكم فى وضع معين ولحظة بالغة الالتباس نحتاج للتحدث فيها، لكنه لم يكن اختياراً حقيقياً بشكل تاريخى.
وأضاف أنه عندما قال إن الإخوان من حقهم أن يأخذوا السلطة كان يقصد تيار هائم فى المنطقة يتصور أن لديه رد على سؤال المستقبل، مضيفاً أنه لم يكن لديه أمل كبير فيهم لأنهم بعيدين عن العصر جداً..
وأشار هيكل إلى أن استثمارات الإخوان فى منطقة الخليج وحدها يتراوح ما بين 10 إلى 12 بليون دولار، حيث إنهم استطاعوا فى ظروف تاريخية أن يراكموا ثروة.
وقال، إن إسرائيل تستغل الأحداث بالمنطقة لتهويد القضية الفلسطينية نهائية.
وأضاف هيكل، أن الاتفاقية المعروضة على الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن تنص على يهودية الدولة وأن الحدود سوف يتم التفاوض عليها، كما أنها تراعى حدود 67 والكتلة الاستيطانية التى طرأت.
وأوضح هيكل أنه لا يستطيع فلسطينى أن يقبل الاتفاقية، لافتا إلى أنه حصل على نسخة شخصية من أبو مازن.
قال "إننا فى عام 2013 نعيش أمام منطقة منهكة بشكل كبير، وأخشى أن تكون هذه المنطقة على وشك السقوط لولا بقيت بعض الأعمدة"، مضيفاً أنه يخشى أن تتحول الحوادث التى تعيشها المنطقة فى عام 2014 من تراكم كمى إلى حالة كيفية قد تفاجئنا بأحداث ما لم تنهض بقية القوائم فى المنطقة وأولها مصر.
وأضاف "هيكل"، أنه منذ 15عاماً ونحن نعيش مجموعة من التراكمات بداية من الصلح المنفرد المصرى مع إسرائيل والحرب اللبنانية والثورة الإيرانية وأفغانستان، وكل حمى الحرب العراقية وتدميرها منذ بداية هذا نحن فى تطورات تتراكم، وتابع هيكل: "برغم المشاكل لكن مصر لا تزال واقفة على قدميها وأرى أن مصر العام المقبل عليها أن تتقدم".
قال إن كل ما حولنا عبارة عن دمار، ومصر تقف الآن فى دائرة نار"، معرباً عن قلقه عليها، موضحا أنه يجب أن تقف وتتقدم وتزيح ما أمامها، لأن الوضع الاقتصادى والسياسى على الحافة، وكذلك الفكرى والاجتماعى.
وأضاف أن السودان يشهد حالة من الانفكاك بدأ بانفصال أول شمال السودان عن جنوبه، ثم الانفصال الثانى وهو عبارة عن محاولة أخرى بدأت بالأمس القريب لانفصال آخر، مضيفاً أن كردفان ودارفور ثم الصومال، وبالتالى الجنوب يمثل جبهة مشتعلة، وكذلك ليبيا من جهة الغرب، وأشار "هيكل" إلى أن هناك جبهة مشتعلة فى المشرق العربى حتى حدود إيران ومشاكل البحر المتوسط التى لا نعلم عنها شيئاً.
قال إنه كان يجب أن يتدخل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله فى القصير بسوريا، لأنه كان فى موضع الدفاع عن النفس، مشيرا إلى أن الخطة الموضوعة وقتها وهى ليست سرية بل معلنة أن الأمريكان يتحدثون عن إيران، لأنها المركز الرئيسى فى الموضوع بدءاً من سوريا ومروراً بحزب الله.
وأضاف، أن مصيبة العالم العربى عندما قسمناه إلى سنة وشيعة، مضيفا علينا أن ندرك كل ملابسات وأحداث 2013 لأننا مقبلون فى 2014 على تقرير مصير تقريباً لأنه لا يمكن أن تبقى الأمور على هذا الشكل لأننا على وشك الانهيار، فإما أن تقف وإما أن تقع.