غزة تغرق والعالم يحتفل بحقوق الانسان ..
تاريخ النشر : 2013-12-18 17:09

 أطفال في عمر الزهور يتعرضون للبرد الشديد في إعصار ثلجي فاجئ الجميع، هؤلاء الأطفال دخلت المياه بيوتهم، وتركتهم يغرقون فيها في درجات حرارة متدنية جدا، وتحولت مخيمات قطاع غزة إلى ساحة من الماء البارد، وفي جنوب وشمال قطاع غزة تسبب فتح الاحتلال الإسرائيلي للسدود إلى غرق آلاف الدونمات وحدوث فيضانات في وادي غزة، ووادي السلقا، ووادي بيت حانون الأمر الذي أدى إلى غرق مناطق سكنية بأكملها، وتشير الاحصائيات أن البنية التحتية لكثير من المجالات الحياتية قد دمرت بالكامل جراء المنخفض الجوي الأخير.

ولولا ستر الله وجهود المخلصين، وطواقم الإنقاذ بالسيطرة على آثاره رغم قلة الإمكانات، لحدثت كارثة إنسانية وراح ضحيتها العشرات من الأطفال وكبار السن الذين يصعب تنقلهم بمفردهم، والمشاهد لصور الإنقاذ لاحظ انتقال القوارب الصغيرة "الحسكات" من مياه البحر الأبيض المتوسط إلى شوارع المخيمات في غزة.

وتزامنت الموجة القطبية الباردة مع احتفال العالم بيوم حقوق الإنسان، هذا الاحتفال السنوي والذي ينظم في العاشر من ديسمبر، وأقيمت المؤتمرات، والندوات، واللقاءات والتقاط الصور وعرض البيانات والانجازات على مستوى العالم، ولكننا في فلسطين نتساءل : هل يعرف العالم بما يحدث في فلسطين وفي المعتقلات حيث أسرانا في المعتقلات الصهيونية البغيضة .

يعرف الشعب الفلسطيني حقوقه، ويتمسك بهويته وأرضه وثوابته وحقه في الحياة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، ومنذ النكبة الأولى في العام 1948 وما سبقها من مقاومة جماهيرية وثورات ضد الاستعمار البريطاني يدفع الفلسطيني فاتورة الحفاظ على وجوده وبقائه، وتصدر الأمم المتحدة القرارات التي تتحدث عن حرية شعبنا وحقه في الحياة الكريمة، ولكن يبقى كل شيء حبر على ورق، ويبقى الاحتلال الجاثم فوق أرضنا يتوسع في مصادرة الأرض وتتمدد مستوطناته، ويقتل أبناء شعبنا، ويدمر الحياة والمستقبل، فعلى ماذا يحتفل العالم هذا العام.

وأبناء شعبنا المشردين في المخيمات في الشتات في سوريا ولبنان على وجه الخصوص يعانون فقر الحال وانعدام إمكانية مقاومة العوامل البيئية، يموت الأطفال في أجواء البرد القارص وفوق الثلوج التي تتركه جثة زرقاء مجمدة، كما تتركه آلة الدمار الحربية جثة حمراء ممزقة الأشلاء ، وفي مخيمات اللجوء نتيجة الحرب السورية يعاني النازحين قسرا من أبناء شعبنا ولا يجدون إلا الدعاء لله يشكون له بؤس الحال والفقر والمرض والطقس البارد.

شعبنا الفلسطيني مضطهد محروم من أبسط الحقوق، ويحتاج إلى تنفيذ القرارات الدولية لتوضع نهاية للظلم الواقع عليه.