ليس رئاء ولكن وفاء لروح القائد يونس الكتري
تاريخ النشر : 2013-12-18 15:38

رحل القائد الهادئ المبتسم دائما ، رحل الذاكرة الفلسطينية الثورية الذي عايش دقائق وتفاصيل بناء منظمة التحرير الفلسطينية ومراحل الثورة الفلسطينية ، رحل القائد في تواضعه القائد في جنديته القائد الذي أعطى دون مقابل من أحد ، رحل القائد يونس الكتري " أبو نافذ " ، هل هناك من مخيم جباليا لم يعرفه ؟ خاصة أولئك الذين مارسوا الفعل الكفاحي في مواجهة الاحتلال والمثقفين والحكماء من قطاع غزة ، هل هناك من لم يلتقيه يوما ولم يستفد من علمه وذاكرته وتاريخه ؟

هذا القائد الذي لم يحتمل العيش في وطنه وهو يرى الانقسام بين أبنائه فذهب ليس بعيدا عن الوطن ، ذهب إلى المكان الثاني الذي أحبه طوال حياته ولم ينس يوما فضله عليه وعلى الثورة الفلسطينية إنها " مصر "التي أحبها وتغنى بحبها كثيرا ، ومن هناك حيث قضى سنواته الأخيرة كان قلبه معلق بوطنه يتابع الإخبار بتفاصيلها ويشارك في كل المناسبات واللقاءات والمؤتمرات ، كان يستقبل كل قادم من غزة بلهفة وشوق ولا تنتهي اسئلته عن كل شيء يخص الوطن .

كان يعمل بكل قوة ولا يدخر جهدا لفعل أي شيء يخدم ما يؤمن به ، ولم يؤمن أبدا بغير حبه وعشقه لوطنه " فلسطين كل فلسطين " ، بلتقط الأخبار ويدونها في ذاكرته ويستمع بنهم شديد لكل محدثيه وكأنه يبحث عن شيء ما شيء يريد أن يسمعه من كل قادم إليه من وطنه . كان يشعر بغصة في حلقه كلما حدثه البعض عن الانقسام وآثاره فكان سؤاله الدائم " وكيف سنخرج من هذه الدائرة النكده ؟ ما هو المطلوب ؟ اعتبروني جنديا لأي فعل يمكن أن أقوم به " ، لم يرغب أبدا رؤية شعبه منقسم حيا وميتا ، بالرغم أن روحه صعدت إلى بارئها ووصل جثمانه الطاهر إلى حدود قطاع غزة ليدخلها شاءت الأقدار أن يعود الجسد الطاهر إلى مصر " العريش " ليبيت ليلة أخرى وكأن روحه ترفض التعايش مع ما يحدث في وطنه فعبر عن رفضه لواقع الانقسام ميتا كما كان يعبر عنه حيا .

من عايش الأخ والصديق والقائد والمعلم يونس الكتري فيجب عليه أن يحبه ويبكي فراقه ، تعشق فيه كل شيء روحه الطيبة وتواضعه الطبيعي دونما تكلف ونشاطه الذي لا ينقطع وفكره الثاقب وذاكرته القوية واستعداده الدائم للعمل دون أن ينتبه لصحته وخصوصية وضعه .

رحمك الله أخي أبو نافذ وأسكنك فسيح جناته ، ولا نقول لك وداعا ولكن إلى لقاء . وإنا لله وإنا إليه راجعون .

رئيس مركز آدم لحوار الحضارات

www.imadfalouji.ps