ابرز ما تناولته الصحافة العربية اليوم الثلاثاء 17/12
تاريخ النشر : 2013-12-17 11:51

"الأهرام"

الحرب الهادئة تتيح التعاون بين المتناقضين في إطار التنافس... والنموذج الأعلى في هذا هو العلاقة بين الصين وأمريكا. فنحن أمام علاقة مركبة من التنافس والتعاون في آن واحد مما أطلق عليه القوة المزدوجة. وهي العلاقة الملهمة بمبدأ الحرب الهادئة، التي باتت هي السمة الغالبة علي العلاقات الثنائية وبين المجموعات الدولية المختلفة في بنية العلاقات الدولية. ويمكن في هذا المقام أن نأخذ الحالة الأوكرانية كنموذج لقوتين هما: الاتحاد الأوروبي وروسيا في حالة: تنافس/ تعاون، حول أوكرانيا التي تعيش حالة تحول ديمقراطي متعثر في الداخل تتحكم فيها شبكات المصالح.. كيف؟

الخطط الإقليمية، الأوروبية من جهة، والروسية من جهة أخرى. فكل منهما له مصالح استراتيجية عميقة لدى أوكرانيا... التعثر الداخلي للتحول الديمقراطي الأوكراني، ثار الأوكرانيون في عام2004 ـ لأسباب كثيرة ـ وعرفت ثورتهم بالثورة البرتقالية، ومنذ ما يقرب من10 سنوات الآن لم تستطع أوكرانيا أن تحدث تحولا ديمقراطيا تاما، بل وقعت في أسر، ما أطلق عليه ـ شبكات الامتيازات المغلقة سواء التي في الحكم أو المعارضة لها، والتي ورثت ملكية قطاعات الطاقة والصناعة والمصارف نتيجة لسياسات الخصخصة، والتي توزع ولاؤها بين الروس من جهة وبين الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى...

المحصلة، هي الحالة التي باتت عليها أوكرانيا في الداخل حيث لا تحول ديمقراطي حقيقي وفي الوقت نفسه عدم تصويب الأوضاع الاقتصادية بسياسات وطنية ناجعة، ما أدى إلي أن يتم تقاسمها كالبرتقالة بين شبكات المصالح الحاكمة من جهة وبين القوى الإقليمية من جهة أخرى، مع ملاحظة أن القوى الإقليمية تتنافس على أوكرانيا وتمارس التنسيقـ لم يعد سرا ـ على ضرورة التوافق الأوروبي الروسي حول أوكرانيا نتيجة التداخلات الاقتصادية المتشابكة بينهما في إطار الحرب الهادئة.

"الخليج"

لاتزال ليبيا تغرق في دوامة العنف الأعمى، والفوضى الضاربة أطنابها في كل الاتجاهات، مع توسع مريب ومثير للقلق للمجموعات الإرهاربية المتطرفة التي تسعى للإمساك بليبيا رهينة في قبضتها، وتحويلها مرتعاً للإرهاب، ومنطلقاً لتصديره إلى دول الجوار، وربما إلى أبعد .

لقد فشلت كل الجهود التي بذلت في استرجاع الأمن والاستقرار إلى ليبيا، وتبدو كل المحاولات التي تبذل من جانب الحكومة والمؤتمر الوطني وفعاليات أخرى قاصرة، وغير قادرة على مواجهة ميليشيات قبلية وفئوية باتت أقوى من كل القوى الرسمية التي تم تشكيلها خلال الأشهر القليلة الماضية لسد الفراغ الأمني القائم .

ولعل الأخطر من محاصرة الوزارات والمؤسسات الرسمية وحقول النفط، والاغتيالات التي باتت مثل الخبز اليومي أو النشاطات الطبيعية المتداولة في وسائل الإعلام، هو ما تردد عن اجتماع سري عقد في بنغازي وضم ممثلين لتنظيم "أنصار الشريعة" المتطرف في كل من ليبيا وتونس والمغرب ومصر والجزائر، جرى فيه بحث استراتيجية العمل في شمال إفريقيا وسوريا، وهذا يعني إذا ما صحّت هذه المعلومات دخول المنطقة فصلاً جديداً من العنف والإرهاب المنظم الذي قد لا تسلم منه كل دول المنطقة، والذي قد يكون ما يحصل الآن مجرد تمرين على ما هو أعظم وأخطر .

 

لذا، فإن الاكتفاء بالمراقبة عن بعد، وعدم الاهتمام العربي الرسمي بكل هذه التطورات، ليس الوسيلة الناجعة لرد الخطر أو تحاشيه، ذلك أن مثل هذه المنظمات تعمل خارج أي قانون، ولا تعترف بالحدود، ولا بالقيم الإنسانية والدينية، ولا تحترم عهداً أو ميثاقاً، وهي على استعداد لممارسة أي شكل من أشكال العنف والتخريب من دون رادع أو وازع.

"الحياة"

أخطأ الذين قلّلوا من أهميّة التفاوض بين إيران وكلّ من دول مجلس الأمن وألمانيا، لا سيّما منها الولايات المتّحدة. لكنّ الخطأ الأكبر هو الذي ارتكبه مَن اعتبروا أنّ الأمر بات محسوماً، وأنّ النتيجة قد قُرّرت سلفاً، خصوصاً بينهم من فركوا أيديهم غبطة وحبوراً بـ"استسلام" أميركيّ وغربيّ أمام رغبة إيران. وقد انطوى الافتراض هذا على خطأ مؤدّاه أنّ إيران وحدها عصيّة على التنازل، وأنّ قوّتها التي تتيح لها ذلك نابعة من تماسك لا يأتيه التناقض من يمين أو يسار. ووفقاً للسيناريو إيّاه فإنّ الخصوم الذين يفاوضون طهران لاهثون وراء تنازلاتهم التي يمليها عليهم ضعف عميق.

والحال أنّ الأحداث التي تتلاحق، منذ ابتداء التفاوض، تنمّ عن أنّ تذليل المشكلة ليس بالبساطة التي توصف فيها، وأنّ "تحسين شروط التفاوض" قد يفيض عن السيطرة ليصبح إنهاء لكلّ تفاوض، لا بل أنّ الجسم السياسيّ والإيديولوجيّ الإيرانيّ قد لا يحتمل، هو ذاته، هذا التفاوض، فكيف، والحال هذه، يحتمل نتائجه؟

ذاك أنّه فيما كان المرشد الأعلى خامنئي يدين المطالبة بالحرّيّات، راحت تتوالى تصريحات القادة العسكريّين التي تستهدف تغريدات وزير الخارجيّة محمّد جواد ظريف. فقد أعلن قائد ميليشيا الباسيج، محمّد رضا نقدي، أنّ «القوّات الإيرانيّة تملك أسلحة مذهلة جدّاً ولا تُصدّق، يجهل العدوّ الكثير منها، وسترغمه على رفع يديه مستسلماً». أمّا حسين سلامي، نائب قائد "الحرس الثوريّ"، فتحدّث عن"مرحلة حسّاسة جدّاً تواجهها طهران"، منبّهاً إلى أنّ "الغفلة قد تهدر إنجازات". وبعدهما أدلى بدلوه محمّد علي جعفري، قائد "الحرس الثوريّ"، فتجاوز ظريف إلى الرئيس روحاني نفسه: ذاك أنّ على الأخير ومفاوضيه أن "يصونوا دماء الشهداء ويتمسّكوا بنهج الصمود والمقاومة".