قراءة في اجواء انطلاقة حماس
تاريخ النشر : 2013-12-15 21:01

في 14 من كانون الاول  وفق تقويم حركة حماس، اصدرت بيانا في ذكرى تاسيسها ال 26، هذه الذكرى، التي جاءت في اعقاب احداث درماتيكية في مصر والمنطقة العربية إنعكست مباشرة على واقع حركة الانقلاب. واكتفت قيادة فرع الاخوان المسلمين في فلسطين بالبيان السياسي المقتضب، والذي حمل في معظم نقاطه هجوما على القيادة الشرعية برئاسة الرئيس محمود عباس، ولم ترد قضية المصالحة الوطنية إلآ في النقطة السادسة، وهو ما يعكس عدم اولوية هذه المسألة بالنسبة للانقلابيين.

لكن قيل اكثر من شهر وقيادة حركة حماس تتحدث عن إلغاء المهرجان المركزي السنوي، الذي تقيمه بهذه المناسبة مرة بحجة أنها تريد ان توزع "معونات" على المحتاجين من المواطنين! ومرة بذريعة أن "حماس" أكبر من كل المهرجانات!  ومرة بسبب الازمة المالية ، لكن العديد من القيادات الحمساوية تراجعت عن هذا العامل، ونفت وجود ازمة! ورمة اخرى ان الظروف "لا تسمح بالاحتفالات"، وان الجهود من المفترض ان تنصب على "المقاومة" !

هذه وغيرها من العوامل بسمتها العامة ذرائع واهية، لا اساس لها من الصحة باستثناء عامل واحد منها، الذي حاولت القفز عنه، وهو، الازمة المالية العميقة، التي إنعكست على دور ومكانة حركة ومؤسسات الانقلاب في العلاقة مع المواطنين، حيث اخذت تبحث عن اي سبب واهي لفرض الضرائب على المواطنين وابتزازهم؛ الثاني خشية حركة حماس من إنكشاف ظهرها بعدم مشاركة الجماهير معها، لا سيما وان الجماهير الفلسطينية خرجت في مليونية حقيقية في يناير \ كانون الاول الماضي في الذكرى ال 48 لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة وانطلاقة حركة فتح؛ الثالث تراجع مكانة الاخوان المسلمين في فلسطين وعموم المنطقة العربية، الامر الذي يشير الى التقوقع على الذات، فضلا عن ان فيها نوعا من التضامن مع "نكبة " الاخوان، التي حصلت نتاج الثورة الثانية في ال 30 من يونيو 2013 المصرية؛ الرابع خشية قيادة الانقلاب على ذاتها من هجوم انتحاري ضدها او خروج الجماهير عليها واعلان رفضها لحكمهم.

هذه العوامل وغيرها من اسباب تصب في مألآتها، هي،  السبب الحقيقي في عدم إقامة المهرجان المركزي، اما ما ذكرنه قيادة الانقلاب الاسود، ليس سوى تضليل للذات ولانصارها، لان الجماهير الفلسطينية في كل مكان باتت تعرف اكاذيبها، ولم تعد تنطلي على احد. وحتى استعراضاتها العسكرية، التي اكدت خلالها عن وقوفها مع قيادة التنظيم الدولي للاخوان ، فقامت بها في محاولة منها لارهاب المواطنين، ولتقول لهم، ان قيادة فرع الاخوان في فلسطين، التي تقود جنبا الى جنب مع الجماعات التكفيرية في سيناء والاراضي كل العمليات الارهابية ضد مصر المحروسة وجيشها واجهزتها الامنية، قادرة على تقوم بكل الجرائم دون رحمة في حال حاول اي فريق القيام بعمل ضد الانقلاب الحمساوي.

لكن الشعب الذي خرج مرتين في زمن الانقلاب الاسود ضده ، واعلانا عن الانتماء للثورة والشرعية الوطنية ودفاعا عن وحدة الارض والشعب والقضية والنظام السياسي الديمقراطي التعديي، قادرة ان تخرج مرة تلو الاخرى ضد الانقلاب الاخواني على الشرعية، شرط توفر اداة قادرة ومؤهلة لقيادة تلك الجماهير وتبني طموحها الوطني وخيارها الاكيد باعادة الاعتبار للوحدة الوطنية ، رافعة النضال والاهداف الوطنية.

[email protected]