كذبة “الدولة الفلسطينية”
تاريخ النشر : 2013-12-15 11:06

عندما تسيطر "إسرائيل" على منطقة الأغوار الفلسطينية المحاذية للأردن، وتبقي على مستوطناتها في الضفة الغربية المحتلة، وتواصل عمليات التهويد فيها وفي مدينة القدس . وعندما تشرف على الأجواء والأرض والموارد، مع شرط أن تكون "الدولة" المقترحة منزوعة السلاح . . عندما يتحقق كل ذلك، فما هو الفرق عن الوضع القائم حالياً، سوى استبدال احتلال باحتلال تحت مسمى "دولة"؟
من الأفضل أن يبقى الاحتلال قائماً ومعلناً، ويتناقض مع الشرعية الدولية وكل قراراتها، ولا تقام دولة محتلة تحمل زوراً اسم "دولة فلسطينية"، لئلا يتكرر "اتفاق أوسلو" بشكل آخر، ونمنح "إسرائيل" صك براءة على أنها ليست دولة احتلال وعنصرية، ونخليها من مسؤوليتها كدولة محتلة يفرض عليها القانون الدولي مسؤوليات وواجبات يجب أن تقوم بها تجاه الشعب الفلسطيني .
إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري باقتراحه انتشار الجيش "الإسرائيلي" على طول منطقة الأغوار الفلسطينية، المحاذية للأردن، إنما ينفذ استراتيجية طالما عمل الصهاينة على تنفيذها وسعوا إليها، تحقيقاً لأساطير دينية ترى أن الضفة الغربية "يهودا والسامرة" وأنها جزء من "إسرائيل" .
إن "إسرائيل" تريد من خلال المفاوضات أن تحصل على ما تريد، من دون أن تقدم شيئاً للفلسطينيين، والولايات المتحدة التي يقال إنها تقوم بدور "الوسيط النزيه" تعمل على تحقيق هذا الهدف من خلال ابتزاز الطرف الفلسطيني والضغط عليه، والادعاء أنها تسعى لتحقيق تسوية تنتهي بإقامة دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب مع "إسرائيل" .
إن اقتراح كيري بانتشار الجيش "الإسرائيلي" في منطقة الأغوار يعني أن حدود "إسرائيل" الشرقية هي عند حدود نهر الأردن، ما يلغي وجود دولة فلسطينية، فكيف يمكن لحدود دولة ما أن تقفز فوق أراضي دولة أخرى، كأن تكون حدود إيطاليا الشمالية مثلاً عند الحدود الشمالية لسويسرا، أو أن تكون الحدود الشمالية للمكسيك عند حدود كندا الجنوبية؟
من أجل "إسرائيل" يتم التحايل على الجغرافيا والتاريخ معاً، فيتم تبديل الخرائط وتعديلها بما يناسبها، ويصار إلى ليّ عنق التاريخ ووضعه في خدمة الأساطير .
هذه ليست مفاوضات، هذا فخ لفرض أمر واقع على الفلسطينيين تحت مسمى كذبة اسمها "الدولة الفلسطينية" .