الأخ / الإنسان الرئيس محمود عباس
تاريخ النشر : 2013-12-15 02:55

لن أنسى تلك اللحظات القليلة التي ألتقيت بها بالرئيس أبو مازن .. وجلست على يمينه ضمن خمسة أشخاص شكلوا وفد يمثل المئات الذين وقفوا في الشارع و تحت المطر بأسرهم و أطفالهم يرفعون يافطات كتبتها أقلام صغارهم على يافطات ذاب مدادها بماء المطر الذي لم يمنعهم من الإصرار على توصيل صوتهم للرئيس أبو مازن أمام بيته في مدينة غزة في شتاء 2005م ..

وقفنا بأطفالنا لنتجاوز كل المصالح و الأمن والقمع الذي كان يقف أمام حقوق أطفالنا ويحمى ظلم و إستغلال على مدي سنين قاومناه ولم نستكين ولم نتخلى عن حقوقنا و حقوق أطفالنا ...

وقفنا تحت المطر نطالب بأن ننصف من جور عقود تمليك لشقق سكنية حكومية إشتريناها من وزراة الإسكان بموجب عقود "غبن" فرضتها علينا الظروف ..ظلم حمته أجهزة القمع و توزانات المصالح بين مراكز القوى في السلطة ...

أذكر تلك اللحظات من العلاقة المباشرة بيننا كوفد خرج من بين الجموع و زخات المطر ليلتقى الأخ الرئيس أبو مازن ليستمع لنا مباشرة ... لحظات من التواصل المباشر بين الإنسان والإنسان بدون أي حواجز ... إستمع لنا ولشكوانا جميعاً ووجه لي سؤال مباشر " ضابط في السلطة وتتظاهر أمام بيتي ؟؟؟"

فرددت بتلقائية ساعدتني فيها أجواء الدفء و البساطة التي كانت تسود هذا اللقاء فقلت : الأخ الرئيس .. نحن قبل أن نكون ضباط نحن جزء من الجماهير ولا نستطيع أن نتنكر لهذه المسألة للإنسلاخ عن الجماهير ... جئنا لك لنشكو ظلم السلطة بداية من اصغر موظف حتى رئيس الوزراء .. شكوى أبناء لأبيهم "..."

لن أنسى تلك النظرة التي رمقني بها الأخ الرئيس " فقد وصلت الرسالة " ثم إنبري مباشرة وقال : قررت تشكيل لجنة لإعادة تقيم أثمان تلك الشقق و تجديد العقود حسب نتيجة هذه اللجنة وحسب القانون "

كنت أدرك بأن رسالتنا قد وصلت مباشرة ....إلى " الرئيس محمود عباس الإنسان "..

أخي الرئيس ... بتأثير تلك التجربة الصغيرة معي .. فإنني على يقين بأن هناك فرص كبيرة لتجاوز ذلك الكم الهائل من التقارير لأجهزة الأمن وغير أجهزة الأمن وأصحاب المصالح من جميع الأطراف والتي تحاول أن تبني لغزة صورة نمطية مظلمة .

فرص كبيرة تتجاوز كل المحاذير السياسية و تقفز فوق تعقيدات المشهد السياسي المحلى والإقليمي والعالمي ...لتتجاوز كل هذا و يقف الرئيس محمود عباس الإنسان على مشهد غزة المنكوبة ...

غزة أخي الرئيس منكوبة ليست دعاية وإستجداء لعطف العالم ... فأنا إبن مخيم جباليا وأدرك بالفعل ماذا يعني أن تتراكم ملايين اللترات من المياه في بركة أبو راشد أو بركة الشيخ رضوان أو بيت لاهيا ... أو شارع النفق أو شوراع خانيونس و رفح والوسطي وكل بقعة من بقاع هذه المنطقة المنكوبة أصلاً قبل أن تتضاعف نكبتها بإعصار أو منخفض قطبي ..

الأخ الرئيس أنا أدرك بأن المشهد لا يغيب عنكم بل حاضر في متابعتكم كل لحظة ليس كل ساعة .. و حاضر في ضميركم .. الإنسان و مسؤوليتكم كرئيس ...

الأخ الرئيس ...إرجوك إعتبرها رسالة موجهة بنفس روح اللقاء الوحيد الذي جمعنا مباشرة وبكل بساطة وعفوية ...أملاً أن تصل ... وتختصر كلمات كثيرة بفعل وبدون ضجيج لتصدروا قراراتكم بمساعدة غزة المنكوبة و تضميد جراح الإعصار والحصار ... أنا لا يحدوني أمل بل كلي ثقة برب العالمين ومن ثم بمحمود عباس الإنسان الرئيس .