ﻛﻞ ﺷﺘﺎﺀ ﻭﺍﻧﺘﻢ ﺑﺨﻴﺮ ﻳﺄﻫﻞ ﻏﺰﺓ.
ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻘَﺼِﻴَّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻱ، ﻭﺃﻧﺎﻡ ﺃﻧﺎ ﺗﺤﺖ ﻣﺰﺭﺍﺏ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻭﺯﺧّﺎﺕ ﺍﻟﺘﺬﻛّﺮ. ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻢ ﺗﺸﺎﺟﺮﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻛﺸﻘﻴﻘﻴﻦ ﺛﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻧﺘﻘﺎﺳﻢ ﻟﺤﺎﻓﺎً ﺑﺎﺭﺩﺍً ﻭﻗﺼﻴﺮﺍً.
ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﺇﺫﺍً، ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺒﺊ ﻗﺼﺼﻨﺎ ﻓﻲ ﺟﻴﻮﺑﻬﺎ، ﻭﺗﺨﺒﺊ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ ﻭﺍﻷﻳّﺎﻡ ﻭﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺟﻮﺍﺭﻳﺮ ﻣﺤﻜﻤﺔٍ ﺗﻨﻤﻮ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﺮﺍﻓﻬﺎ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﺻﻐﻴﺮﺓ.
ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﻴﺾ ﺍﻵﻥ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ، ﻭﺗﻐﺴﻞ ﺧﻄﺎﻧﺎ ﻭﻻ ﺗﻤﺤﻮﻫﺎ،
ﻳﻨﺰﻝ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺑﻴﺘﻨﺎ. ﻳﻨﺰﻝ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﻣﺪﺭﺳﺔٍ، ﻭﻋﻠﻰ ﺩﻛﺎﻥ' ﺍﺑﻮﺷﺮﻳﻒ' ﺑﺎﺋﻊ ﺍﻟﺸﻤﻊ، ﻭﺻﺎﻟﻮﻥ ﺣﻼﻗﺔ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ﻋﻠﻴﺔ، ﻭﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﻤﻤﺮّﺍﺕ ﻻﻳﺸﻔﻲ ﻣﺮﺿﻲ ﻭﻻﻳﺴﻌﻒ ﺟﺮﻳﺢ ، ﻭﺃﺳﻤﻊ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻳﺴﻘﻂُ ﻣﻮﺟﻌﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ.
ﻟﻐﺰﺓ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺗﺸﻤّﻬﺎ ﻭﺃﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ، ﻓﻲ ﺃﻋﺎﻟﻲ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ، ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻋﺎﻟﻘﺔ ﺑﺜﻴﺎﺑﻚ، ﺃﻭ.. ﻟﻐﺰﺓ ﺭﺍﺋﺤﻪ ﻟﻬﺎ ﻣﻌﻨﻲ: ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺢِ؛ ﺣﻴﻦ ﺗﺨﺮﺝ ﻟﻠﺸﺎﺭﻉ ﻭﺍﻟﻨﺪﻯ ﻳﻠﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺮﺻﻴﻒ ﻭﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻭﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﺸﺠﺮ، ﺗﺤﺴّﻬﺎ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﺃﻭ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻋﻮﺍﺩﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻘﻞ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﻏﻤﻮ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺍﻟﻴﺔ.
ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻓﺠﺮٍ ﺧﻔﻴﻒ.. ، ﺃﻭ ﻫﻮ ﻓﺠﺮٌ ﺷﺨﺼﻲٌ ﻟﻚ ﺃﻧﺖ؛ ﻳﺨﺼّﻚ... !.
ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺼﺎﺑﻮﻥ ﻳﻨﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ، ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﻳﻤﺸﻄﻦ ﺷﻌﻮﺭﻫﻦ ﺍﻟﻤﺒﻠﻠﺔ، ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﺑﺎﻟﻨﻌﻨﺎﻉ، ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﺗﻜﻨﺴﻪ ﺳﺖ ﺍﻟﺤﺒﺎﻳﺐ ﺑﻤﻜﻨﺴﺔٍ ﻛﺴﻮﻟﺔ.
ﻭﺭﺍﺋﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻈُّﻬﺮ: ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺜﻮﻡ ﻋﻠﻰ "ﻃﺒﺨﺔ ﺍﻟﻤﻠﺨﻴﺔ "ﺗﻨﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﺷﺒﺎﺑﻴﻚ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ، ﺃﻭ ﺟﺎﺭﺍﺕ ﻳﻐﺴﻠﻦ ﺍﻟﺪﺭﺝ، ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻐﺴﻴﻞ ﺍﻟﻤﻌﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻄﻮﺡ.. ﻭﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻨﻌﺎﺱ ﺣﻴﻦ ﻳﻐﻔﻮ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺰ ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﻘﻄﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺘﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﻤﺴﺔ!
ﻟﻐﺰﺓ ﺃﻳﻀﺎً، ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ:
ﻟﻐﺰﺓ ﺻﻮﺕ!
ﺗﺴﻤﻌﻪ ﻫﻨﺎﻙ، ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺴﻜﻦ ﻓﻲ
ﺍﻗﺼﺎﻫﺎ ﻏﻴﺮ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﻭﺗﺤﻠﻴﻖ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻻﺳﻌﺎﻑ ﺍﻳﻀﺎ ﺻﻮﺕ ﺃﻫﺎﺕ ﻭﻋﺬﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻣﺔ.
ﻟﻐﺰﺓ ﺻﻮﺕ!
ﺗﺴﻤﻌﻪ ﻫﻨﺎﻙ، ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺠﻴﺞ، ﻳﺘﻤﺘﻢ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻴﻚ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﺩﻋﻴﺔ!
ﺗﻈﻞ ﺗﺴﺘﻌﻴﺪ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻴﻚ ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺑﺘﻌﺪﺕ.. ﺗﻼﻣﻴﺬ ﻳﺘﻨﻄﻄﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ، ﻭﻟﺪ ﻳﺒﺪﺃ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﺤﺐ ﺑﺘﻨﻬﻴﺪﺓ، ﺻﻮﺕ ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻠﻴﻢ 'ﺍﻧﻲ ﺍﺗﻨﻔﺲ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻧﻲ ﺍﻏﺮﻕ ﺍﻏﺮﻕ" ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﻄﻌﻢ " ﻭﻟﻴﺪ ﺗﺒﻊ ﺍﻟﺤﻤﺺ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺒﻠﺪ"..ﺻﻮﺕ ﻗﺮﺀﺍﻥ ﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﺳﻂ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻝ ﻳﺪﻋﻲ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﻤﺸﻴﺨﺔ..! ﺻﻮﺕ ﺍﻷﺫﺍﻥ "ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ" ﻓﻲ ﻗﻴﻠﻮﻟﺔ ﺍﻟﻌﺼﺮ، ﻭﺩﻋﺎﺀ ﺃﻡ ﻻﺑﻨﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻗﺎﺻﺪٌ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ﻋﺴﻲ ﺍﻥ ﻳﺠﺪﻩ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻻﻻﻑ.
ﻟﻐﺰﺓ ﺻﻮﺕٌ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ: ﻳﻌﺎﻧﻖ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻭﻳﺴﺘﻐﻴﺚ ﺑﺎﻥ ﻳﺒﻘﻲ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺒﻠﺪ.... ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺻﻮﺕ ﻓﻲ ﺍﻗﺺ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻣﻦ ﺍﺳﺮﻱ ﻳﻨﺘﻀﺮﻭﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺻﻮﺍﺕ ﻣﻜﺘﻮﻣﻪ ﺑﻬﺎ ﺃﻟﻢ ﻭﺑﺆﺱ ﻭﻣﺮﺍﺭﻩ ﺑﻬﺎ ﻳﺄﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺗﺘﻘﺎﺳﻤﻬﺎ ﻣﻌﺎ.""