(ليفني) ووعي خطورة الاستيطان عليهم .
تاريخ النشر : 2013-12-12 12:43

من جديد نعود للحديث في الشأن السياسي العـــام ..وعندما نتحدث معا" عن السياسية فإنني أعلم تماما" بان أقل المقالات شعبية وقراءه ومشاهده من كل ما كتبت هي المقالات التي تناولت بهـــا عملية السلام والمقالات التي تناولت بهـــا موقفي من الصراع .

ومع ذلك سأتحدث هنا في هذا المقــال عن ما تحدثت به ليفني في خطابهـــا الاخير بجامعة (تل أبيب) والحديث الأساس كان حول الاستيطان حيث اعتبرت ليفني بان الاستيطان يضر بعلاقات اسرائيل في العالم ويقلل من مكانتها كدولة واشارت الى ان الاستيطان ضار بالمفاوضات وأوضحت بانه لا يجوز أن يستمر الاصرار السياسي على خدمة جزء صغير من الجمهور على حساب الدولة على حد تعبيرهــــا .

أنتقدت ليفني الاستيطان لانه يتعارض مع مصلحتهم ...انتقدت ليفني الاستيطان لانه يؤثرسلبا" في صورتهم بالعالم ويؤدي الى عزلهم وجعلهم عرضه للانتقادات دومــــا ".

انتقدت ليفني الاستيطان ليس من على خلفية الحقوق والاخلاق ...فهي لم تنتقد الإستيطان لانهم يقوموا كقوة محتلة بانتزاع ارض من اصحابها ..وطبعا" هي لم تنتقد الإستيطان لانهم يقوموا بالقضاء على فرص تحقيق السلام العادل والشامل بالمنطقة .

نعم وبوضوح وبدون اي خلل في فهم التصريحات ...لم تنتقد ليفني الاستيطان لانه سلوك احتلالي بائس يتم من خلاله فرض مُحتل بالقوة على أصحاب الأرض بمنطق القوة والتعصب والتشدد والتخلف ...وهي لم تنتقد تصرفات المستوطنين الحمقــــاء والتي حتما" ستؤدي الى تأجيج الصراع واستباحة الدماء .

هي أنتقدت الإستيطان لانه يضر بمصالحهم .

هي انتقدت الاستيطان لتاثيره السلبي على علاقاتهم وصورتهم بالعالم .

من هذا المنطق الخاص بهـــا ..يجب ان ننطلق في حوارنــــا معهم حول الاستيطان ..فهذه الأفه الكريهة أصبحت ضاره وقاتلة لنا ولهم و هذه الظاهره البائسه والمرتبطة بالاحتلال أصبحت تشكل خطر يومي على امكانية البقاء وعلينا التركيز على هذا فالاستيطان وان كان مظهر من مظاهر الاحتلال الا انه المظهر الاكثر سوء" والاكثر قباحة والاكثر خلقا" للكراهية بين الشعبين والأكثر ضررا بشعبنا وأرضنـــا وبمصلحتهم .

إن ايقاف المستوطنين عند حدهم مصلحة للجميع ووقف الاستيطان وجلاء المستوطنين هو أساس من أسس عملية السلام وبل الأساس الاهم ...فلا يعقل أن تدور الحروب بالمنطقة من اجل مجموعة صغيرة تقيم بشكل غير شرعي وغير قانوني على أراضي دولتنا المحتلة ...ومن الغير المعقول ان يبقى العالم مرتهن لتلك المستوطنة المعزولة ولذلك المستوطن المتطرف ..فببساطة الاستيطان على أراضينا غير شرعي ويجب التعامل معه بمنطق انه ضار للطرفين ومخالف للقانون .

على كلا" في الفترة الاخيرة وكما تعلم( ليفني) المكلفة بملف المفاوضات فإن (اسرائيل) واجهت العديد من المصاعب الدولية على خلفية الاستيطان .

لقد تغير العالم وأصبح أكثر فهمـــا" لخطورة وتاثير هذا الاستيطان القبيح على شعبنا فهاهي الجامعات والمعاهد المقامة على اراضينا المحتلة يتم رفض التعاون معها ويتم رفض دعمها عالميا" وها هي البضائع والمنتتجات الزراعية القادمة من المستوطنات يتم رفضها لدى العديد من الدول بالعالم .

لقد وعت ليفني خطورة الاستيطان عليهم وعلى مصالحهم وحذرت منه بصوت مرتفع وعلينا ان نعزز من وعي العالم بخطورة الاستيطان على امكانية الحل السياسي وعلى شعبنا وعلينا ان نتعاون مع كل من يقف ضد هذا الاستيطان البائس سواء من الاحزاب والجمعيات والمؤسسات الدولية والأقليمية والعربية والاسرائيلية ....بوضوح اكرر بأنه علينا ان نتعاون مع كل من يعي خطورة الاستيطان وعلينا ان نعزز من مقاومتنا الشعبية السلمية للاستيطان وكما علينا ان نفضح كل تجاوزات المستوطنين للعالم وبكل الطرق الدبلوماسية والاعلامية ومن خلال جهه متخصصه في ذلك ...حيث يجب ان يكون لدينا كسلطة وطنية مؤسسة معنية برصد ومتابعة تجاوزات المستوطنين وعليها ان تهتم باثارة هذا الموضوع قانونيا" واعلاميا لدى كل المؤسسات الدولية ووسائل الإعلام العالمــية.

الاستيطان والمستوطنين خطر عليهم كما هم خطر علينا وعلينا ان نتعاون جميعا" أمام هذا الخطر الداهم وعلينا ان نجد الحلول الخلاقة لتجاوز هذه الاستباحه السرطانية لارضنـــا ولوقف هذا التطرف القادم من المستوطنات الغير شرعية على أرضنا .

اخيرا" أقول بانني اتمنى أن يسود صوت العقل والحكمة في الصراع القائم فعملية السلام وسيلة لاستعادة ما توافق عليه العالم من حقوقنـــا والاستيطان خطر على الجميع والحدود يمكن ان تكون دولية ولكن بالنهاية لا حل سياسي بدون حقنا باقامة دولتنا على أراضينا المحتلة عام 1967 وعاصمتنا القدس وهو الحل الأفضل للجميع ولكل الاطراف.