لماذا لا تصدقون زرقاء اليمامة؟؟؟
تاريخ النشر : 2013-10-09 00:02

ضمن متابعتي كمواطن فلسطيني و عربي للأوضاع الجارية في سوريا الحبيبة، قلب العروبة النابض، التي كانت لأمتها درعاً و سيفاً على مرً القرون، فاجأتني الأخبار الواردة من "أعزاز" في محافظة الرقة شمال شرق سوريا، و هي المحافظة التي يطلق عليها المتشدقون و المتنطعون لقب المحافظة المحررة!!! المحررة من من؟؟؟ من سيطرة الدولة السورية!!! ماذا جرى في محافظة أعزاز محافظة الرقة؟؟؟ تقول التقارير أن "داعش" و هو الأسم المختصر لواحدة من مجموعات دولة العراق و الشام الإسلامية، أطلقت النار عشوائياً و بشكل مباشر على مظاهرة قام بها أهالي أعزاز، و قبائلها العربية الأصيلة، احتجاجاً على الممارسات الشائنة الإرهابية المفجعة التي تمارسها مجموعات الإسلام السياسي في أي قؤية أو مدينة تحل بها في المنطقة، و تفرض عليها السيطرة و لو لبضعة أيام أو بضع ساعات!!! ممارسات لا يشبهها سوى ما فعله المغول و التتار حين احتاجوا أجزاء واسعة من الأرض العربية، بل أشد هولاً و فتكاً، و لتتذكروا ماذا تفعل جبهة النصرة في سوريا، و ماذا فعلت جماعات الأخوان المسلمين و كرداسة و سيناء شماله و جنوبها و في محافظة المنيا و الفيوم، حرق لكنائس و الأوبرا و المدارس و البيوت، و تمثيل بالجثث بعد قتلها، و إحلال الخراب بدلاً من العمار!!! و هذا ما شاهده العراق في الفلوجة من قبل الذي دفع العشائر العربية لتشكيل ثوابت الصحوة للدفاع عن آخر ما تبقى!!! و هذا يذكرنا أيضاً بموجات الإرهاب قي بداية التسعينات في مصر، و في الجزائر و في الصومال!!! بل إنه ليس هناك قطر عربي من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب إلا و ضربته بقسوة و حقد و كراهية بشعة يد الإرهاب الذي تقوم به مجموعات الإسلام السياسي، و لعل الأحداث التي جرت في مصر في الأيام الأخيرة تؤكد أن هذا الإسلام السياسي له ثأر أسود مع ذكرى إنتصار السادس من أكتوبر، و هو الانتصار المبهر الذي تحقق للشعب المصري و الأمة العربي في عصورها الحديثة.

بعد هذا كله:

لماذا لا يصدقون زرقاء اليمامة، حين تقول لكم تيقظوا فإن الأعداء قادمون، يختبؤن تحت أفرع الشجر، و يرتدون فراء الخراف تمويها، و يرفعون المصاحف على نصل خناجرهم، و يتمسحون بالإسلام على عكس ما يبطنون!!!

زرقاء اليمامة ليست أسطورة من نسج الخيال بل هي حقيقة قاطعة ساطعة تدلكم على فواجعكم، زرقاء اليمامة ليست كاهنة ترجم بالغيب، بل هي بعض حكامكم الذين أنذروكم، و هي المفكرين و الكتاب و المثقفين الذين عرضوا عليكم خرائط التقسيم الجديدة التي أعدت للمنطقة، تفتيت هذه الأمة المفتتة اصلاً إلى ما هو أصغر و أكثر عداوة، خرائط وقع عليها أصحابها بأسمائهم دون خوف أو خجل!!! فلماذا لا تصدقون ما يقال، و لا تقرأون ما يكتب، و تهتمون بما يحدث واقعاً على الأرض؟؟؟

و نعو إلى الفاجعة "أعزاز" المحررة كما يقول المدعون، و إطلاق الرصاص على مظاهرتها، ماذا تقولون، و كيف تتخلصون من أحقاد التتار حين يجتاحونكم؟؟؟ و أي شيء يبقى لكم من الحياة و الأمن إن سيطر عليكم التكفيريين ليمضغوا أكبادكم و قلوبكم بأسنانهم الكافرة المتوحشة، و يستبيحوا نساءكم تحت اجتهادات فقهية شاذة، و يحكمون بينكم إسلاماً ليس هو إسلامكم الحنيف، و يقيمون فيكم شرعاً ليس هو شرع الله؟؟؟

صدقوا زرقاء اليمامة حين تقول لكم، أن مجموعات الإسلام السياسي في ذروة حقدها الآن، و في ذروة عطشها لدمائكم، إنها غاضبة إلى حد الجنون، فقد عقدت حلفاً مع الأعداء، بأن تأتي طائراتها و تقتلكم، و لكن الحسابات تغيرت، و الأحلاف تمزقت، و صفقات الشر انكشفت، و بدل أن يراجع الإسلام السياسي نفسه و يرتدع عن أخطاءه، فإنه يمعن في شهوة الدم، و يوغل في طريق الندامة، فإنتبهوا، و لا تغفل أعينكم لحظة واحدة.

[email protected]

[email protected]