إيران قوة تصعد فهل العرب في وارد النهوض؟
تاريخ النشر : 2013-12-11 11:07

يعاد ترتيب الأوراق في المنطقة العربية على ضوء ما حصل من اتفاق نووي مع إيران، وتنشط الدبلوماسية الإيرانية بمد الخيوط عامة ومع دول الخليج العربي خاصة، وما يتضمنه الحراك الإيراني من تطمينات للمنطقة كما كانت تصريحات الوزير الإيراني محمد جواد ظريف في دولتي الإمارات والكويت، حيث قال في دولة الكويت إن بلاده "لن تقوم بخطوات على حسابهم" أي على حساب دول الخليج العربية ، ووصف الوزير ظريف السعودية بأنها "دولة مهمة ومؤثرة" وإن كان موعد زيارتها "لم يتحدد بعد."

ربما في ذلك الحراك ما دعا دول الخليج للإقدام خطوة للأمام عبر مد الجسور مع إيران فيما حصل من لقاءات جادة، وأيضا كما جاء على لسان تركي الفيصل رئيس مجلس أمناء مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالمملكة العربية السعودية، الذي قال في مؤتمر المنامة الأمني كلاما هاما حيث أكد أن "إيران تقع على الخليج، وأي مجهود عسكري أو غيره سيؤثر علينا كلنا بشكل مباشر"، معرباً عن دعمه للاستخدام النووي من قبل طهران في المجالات السلمية، قائلاً إن المملكة العربية السعودية تسعى أيضاً إلى الاستخدام السلمي للطاقة النووية، مشيراً في الصدد إلى خطوات دولة الإمارات العربية المتحدة والتي بادرت في الولوج إلى هذا المجال.

وفيما تسعى قطر بوضوح لطلب المشاركة في مباحثات النووي الإيراني حيث قال وزير الخارجية القطري خالد العطية في مقابلة مع رويترز (إن من حق دول مجلس التعاون الخليجي الست أن يكون لها مكان على طاولة المفاوضات كشركاء أساسيين في الاستقرار الإقليمي).

كل ذلك يأتي برأينا في إطار تفاعل بروز القوة الإيرانية في المنطقة مع تخوف خليجي من الفرقة وتضاؤل الدور الإمريكي، وفي ظل دعوات عربية خليجية رصينة تدعو للتكامل في نطاق التعاهدية (=الكونفدرالية) التي نعتقد أنها ستكون حتما في صالح دول الخليج وشعوبنا العربية.

أما على الصعيد الايراني- الاسرائيلي ودعوة بيرز الماكرة للرئيس الايراني روحاني للقاء فانها ليس ذات أثر باعتقادي في النهج الايراني، وعلى الضفة الأخرى يدافع الرئيس أوباما عن الإتفاق مع إيران في مقابل النفور الاسرائيلي من سياساته حيث تقول واشنطن حسب "رويترز" (إن الاتفاق سيتيح للمجتمع الدولي وقتا للتحقق من مدى جدية طهران في الحد من طموحاتها النووية مقابل تخفيف بعض العقوبات التي عصفت باقتصادها.) مضيفة أنه من جانبها (ترى (إسرائيل) أن أي تخفيف للعقوبات يمثل هدية خطيرة تقدم لبلد يشكل تهديدا على وجودها ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتفاق المبرم في جنيف بأنه "خطأ تاريخي)

وفي السياق إن لم ينجح الاتفاق مع إيران فان الرئيس أوباما الذي داعب نتنياهو بالقول "بيبي" لم يلغي الخيار العسكري ولكن قال أن الفرصة يجب أن تؤخذ، حيث قال الرئيس أوباما في منتدى سابان نصا: "إذا لم نستطع الوصول إلى وضع نهائي شامل يرضينا ويرضي المجتمع الدولي... سيكون الضغط الذي مارسناه عليهم والخيارات التي أوضحت أن بإمكاني اللجوء إليها بما فيها الخيار العسكري هي الخطوة التي سننظر فيها ونعد لها."

وذكر أوباما أن من غير الواقعي اعتقاد أن إيران ستوقف برنامجها النووي وتفككه بالكامل إذا استمر تشديد نظام العقوبات الناجح ولم يتم إعطاء المحادثات فرصة للنجاح.

ان الحراك العربي مع الإيراني وتقاطع الملفات مع الأمريكي والإسرائيلي الفلسطيني عبر عنه بوضوح تركي الفيصل الذي قال: (أن إيران "أشاحت بابتسامة" للمنطقة خلال الفترة الأخيرة، غير أننا لا نريد منها التدخل في الشؤون العربية والممتد من "مملكة البحرين إلى فلسطين")

مؤكداً بحذر لا يلغي الرغبة في مد الجسور أن هذه الابتسامة "في إشارة إلى محاولة طهران تغيير سياستها ونهجها في المنطقة" لن تؤخذ مأخذ الجد، حيث نريد أن نرى خطوات عملية على أرض الواقع.

فيما نوه في سياق الفكر العروبي الشمولي بأن الأمن في المنطقة يتأثر كذلك بالقضية الفلسطينية رغم مجهودات وزير الخارجية الأميركي جون كيري في دفع عملية السلام من خلال برنامج يمتد لمدة 9 شهور مضى منها ثلاثة أشهر .

إن التحالفات في المنطقة في حالة إعادة ترتيب إقليمي واضح، وتطال التغييرات المنطقة العربية كاملة وما حولها خاصة تركيا وإيران، إذ تتضاءل الهيمنة الإسرائيلية في ظل البروز للمحور العربي المصري السعودي الخليجي، وفي ظل إمكانية التكاتف الخليجي، وفي قوة إيران إن تماهت مع مكافئها العربي ما قد يصب في صالح المسار الفلسطيني، أم سننتظر طويلا؟