ماذا بعد ؟
تاريخ النشر : 2013-12-11 11:04

يعود اليوم الاربعاء جون كيري وزير الخارجية الأمريكية لجولة مكوكية جديدة تعد التاسعة من نوعها بين الفلسطينيون والإسرائيليون لطرح حلول جديدة في فترة زمنية قصيرة .

فوزير الخارجية الأمريكي أصبح دوامه شبه اليومي طرفنا كفلسطينيين وطرف الإسرائيليين أكثر من دوامه في مكتبة الخاص بواشنطن مما يشير على التحول في الاهتمام بالقضية الفلسطينية في هذا الوقت تحديداً لدى إدارة الرئيس أوباما أكثر من أي وقت مضى فهل سيحمل كيري الجديد في جعبته أم سيهدد الطرف الفلسطيني بعقوبات قادمة إذا ما بقي متمترساً عند مواقفه ؟

وما دور الشارع الفلسطيني و باقي الفصائل ؟

اعتقد انه من الضروري جداً رفع الأصوات التي ترفض الضغوطات الأمريكية أو الرضوخ لها من قبل المفاوض الفلسطيني لأننا في مرحلة مقاومة سياسية دبلوماسية شرسة جداً ويقع على عاتق الجميع مسؤولية في تحقيق ما نود تحقيقه كفلسطينيين في إقامة دولتنا حقيقتاً وواقعاً وليس كلاماً وسراب .

لهذا لابد من الضغط في هذا الاتجاه دون التجريح بالفريق المفاوض الفلسطيني بشخوصه فالانتقاد البناء يدعم صمود الفريق التفاوضي لتحقيق المطالب المتعارف عليها من ثوابت وضعت كخطوط رئيسية لنا كفلسطينيين , التي لا يستطيع التنازل عليها من أي احد كاإن من كان لا سيادة الرئيس أبو مازن ولا غيره من القيادات.

فالثقة بالنفس مطلب قوي جداً في هكذا مرحلة والتي تعد بالمفصلية في تاريخ التفاوض , لهذا يجب تكثيف الجهود والتعاون من خلال تبادل الأدوار بين الكل الفلسطيني لكبح جماح الضغوطات الإمروإسرائيلية وإحباط كل محاولات التحايل والضغوطات السياسية لفرض حلول تناسبهم ولا تناسبنا .

الأمر بحاجة لعمل جاد فلهذا أدعو الجميع قيادة فصائل وحركات وشعباً للاصطفاف صفاً واحداً في خندق المقاومة السياسية التفاوضية واستخدام القوة الناعمة بكل أشكالها وليكن الوقود لها تحقيق المصالحة الشاملة والكاملة دون الدخول في تفاصيل صغيرة تبعدنا عن الجوهر الرئيس . فأرجوا عدم الاستهتار من قبل احد في هذه المرحلة الحساسة وما سوف ينعكس علينا كفلسطينيين , الحياة فرص وأثمن شيء بالكون الوقت لأننا لا نستطيع إيقاف آلته أو إعادته للخلف ولا نستطيع شراء الوقت بأثمن ما نملك على الأرض , فلنلتقط الفرصة المتاحة لنا من كثرة الاهتمام بقضيتنا حالياً , ولنبتعد عن السلبية والوقوف على الحياد والانتقاض فقط لقبولنا بالتفاوض دون العمل الجاد للوصول للنجاح من اقصر الطرق . فالمنطقة الشرق أوسطية تشهد مرحلة مخاض عسير لخروج نظام إقليمي جديد لم تعرف معالمه بعد ولا ينصح إقدام أي طرف فلسطيني كان من دفع الإسرائيليين لخوض حروب جديدة معنا يحصد منها ما ينال ولاسيما أن العرب منغرسين في مشاكلهم الداخلية , وبالمقابل إن إسرائيل تبحث عن حرب إقليمية تخرجها من الضغوطات التي تتعرض لها من مقاطعة منتجات لمستوطناتها المقامة بالضفة الغربية ومنع تداولها في السوق الأوروبية , وصولاً منها لإتعاظها الشديد من الاتفاق الإمرو أوروبي مع إيران . فإسرائيل بحاجة لخلط الورق من جديد في المنطقة لترتبه بطريقتها .