الوطن "المصرية " تحاور حسن عصفور عن هموم الوطن والعروبة
تاريخ النشر : 2013-10-08 20:28

أمد/ القاهرة : قال حسن عصفور، وزير المفاوضات الأسبق بالسلطة الفلسطينية، إن هناك مخططاً إسرائيلياً الهدف منه إقامة دولة «تقاسم جغرافى» وجعل غزة «إمارةً مستقلةً» تمتد إلى سيناء، مشيراً إلى أن المؤامرة على دور مصر فى ملف «المصالحة الفلسطينية» أكبر من المؤامرة على بقاء الانقسام الفلسطينى، وأن هناك دولاً عربية وغربية تسعى لعرقلة الرعاية المصرية لهذا الملف من أجل القضاء على أى محاولات مصرية للعب دور فى المنطقة، وأن القاهرة أصبح «ممنوعاً عليها» أن تلعب أى دور فاعل فى القضيتين الفلسطينية والسورية.

الرئيس المصرى ذهب إلى إيران وروسيا والبرازيل والصين ودول أوروبية «دون أجندة»

وكشف «عصفور» لـ«الوطن» عن تفاصيل «المؤامرة» ضد الدور الإقليمى لمصر، والمخططات الإسرائيلية لتوطين سكان غزة فى سيناء، لافتاً إلى أن مصر اكتشفت أن مؤامرة «حلفائها» على دورها الإقليمى أكبر بكثير مما كانت تتوقّع، فيما لا يدرك الرئيس محمد مرسى حجم وطبيعة هذا الدور، خصوصاً أن الأخير ذهب إلى إيران وروسيا والبرازيل والصين ودول أوروبية «دون أجندة».. وإلى نص الحوار:

* أدانت «حماس» مؤخراً «المفاوضات السرية» التى جمعت ياسر عبدربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لـ«منظمة التحرير»، وبنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، فى نهاية عام 2010 وبداية 2011.. فما قولكم؟

- هذا كان مجرد لقاء وليس مفاوضات، وحدث اللقاء كـ«جس نبض» ولم تخرج عنه نتيجة، لذلك فالحديث عنه الآن لا قيمة له، ولولا أن الصحفى الإسرائيلى كشفه لما كان أحد توقّف أمامه، لأنه بلا قيمة سياسية، كما أن إدانة «حماس» له بلا قيمة أيضاً، ووفق ذلك فإن ياسر عبدربه ليس عضواً بحركة «فتح»، ولذلك لا تتحمّل الحركة وزر هذا اللقاء، هو عضو بمنظمة التحرير الفلسطينية، وهى من حيث المبدأ لديها اتصالات مع إسرائيل والرئيس عباس أبومازن التقى شيمون بيريز أكثر من مرة، وكذلك صائب عريقات.

* إذا كان هذا اللقاء «عادياً» كما تقول، فلماذا لم يكن معلناً وقت حدوثه؟

- اللقاء جاء بعد وصول «نتنياهو» إلى السلطة، وكان نوعاً من «جس النبض» كما أسلفت، وهذا يحدث أحياناً فى السياسة، ولذلك فإن نشره والكلام عليه الآن هو نوع من «الشوشرة» الإعلامية، لاسيما أن ذلك تزامن مع استئناف جولات ملف المصالحة الفلسطينية.

وهذا اللقاء يفضح «نتنياهو» فى الداخل الإسرائيلى، لأنه لا يعترف بوجود عملية سلام أو طرف فلسطينى للتفاوض معه، وهو يرى أن المفاوضات ما هى إلا وسيلة لتمرير ألعابه السياسية، كما أنه غير مؤمن بعملية السلام من الأساس، ولا يرى أن هناك شريكاً فلسطينياً، ولا حقوق سياسية للشعب الفلسطينى، وهو رجل يفتخر بأنه من دمر «اتفاق» أوسلو الذى يُعد الأساس السياسى للمفاوضات والاتفاقيات بيننا وبين إسرائيل.

وأعتقد أن إدانة «حماس» للقاء فى حد ذاتها جاءت لأن هناك فصائل مهمتها أن تدين ما تقوم به الفصائل الأخرى، وأنا تحدثت مع «عبدربه» واستنكرت إعلانه اللقاء، فقال إن الصحفى الإسرائيلى الذى كشف عن اللقاء كان هدفه إظهار «نتنياهو» كرجل كاذب ويلتقى الفلسطينيين سراً.

* وكيف ترى ما تسرّب حول مسألة تبادل الأراضى خلال لقاء الوفد العربى فى الولايات المتحدة مع جون كيرى؟ وهل يشمل ذلك تنفيذ مخطط إعادة «التوطين»؟

- هناك مخطط إسرائيلى الهدف منه إقامة دولة «تقاسم جغرافى» وجعل غزة إمارة مستقلة بعيداً عن القضية الفلسطينية، يشمل هذا المخطط تبادل بعض الأراضى مع الضفة مقابل الأراضى التى أقيمت عليها المستوطنات، وهذه الدولة ستكون داخل الجدار العازل على مساحة 60% من الضفة، بعيداً عن القدس.

القاهرة أصبح «ممنوعاً عليها» أن تلعب أى دور فاعل فى القضيتين الفلسطينية والسورية

والحقيقة أن سيناء ليست بعيدة عن هذه المخططات الإسرائيلية، فمنذ الخمسينات من القرن الماضى وإسرائيل تطرح توطين الفلسطينيين فى سيناء، وفى البداية لم يرفض «عبدالناصر» الفكرة، لكن الفلسطينيين هم من رفضوا التوطين، وظهر الشعار الشهير «لا توطين ولا إسكان ولا لعملاء الأمريكان»، غير أن الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان إلى ذلك بكل السُّبل، وعندما بدأ «السادات» فى التفاوض بعد حرب أكتوبر 1973 كان هناك حديث عن امتداد قطاع غزة حتى العريش فى شمال سيناء، فكاد «السادات» يقبل ثم تراجع عن هذا الموضوع فى نهاية المطاف.

وإسرائيل حتى هذه اللحظة تدعو إلى ضرورة «تمديد» قطاع غزة إلى سيناء، وأعتقد أن الحديث عن تدهور الوضع الأمنى فى سيناء يساعد على تمرير مثل هذا المشروع، فضلاً عن فتح معبر رفح بشكل كامل، وكذلك الحديث عن بناء مناطق صناعية حرة بين غزة وسيناء يساعد على التوطين، لأن عشرات الآلاف من الفلسطينيين بطبيعة الحال سيعملون فى هذه المناطق ويستوطنون بها بشكل تلقائى، لأنه من غير المعقول أن يعودوا إلى غزة بعد انتهاء عملهم كل يوم، ولذلك أنا قلت لبعض أعضاء حركة «حماس» صراحة: «لا ترتكبوا حماقة بالضغط على مصر لإقامة منطقة حرة بين غزة وسيناء»، ولكن هذا هو المخطط الذى يسير بشكل تدريجى.

* هل ما يحدث فى المنطقة هو «إعادة بناء» للمنطقة أو تحقيق لمشروع الشرق الأوسط الكبير.. وكيف ترى وضع مصر فى ظل هذه الخريطة الجديدة؟

- هناك فقط ملامح تغيير، وليس تغييراً حقيقياً ونهائياً، والصورة النهائية لهذا التغيير ستكون أكثر تعقيداً مما يعتقده البعض، وأعتقد أن من يتصوّرون أن هذا هو ربيع «الإخوان» أو عقد الإخوان، فقد تسرعوا كثيراً، وأرى أن مصر اكتشفت أن المؤامرة على دورها الإقليمى أكبر بكثير مما كانت تتوقع، والمؤامرة من «حلفائها» أو من تتصوّر أنهم حلفاؤها.

الناس تتصور أن وجود الرئيس محمد مرسى أو «الإخوان» على رأس السلطة فى مصر من شأنه أن يعزّز التعاون بين مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة، لكنهم لا يعلمون أن هذه القوى متآمرة على مصر ليكون لها دور محدود جداً، يقلم أظافرها فى عناصر دورها الأساسية، فمصر أصبح «ممنوعاً عليها» أن تلعب أى دور فاعل فى القضية الفلسطينية أو الوضع فى سوريا، وحتى فى العمق الاستراتيجى المصرى نجد أن تركيا انطلقت إلى أفريقيا، بينما مصر مقيّدة، مع الأخذ فى الاعتبار أن تركيا لم يكن لديها تاريخياً أى طموحات أفريقية، ولكن الآن تركيا تملأ الفراغ الناتج عن غياب دور مصر الإقليمى، أما قطر فهى تتلاعب ببعض الملفات الإقليمية التى كانت سابقاً فى يد مصر التى «تُرك» لها فقط زاوية العلاقة بأمن إسرائيل فى غزة، بعيداً عن مجمل وجوهر القضية الفلسطينية، وحتى فيما يخص ملف المصالحة الوطنية (الفلسطينية)، فأعتقد أن هناك دولاً ستمنع مصر من إتمام هذه المصالحة، لأن إتمامها سيُعطى مصر دفعة لعودة دورها المحورى فى القضية الفلسطينية.

* ما هذه الدول التى ليس من مصلحتها إتمام مصر لملف المصالحة الفلسطينية؟

- أعتقد أن المؤامرة على دور مصر فى ملف المصالحة الفلسطينية أكبر من المؤامرة على بقاء الانقسام الفلسطينى، وأمريكا وقطر ضد أن تقوم مصر بأى دور إقليمى فى أى قضية، على الرغم مما يبدو من أن للدوحة علاقات وثيقة بالقاهرة من الناحية الشكلية، ولكن من الناحية الجوهرية أعتقد أن قطر وتركيا ليس من مصلحتهما عودة مصر إلى دورها الإقليمى، بـ«الإخوان» أو من دونهم، فمصر ممنوع أن تعود، ويجب أن تبقى مرتبكة، لذلك فأنا أؤكد على وجود هذه المؤامرة على «مصر الدور» و«مصر المهمة» و«مصر الوظيفة»، فهى ممنوع أن تعود إلى دورها، بل مطلوب أن ترتد وتظل مرتبكة ومنشغلة بوضعها الداخلى، عبر إشعال ملفات جديدة، بما فى ذلك الوضع الطائفى فى الداخل والوضع الأمنى فى سيناء، والوضع فى السودان، وكل هذا يُضعف ويعوّق أى انطلاقة لدور مصر الإقليمى.

وهذا يفتح المجال أمام تركيا، الدولة الصاعدة فى حلف «الناتو»، لذلك كان الرئيس الأمريكى باراك أوباما معنياً جداً بإتمام صفقة التصالح بين تركيا وإسرائيل من خلال الاعتذار الإسرائيلى عن ضحايا السفينة التركية «مافى مرمرة»، والترتيب لتعويض أسر الضحايا.

* وهل استفادت إسرائيل من وصول الإخوان إلى السلطة فى مصر، كما يقول البعض؟

- إسرائيل مرتاحة الآن من أى أعباء عليها، وتعيش «العصر الذهبى» للصهيونية برعاية «الإخوان»، ولأول مرة توقّع «حماس» اتفاقاً مع إسرائيل بعد العدوان الأخير على غزة، والاتفاقية التى وقعتها أسميها «اتفاقية العار»، لأنها قدّمت تنازلت كبيرة لم يجرؤ أى من المفاوضين الفلسطينيين على الإقدام عليها فى اتفاقيات سابقة، فمن الناحية السياسية لم يجر الحديث عن أى نوع من رفع الحصار، والمنطقة الأمنية العازلة الحدودية ظلت كما هى موجودة، على الرغم من أنها من المفترض أن تزول نهائياً.

أما بخصوص «منطقة السماح» فى البحر، فنحن بموجب ما جاء فى اتفاق أوسلو لدينا 9 أميال سيادة بحرية و30 ميلاً اقتصادياً، لكن «حماس» اتفقت مع إسرائيل على 6 أميال فقط اقتصادية بدلاً من 30، و3 أميال فقط بدلاً من 9 سيادية، كما أنه لأول مرة يتم توقيع اتفاقية تعتبر أن المقاومة من قطاع غزة «أعمال عدائية».

خطبة «القرضاوى» بمسجد مجاور للقواعد الأمريكية فى قطر كانت «كلمة السر» لقصف الطائرات الإسرائيلية لسوريا

ولكن القاهرة لا يجب عليها إطلاقاً أن تتعامل مع قطاع غزة بشكل منعزل عن فلسطين، وإلا تنتهى مصر، وهذا هو بالتحديد ما يُراد لها، وبعض الدول تريد أن تحصر مصر فقط بهمّ قطاع غزة، وتفرّغ دورها فى القضية الفلسطينية، بما يعنى تحقيق المشروع التاريخى الصهيونى بالتوطين فى سيناء، وهو مشروع إسرائيلى لا يزال مطروحاً يشمل توطين سكان غزة فى سيناء، و«التبادل الجغرافى» بين إسرائيل ومصر والأردن وفلسطين، ومصر كانت تقف أمام هذا المشروع منذ عهد «السادات»، لكن الآن هناك محاولات لدفعها لأن «تبتلع طعم» رعاية غزة عن طريق الحديث دفع جزء من «حماس» للضغط على «الإخوان» فى مصر فى هذا الاتجاه، وهذا يدل على أن «الإخوان» وبعض أعضاء «حماس» لديهم التباس وعدم فهم لأبعاد الأمن القومى المصرى، كما يدل على أن هناك طرفاً أمريكياً - عربياً يريد أن يحصر دور مصر فى قطاع غزة، وفى تقديرى أن مصر إذا وقعت فى هذا الفخ.. انتهت.

* كيف ترى السياسة الخارجية للرئيس محمد مرسى؟

- الرئاسة المصرية تقدّم ملامح دون رؤية، فقد ذهب الرئيس إلى إيران وروسيا والبرازيل والصين ودول أوروبية دون أجندة وإنجاز واضح. وفى الملف السورى، طرحت مصر «المبادرة الرباعية» ثم أفرغوها من محتواها، فوجدنا وزير الخارجية السعودى يمتنع عن الحضور بسبب وجود إيران والنظام السورى داخل المبادرة، ثم جاء الرئيس المصرى محمد مرسى خلال زيارته إلى البرازيل بمزيد من التحيُّز للمحور الروسى - الإيرانى، وهذا يدل على عدم وجود رؤية، هناك تحرُّكات وزيارات، ولكن ليس هناك انطلاقة حقيقية لسياسة خارجية واضحة وذات معالم محدّدة ورؤية شاملة. الرئيس «مرسى» يطرح مبادرات ثم «يفرمل». فى سوريا طرح حلاً، لكنه وجد أن قطر والسعودية وتركيا والولايات المتحدة ضده، وبالتالى هو مقيّد.

* لكن الكثيرين يرون أن الأوضاع الداخلية هى التى تعرقل تبلور رؤية ناجحة للسياسة الخارجية المصرية بعد الثورة؟

- إذا كانت هذه المقولة صحيحة، فكيف نجح الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى بناء أكبر دور خارجى لمصر فى تاريخها الحديث على الرغم من أن الأوضاع الداخلية والضغوط الخارجية آنذاك كانت أسوأ من ذلك، ومع أن «عبدالناصر» كان وضعه أكثر صعوبة من الآن فى كل النواحى، فإنه تعامل بكرامة ووطنية ورؤية سياسية، لم يكن ملتبساً أو مرتبكاً، وكان «عارف شو بده» عندما تحرك فى المحيط العربى، وعندما ذهب إلى عدم الانحياز، وعندما بنى علاقة مع الاتحاد السوفيتى. ولا أعلم هل الرئيس «مرسى» ورث كراهية «الإخوان» لـ«عبدالناصر» أم أنه «سيكمل طريق ناصر» كما قال فى عيد العمال.

وأعتقد أن «الإخوان» ليس لديهم رؤية سياسية لمصر الدولة، لكن الرئاسة تحاول أن تكوّن رؤية سياسية خاصة بها لكنها تتراجع مجدداً، وهى لم تمتلك بعد تلك الرؤية. وعلى الرئيس «مرسى» أن يدرك أن الدور المصرى الإقليمى أكثر تعقيداً من المشكلات الداخلية التى تمر بها بلاده.

* كيف ترى الوضع الآن فى سوريا؟ وكيف يمكن أن يصل إلى نهايته فى ضوء الهجوم الإسرائيلى الأخير على دمشق؟

- الناس كانت تظن أن سوريا مثل ليبيا يمكن أن تتدخل فيها الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية لحسم الملف، ولكن روسيا وإيران و«حزب الله» وضعوا أمام ذلك خطاً أحمر، لأن نظام «القذافى» لم يجعل هناك إمكانية للدفاع عنه من أىّ طرف دولى، لكن الموقف فى سوريا كشف عن الدول التى تريد تدعيم «محور التدمير»، وهذا التدمير نراه الآن فى أنه لا توجد دولة عربية واحدة مستقرة، وهذا المحور يشمل الولايات المتحدة وبعض دول الخليج، بالإضافة إلى تركيا.

وأنا أرى أن التحالف الروسى - السورى أقوى الآن مما كان، والولايات المتحدة والقوى المؤيدة لموقفها من سوريا تسعى إلى تقوية المعارضة حتى تصبح «متساوية» مع النظام فى القوة من أجل الحوار، ولا أعتقد أن بشار الأسد هو الهدف، الهدف هو تدمير سوريا، وزرع مكوّنات طائفية لمصلحة إسرائيل ومشروعها، كما حدث فى العراق، عندما قالوا إن صدام حسين مستبد، فدمّروا العراق واحتلوه، ولكن الهدف هو أن تصبح صورة الاستبداد أسوأ من الاستعمار لدى العقل العربى، وتخيّل أن العراق بكل موارده بعد 10 سنوات من احتلاله لم تقم له قائمه، فكيف سيكون الوضع بعد دمار سوريا محدودة الموارد؟

* كيف ترى الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة على بعض الأهداف السورية؟

- هذا اختبار لرد الفعل الروسى، وليس لرد الفعل السورى، خصوصاً بعد قرار روسيا إمداد سوريا بصواريخ متطوّرة، وانخراط «حزب الله» بوضوح وعلانية فى دعم النظام السورى.

وأرى أن فرحة بعض فصائل المعارضة السورية المسلحة بهذه الاعتداءات تمثل «خيانة عظمى»، وقبل أيام فقط، خرج الدكتور يوسف القرضاوى، رئيس ما يُسمى «اتحاد علماء المسلمين» الذى يُستخدم منذ الأحداث العربية الأخيرة لتمرير مخطط الفتنة السياسية الكبرى، خرج «القرضاوى» قبل أيام وفى صلاة الجمعة بمسجد مجاور للقواعد الأمريكية فى قطر، يدعو أمريكا ويستنجد بها كى تخلّص «الأمة» من «الأسد» ونظامه، وكأن الخطبة هذه كانت كلمة السر لانطلاق الحرب الإسرائيلية على سوريا فى مظهر ضربات جوية ضد أهداف استراتيجية.

* هناك إذن محاولات لإدخال المنطقة فى صراع طائفى عبر إطالة أمد الأزمة السورية؟

- بكل تأكيد، فتأجيج الصراع الطائفى فى المنطقة العربية بدأ منذ الخمسينات، خصوصاً أن المنطقة ليس لديها نزعة قومية متطرفة، لكن لديها تعصباً دينياً طاغياً. وأنا ضد أن تتعامل القوى الإسلامية الصاعدة حالياً مع إيران على أنها دولة شيعية، يجب التعامل معها سياسياً لا طائفياً، لأننا لو انزلقنا إلى مقولات الصراع السنى - الشيعى، سوف نحقق المخطط الأمريكى - الصهيونى.