المؤسسات الشبابية أين وإلى أين
تاريخ النشر : 2013-12-09 19:26

لماذا لا تفكر المؤسسات الشبابية خارج صندوق المشاريع الشبابية الحالية والتقليدية التي اهترأت كما اهترأ النازع الوطني داخل الشباب، يجب أن تفكر الجمعيات والمؤسسات الشبابية بالعمل بطريقة تناسب الوضع الحالي النفسي والاجتماعي والاقتصادي، فلا تظهر الشباب على أنهم مجموعة من الجياع الذين يبحثون عن وظائف ولا تصورهم على أنهم فدائيون ومتطوعون مثاليون، ابتعدوا عن الأفكار التي لم تعد صالحة في ظل الاحتلال والأفكار التي تموت تحت نير الانقسام .

نريد أن نتحول من المحلي إلى العالمي، من الدائرة المفرغة إلى الكون المتسع ، لا تنظموا دورات تدريبية لا يستفيد منها غير المطاعم والفنادق والمدربون، لا تنفذوا مبادرات لا تأتي بنتائج إلا لصالح المواقع الإخبارية والمصورين ، لا تناقشوا مشروع قانون الشباب، ولا تأتوا بقرب مشاريع التشغيل المؤقت، ولا تبحثوا عن الأرقام والانجازات الورقية، وأعداد المستفيدين ونسبة تواجد الفتيات في أنشطتكم ، هذا كله هراء ولا علاقة له بالتنمية .

أنها التلهية يا سياد ، يغرقنا الممولون في قضية الأرقام والانجازات الورقية والصور الفوتوغرافية والأفلام التي توثق قصص نجاح ما كانت لتكون كذلك لولا أنها كتبت على ورق، إنها قصص من ورق ، يلهينا الممولون بالأرقام والمؤشرات فننسى ما نحن بحاجة إليه حقاً، ماذا يريد الشباب، وماذا يريد مجتمعهم منهم فترة شبابهم وفترة عطائهم وفترة كبرهم .

ننسى أن أمامنا مصائب وكوارث على الطريق لن يحلها عشرات آلاف المتدربون ولا آلاف المبادرات ولن تحلها غفلتنا عن مستقبل مظلم .

أسسوا لشيء أبعد وأعمق، فالأخلاق تتراجع والضمائر تموت، أسسوا لفكرة تقدمي تحرري ثوري ثقافي عميق وحقيقي لا يقوم على الفردية والعنترية والسطحية وردود الأفعال ، نريد فكراً مستنيراً يسطر لنا مستقبل أفضل، ويعيد الروح الوطنية والانتماء لهذه الأرض على أنه الأساس لكل نجاح، نريد فكراً يقاوم بطريقة مختلفة، نريد أن يكون حلم الوطن هو الحلم الأهم وليس حلم الهجرة .

رجال الدين خذلونا، ورجال السياسة يتلاعبون بنا، والمؤسسات الرسمية تأخذنا للزينة أو للمظهر، والقطاع الخاص يستخدمنا صوراً لا أكثر ومؤسسات المجتمع المدني لم تقدم لنا كشباب ما يمكن أن نلمسه .

 

هذه الدعوة يمكن أن ننفذها لو قررنا أن نفكر من أعلى إلى أسفل، نقلب الأولويات ونرمي بوثائق تحديد الاحتجاجات إلى القمامة، هذه الوثائق التي يعدها مستشارون همهم الأول والأخير هو وصول مستحقاتهم المالية لحساباتهم البنكية .

نريد أن نرى طرائقاً جديداً في العمل المجتمعي، نهجاً مبنياً على المشاركة الحقيقية المشاركة التي لا يجدها الشباب في بيته ولا في مدرسته ولا في جامعته ولا في المسجد ولا في الحكومة ولا في برلمان ، فلماذا لا يجدها بصدق في بعض مؤسسات المجتمع المدني التي تصف نفسها بالشبابية، وهي أكثر قدرة من غيرها أن تغير من نهجها ومن طريقتها في العمل لطبيعة بينتها التحولية المرنة .

شبابنا تلهيه الشيشة وأنواع المكياج، ويضيع وقته على المسلسلات والمباريات ، يضيع وقته في قتل مستقبله بالمناكفات السياسية وسطحيات الأمور، شبابنا تشغل باله الهجرة وتسكن قلبه الدولارات والسيارات الحديثة، يقارن كيف يعيش العالم وكيف يعيش هو، فيدخل في حالة انفصال وانفصام ورفض لواقع ولمجتمع أصبح هو غريباً عنه وأضحى هو في نظر المجتمع مختلف وشاذ وضائع وطائش .

 

فماذا أنتم فاعلون ؟