أبو النجا : كل الساحات عرفت أبو خليل وافي قائدا مؤسسا فارسا مغوارا
تاريخ النشر : 2013-12-09 14:24

أمد :  شيّع في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة عصر أمس الأحد 8/12/2013 الاثنين جثمان القائد المؤسس أحمد خليل وافي " أبو خليل" ، وتقدم مسيرة التشيع قيادات حركة فتح والقوى الوطنية والآلاف من الجماهير الفلسطينية .

وانطلقت جنازة القائد المؤسس من بيته بعد إلقاء نظرة الوداع عليه ، ومن ثم إلى مسجد أهل الكتاب والسنة في وسط المدينة لأداء صلاة الجنازة عليه .

وفي المقبرة غرب خان يونس ألقى القائد إبراهيم أبو النجا " أبو وائل" أمين سر الهيئة القيادية لحركة فتح في قطاع غزة، رفيق درب القائد المؤسس أبو خليل، كلمة مؤثرة، حيث ذكر مكانة ومواقف وتاريخ القائد المؤسس أبو خليل في حركة فتح وفي مسيرة الثورة الفلسطينية، ووصفه بأنه ممن أسسوا ثورتنا المجيدة، ووجه رسالة الوفاء والعهد إلى أبناء حركة فتح .

بدأ القيادي أبو النجا كلمته : "ليس سهلا عليَّ أن أكون في هذا الموقف، ماذا سأقول عن هذا الرجل أهو قائد أهو شهيد أو مؤسس أهو معلم أهو عبقري أهو فدائي أهو أب .. هو كل ذلك .. هو المعلم وهو من الذين أسسوا لهذه الحركة العظيمة .. افتتح أول مكتب وهو ورفيق دربه وكنا سويا ومسئولنا القائد الشهيد خليل الوزير أبو جهاد رحمه الله ، أوكلت له هذه المهمة مهمة القيادة لأنه قائد وفارس، وأوكلت له مهمة التنظيم لأنه عبقري يجيد فن صناعة القادة ."

وأضاف أبو النجا : "عرفته الجزائر أبان استقلالها .. أطلت فتح الثورة الفلسطينية وأطل الشعب لفلسطيني على شعبنا العربي الجزائري بهذا الرجل القائد الذي نقف اليوم في وداعه المهيب، ولسنا وحدنا نحن المعنيين بوداعه أو برثائه أو بتأبينه ولسنا الذين نشعر بفقدانه، فكل الساحات عرفته رجلا قائدا فارسا مغوارا في مقدمة الصفوف، وكل الساحات اليوم تودعه وتنعيه وترثيه وتؤبنه ."

وأكد أمين سر الهيئة القيادية : " لم يتوان لحظة وليس في حياته لحظة راحة على الإطلاق وليست له حياة خاصة حياته الثورة وأصدقائه وأحبائه الثوار والشهداء وأبنائه الأشبال والشبيبة، ودعنا الكثيرين ممن كانوا معه ولم يتخل عن وداع أي قائد أو شهيد رحمه الله، كان يبكي في داخله، كان يتألم من أعماقه على فقدان الرجال الرجال، كم بكى على الشهداء العظام أبو يوسف النجار وكمال عدوان وكمال ناصر، و لأن كمال عدوان رحمه الله قبل أن يستشهد كان عندنا في الجزائر وعقدنا معه جلسة وغادرنا وكان أن استشهد هناك في لبنان في 10/4/1973 ، وكما بكى أبو خليل رفيق دربه أبا جهاد وأبا إياد وبكى القائد الكبير كما بكيناه جميعا وبكاه شعبنا بكى ياسر عرفات ."

وبحزن شديد قال القيادي أبو النجا رفيق درب القائد المؤسس: " أبو خليل القائد، هذا الرجل صنع الرجال صنع قادة عسكريين كأول طليعة لقوات العاصفة، أول دورة ضباط في الجزائر وكانت مسبوقة بدورة عسكرية حضرناها وحضرها معنا بعض الأخوة المناضلين هنا وشقيقه الأخ مصطفى وافي كان من الدفعة الأولى من ضباط العاصفة وبيننا طيارون تخرجوا من كلية الطيران بالجزائر، و أشرفنا إلى جانبه في تخريجهم و بجانب القائد الشهيد العربي الكبير الرئيس هواري بومدين رحمه الله الرئيس الثالث للجزائر منذ التكوين والرئيس الثاني منذ الاستقلال."

وتابع : " أبو خليل عرفته ميادين العطاء كافة أبو خليل لا يوجد شخص لا يعرفه ولم يسمع عنه والذين لم يروه عرفوا عنه الكثير لأنه له باعا في النضال ليس سهلا حصره لأن له تاريخا أمانة في أعناقكم جميعا شيبا وشبابا وأطفالا وزهرات وشابات، أبو خليل مؤسس ليس كمن يخرج علينا اليوم ليقول هي لمن صدق وليس لمن سبق ، هذا كفر ، هذا كفر، ها هم السابقون و ها هو أبو خليل سابق وصادق، فلا تتنكروا لشهدائكم أبناء الفتح ها هو الرجل اقرؤُا تاريخه وتاريخ إخوانه ورفاقه لا تقللوا من قيمة أحد لا تقولوا بدءنا اليوم، منذ ستين عامنا هذا الرجل وهو يحفر في الصخور عَانى طُرِد لُحِق سُجِن اُعتِقِلَ عُذِّبَ جَاعَ جُوِّعَ ولكنه بقي فارسا متعملقا قائدا لم تنكسر له قامة ولم يلن له موقف هذه هي القيادة ها هم الرجال "

وأضاف : " بكل حزن وألم نودع رفيق الدرب ، له علينا حق سواء كنا حاضرين او كنا غائبين ألا ننساه وألا ننسى رفاقه وألا ننسى أسرته وهذا الشبل من هذا الأسد هذا هو خليل خليل ابن الخليل أبي خليل، كما عاهدنا ونعاهد والدك ابننا الكريم نحن اليوم نعاهدك ونعاهد والدك ونعاهد الشهداء كافة أن نبقى أوفياء لرسالتهم، و لأن كان ما زال بيننا من المؤسسين الأخ الرئيس محمود عباس أبو مازن، إلا أنكم كلكم قادة وهذه مسيرة طويلة لا يمكن لها أن تنطفئ شمعتها أو تخبوا جذوتها هي أمانة في أعانقكم نساء ورجالا هذه الحركة غير قابلة لا للضرب أو لا للقسمة ولا للطرح حركة موحدة، وأعلنت للعالم أن تحرير فلسطين لا يمكن الا أن يكون عبر ما أسسته ووضعته له حركة فتح طريق التحرير وطريق الحرية كثيرين لم ينفكوا يزايدوا علينا ونقول لهم اذهبوا فتعلموا، على الجميع أن يتعلم منا و من شهداؤنا ومن تاريخ هذا الرجل من لم يعجبه لن يفلح ولن ينجح هذا هو التاريخ الذي شقته حركة فتح شقه أبو جهاد وياسر عرفات وأبو إياد و أبو الهول وأبو صبري وأبوعلي إياد وأبو كرش وخالد الحسن وكل من جاء وسار على هذا الدرب الطويل، درب الثورة الفلسطينية المجيدة ."

وختم إبراهيم أبو النجا "أبو وائل" كلمته المؤثرة والحزينة: "بالأمس القريب ودعنا قائدا كبيرا الفريق عبد الرازق المجايدة وفي كل يوم نودع قادة ، كفاهم فخرا أن أبطال فلسطين الذين عاهدوهم يقفون اليوم يؤكدون على الوفاء لهم وكفانا فخرا أننا نشيع الشهداء، الشهداء القادة نحن نرفع رؤوسنا ونحن دائما نقول الفتحاويون موجودون في كل مكان، ومن هنا ومن فوق الأرض التي عشقها وناضل من أجل تحريرها القائد المؤسس الكبير أبو خليل نقول سوف نستمر في النضال حتى تحرير فلسطين وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتنا القدس ولكل من تشردوا وتغربوا ونزحوا ويعانون ويلات البعد عن الوطن والبحث عن الحرية، نعاهدكم كما نعاهد قائدنا أبو خليل أن حق العودة ثابت لن نحيد عنه قيد أنملة وأن تحرير أرضنا هدفنا الاستراتيجي وأن الاحتلال إلى زوال ولا تعايش مع الاستيطان والعهد هو العهد والقسم هو القسم .

يقول تعالى : " مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا "

إلى اللقاء أبا خليل، وانتم السابقون الصادقون ونحن هنا على العهد والقسم والوفاء حتى نلقى وجه الله الكريم . "