عيب ياقيادة!
تاريخ النشر : 2013-12-09 03:05

يعاني أسرانا المحررون دوماً مرارة الأمرين فحتي عند تحريرهم من قيود السجان وسجون العدو اللعين يخرجون إلى سجن فلسطيني أكبر مليئ بالهموم والعذابات والألم لدرجة أن بعضهم يتمني لو لم تُكسر هذه القيود القاتلة ، عندما يخرج إلى وطن أصبح لا يقدر قيمتهم ولا مكانتهم ولا ماقدموه من سنين العمر والنضال العظيم لأجل تحرر الوطن والشعب ، نعم البعض منهم يتمني ذلك لما لا ؟!!! وهم اليوم يفتقرون لتوفير أبسط مقومات العيش بحياة كريمة وحرة ، فهل يعقل الاستهتار في إجراء فحصوات شاملة لهم والكشف عن آثار التعذيب الذي تجرعوه وهم يقبعون تحت وطأة عذاب طويل وألام القيد والعزل في علب الموت الحجرية تحت سطوة عدو لا يرحم .

المحرر محمد أبو جاموس شاب يبلغ من العمر (34 عام ) تحرر من سجون العدو الإسرائيلي بعد أن مضي تسعة سنوات وأحد عشر شهراً من عمره ذاق فيها كل أشكال المعاناة ، ليجد نفسه من جديد ضحية القوانين والقرارات الباردة والمجحفة ، لذلك لم يجد أمامه سوى مواصلة النضال ليس ضد الاحتلال الغاشم بل ضد ظلم ذوي القربي ، وخرج ليعلن إضرابه المفتوح عن الطعام هو وزوجته وابنته الطفلة ( راما ) داخل سجن صغير من القضبان الحديدية أقامه لنفسه وعائلته الصغيرة وسط مدينة غزة، لمطالبة السلطة الفلسطينية بتفريغه وتوظيفه ضمن برامج استيعاب الأسرى المحررين أسوة بزملائه .

في الوقت الذي اصدر فيه الرئيس قراراً ألا يتم قبول تفريغ أي أسير إلا إذا كان قد أمضي عشرة سنوات وأكثر في السجون الإسرائيلية ومن أمضى أقل من ذلك لو يوم واحد لا يتم تعيينه ؟!!!ويبقي هنا السؤال الذي يعلق في حنجرة كل حر شريف هل من يمضي اقل من عشرة سنوات لا يعتبر مناضلاً أو أسيراً ضمن هذه الصيغة القاهرة التي حددها قرار الرئيس أبو مازن بحق هذه الشريحة المناضلة ؟!! لماذا تسقط حقوق الأسرى المحررين الذين يمضون زهرة شبابهم وربيع العمر داخل سجون العدو وشاءت الأقدار أن يتم تحريرهم بشهر واحد قبل أن يكملوا عشرة سنوات في الأسر ؟!!! فبأي حق يتم مصادرة حقوق هؤلاء المناضلين الشرفاء والاستخفاف بمعاناتهم بهذه الطريقة المخجلة كما حصل مع الأسير المحرر أبو جاموس ؟! هل يعقل اتخاذ مثل هذه القرارات التعسفية من قبل قيادة لازال شعبها يناضل من أجل نيل حقوقه الوطنية ضد احتلال ظالم وغاشم ولازال الآلاف من أبنائه أسرى خلف القضبان ؟!!! وهل يمكن لنا تضييع حقوق المناضلين وتركهم فريسة العوز والفاقة بلا حياة كريمة ، وكأن الأسير يجب ألا يخرج من السجن قبل أن يتمكن من استكمال مدة العشر سنوات ، وما رأي القيادة لو لعب الاحتلال على هذا الوتر لحرمان الأسرى المحررين من حقوقهم ؟!!!

عيب عليكم يا قادتنا ما تفعلونه ، إن التاريخ يسجل هذه الجرائم التي ترتكبونها في حق أبناء شعبنا ، أنسيتم حقوق هؤلاء الأبطال وواجباتكم الوطنية والأخلاقية نحوهم كطليعة مناضلة في الثورة الفلسطينية ، أم أنكم تقصدون القتل المعنوي لهذه الشريحة المتميزة من الأسري المحررين الشرفاء ؟!!! كفاكم مناورة ومداورة واستخدام الحقن المسكنة مع فئة لا تستحق منكم هذه الطرق الحمقاء في المعاملة التي تزيد من كراهية الشارع الفلسطيني لكم وحقدهم عليكم ،ان ملف الأسرى والشهداء خط احمر لا يجب الاقتراب منه والعبث فيه فهو من المحرمات ،كفاهم ما قدموه لأجلنا ولأجل قضيتنا ، فهل هذا هو الشكر الذي يجب ان نقدمه لهم ؟!!! وبدلاً من توفير لهم حياة كريمة ومعاملتهم كأبطال وأحرار وحالة استثنائية مشرفة ،نسعى لإذلالهم ونحاول حجب كل إمكانيات الحياة الكريمة عنهم ؟!!!

إياكم الادعاء أن الميزانية لا تستوعب توفير كل الاحتياجات والإمكانيات الواجبة لهؤلاء المناضلين ... إياكم ثم إياكم ..فاقسم أنكم لومنحتموهم كل مال الدنيا لن تستطيعوا تضميد جراح ابنائنا وإعادة حياة الشهداء أو مسح دموع أمهاتهم أو اعادة ربيع أعمار الأسري التي راحت فداء لأجل الوطن والقضية ، كفاكم عبثاً ورعونة ، كفوا عن هذه المهاترات التي أصبحت تسقط اقنعتكم الزائفة وتكشف وجوهكم الحقيقة ، نعم .. اوقفوا كل القرارات الظالمة بحق أبناء قطاع غزة قبل فوات الأوان ، فيكفيهم العيش تحت وطأة القمع المزدوج من الاحتلال وحماس يكفيهم دفع ضرائب عبثكم وتخليكم عن مسؤولياتكم .