الصالحي يطالب بالاسراع بعقد مؤتمر دولي لوضع ترسانة اسرائيل النووية تحت الرقابة الدولية تمهيدا لنزعها
تاريخ النشر : 2013-12-08 13:00

أمد / رام الله : أكد عدد من المتحدثين واصحاب الشأن الفلسطينيين والاجانب ، على أهمية تضافر جهود الاحزاب والمؤسسات وقوى المجتمع والشعوب من أجل الوصول  لمنطقة وعالم خالي من الاسلجة النووية واسلحة الدمار الشامل .

واعتبر هؤلاء خلال مؤتمر نظمته اليوم عدة مؤسسات أهلية فلسطينية في قاعة جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني في مدينة البيرة بالتعاون مع مؤسسات دولية وجهات معنية، ان التقاعس  واللامبالاة الذي تبديه الحكومات والمؤسسات الرسمية لتحقيق هذا الهدف ، يجب ان يشكل حافز اضافي لدى الحريصين على مستقبل وسلام البشرية لمزيد من العمل والجهد.

وشارك في أعمال المؤتمر الذي يعتبر الاول من نوعه في الاراضي الفلسطينية، رئيس بلدية هيروشيما السابق اكيباتادا توشي و الفرد مودلر رئيس لجنة السلم الامريكية ، وعصام مخول مدير معهد اميل توما للدراسات الفلسطينية الاسرائيلية والنائب بسام الصالحي الامين العام لحزب الشعب الفلسطيني والمطران عطاالله حنا وعدة شخصيات اكاديمية وسياسية واعتبارية محلية واعضاء برلمان وناشطين اوروبيين والعديد من المدعوين .

النائب بسام الصالحي الامين العام لحزب العب الفلسطيني:

وخلال جلسة افتتاح المؤتمر، شدد النائب بسام الصالحي الامين العام لحزب  الشعب الفلسطيني في كلمة سياسية مطولة، على اهمية الاسراع بعقد مؤتمر دولي يهدف لوضع ترسانة اسرائيل النووية واسلحة دمارها الشامل  تحت الرقابة الدولية تمهيدا لنزعها.

وربط الصالحي بين موضوع المؤتمر والاتفاق الايراني الاخير مع عدد من دول العالم ، بخصوص برنامجها النووي واكد انه يجب المضي قدما لتنظيم مثل هذا المؤتمر تمهيدا لتنظيف المنطقة من كافة انواع الاسلحة النووية والبيولوجية.

وانتقد الصالحي في سياق كلمته السياسة والمواقف الامريكية الداعمة لاسرائيل ، معتبر ان ما جاء به كيري مؤخرا بخصوص السلام واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة يشكل تبني كامل للمواقف الاسرائيلية المعروفة الرافضة لقيام دولبة فلسطينية مستقلة مترابطة قابلة للحياة وقادرة على الحفاظ على امنها .

وفيما يلي نص كلمة النائب بسام الصالحي في المؤتمر:

الاخوات والاخوة والضيوف الكرام:

لا بد لنا في البداية من الاشارة بالحزن العميق الى خسارة الانسانية لواحد من اهم زعمائها وابطال عصرها وهو القائد الاممي الكبير نلسون مانديلا ، الذي تميز بدفاعه عن العدالة وحقوق الانسان والسلام عبر نضاله الخالد ضد التمييز والابارتهايد وكل اشكال الظلم والاستبداد.

الحضور الكريم

يأتي إنعقاد ندوتنا هذه في ظل تعاظم رغبة شعوب العالم وجهودهه من أجل إنهاء وتطهير العالم من  السلاح النووي وكافة أسلحة الدمار الشامل، فلقد شهد العالم مآسي رهيبة جراء إستعمال هذه السلاح ومشتقاته، بالطبع ما زالت مجزرتي هيروشيما ونجازاكي ماثلة في أذهاننا كأبشع إستخدام لهذا النوع من سلاح التدمير الشامل، ولقد إنصبت الجهود العالمية من أجل لجم هذا السلاح وإنتاجه بعد  كارثة اليابان، ووضعت الدول والمنظمات الانسانية كافة جهودها من أجل تجنيب العالم تكرار مآساة الحرب العالمية االثانية، فقد بذلت الجهود الدولية لوضع الاتفاقات المحرمة لاستخدام ها السلاح ووضعت الآليات من أجل لجم نوايا الدول المالكة له فيما عرف بإتفاقية عدم  إنتشار الاسلحة النووية NPT والتي وقعتها 135 دولة حتى ديسمبر 1963، في حين بلغ عدد الدول الموقعة حتة الآن 189 دولة من ضمنها فلسطين.

ورغم الجهود الدولية المتكررة ، فإن الاتفاقيات والآليات التي وضعت لمحاربة إمتلاك هذا السلاح، ما زالت عاجزة عن الحد الكامل لانتاج هذا السلاح، وبالتالي إستعماله، وقد شهدنا في مرات عديدة إقدام بعض الدول بعد الحرب العالمية الاولى على إستعمال أسلحة الدمار الشامل بأشكالها المختلفة ، فقد أستعملت أمريكا السلاح الكيماوي في فييتنام  سنوات الستينات والسبعينات اسفر عن مئات الآف الاصابات ومن ضمنها إصابات في صفوف الجيش الامريكي الغازي لفييتنام،  كما أستعملته وبكثافة في حربها على العراق التي بررت حربها عليه بادعاء امتلاك اسلحة الدمار الشامل ، وما زال هناك الالاف من ألاطفال العراقيين -غير الذين قتلوا- يعانون من تشوهات خلقية وأمراض طبية هائلة  وخاصة بالجنوب العراقي جراء إقدام قوات التحالف الغربي على أستعماله.

لقد باتت شعوب العالم تعرف بعد الحرب العالمية الثانية، بأن السلاح النووي لم ينتج من أجل أن يكون قوة  لانهاء الحرب المدمرة،أو منع الغير من إستعماله، "فيما عرفه ليدل هارت بالتوازن الاستراتيجي"، ولكن جاء هذا السلاح من أجل حسم نتائج الحروب الكونية والتخلص من قوى منافسة لصالح القوى الذي إستخدمت هذا السلاح، ومن اجل الهيمنة بقوة السلاح الجديد على مقدرات العالم الاقتصادية، ونشأ في هذا الكون ما عرف بنادي الدول النووية، الذي أعاد تشكيل العالم ومؤسساته بحساب مصالحه الاقتصادية، وتقاسم ثروات شعوبه، بعد الانتهاء من أشكال الاستعمار القديم. بدأ الاستعمار الاقتصادي باشكاله الجديدة وبمقدار ما أمتلكت الدول الكبيرة من هذا السلاح كانت حصتها اكبر في نهب ثروات الشعوب ومقدراتها، إن أمريكا كمثال، التي كانت الى حد قريب مع حلفائها مصدر القوة الاكبر في العالم بعد إنهيار الاتحاد السوفياتي، وبروز عالم أحادي القوة، أدخلت العالم في حروب متتالية نتيجة غطرسة القوة المهيمنة، ولم تدمر هذه الحروب جيوش وأنظمة بعض الدول " التي تم تصنيفها بالارهابية بحسب التصنيف الامريكي"وخاصة في منطقة الشرق والشرق الاوسط وأمريكا اللاتينية وجنوب شرقي آسيا فحسب، بل إنها نتيجة هذه الغطرسة وفرض سياساتها الاقتصادية الامبريالية، اغرقت العالم كله بمشاكل إقتصادية ليس أدل عليها من الازمة الحالية التي نشأت 2008عام ولحد الآن لم يتعافى الاقتصاد العالمي  منها.

لقد نشأت دولة إسرائيل في ظل بروز هذا السلاح الفتاك بعد الحرب العالمية الثانية، عندما إحتاج العالم الغربي الاستعماري، الى دولة تكون في المنطقة لحراسة مصالحه الاقتصادية، وفي مقدمة هذه المصالح الاستيلاء على منابع الطاقة في الشرق الاوسط، ولجم العالم العربي المتطلع الى حريته السياسية والاقتصادية، بعد ان ضعفت الدول الاستعمارية التي كانت تهيمن على الشرق الاوسط، بريطانيا وفرنسا، وبرزت قوة أمريكا التي خرجت بعد الحرب العالمية الثانية منتصرة، وأدركت إسرائيل معنى القوة المهيمنة، ومعنى أن تكون الدولة الاقوى في المنطقة ، لقد قال بن جوريون رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول ومؤسس الدولة الاسرائيلية في خطابه في الكنيست الاسرائيلي الاول:بتاريخ 2 أكتوبر 1947 "حسب ما ابلغه أوبنهايمر لاينشتاين" – واوبنهايمر واحد من الثلاثة الآباء للنووي الاسرائيلي-، إن قيام الدولة الاسرائيلية يعتمد الى حد كبير على إنشاء قوة عسكرية ضخمة، والتي من شأنها صد أي هجوم  من الدول العربية، وأن العلماء اليهود بإمكانهم المساعدة في إنشاء هذه القوة العسكرية الهائلة". 

ولكن القوة العسكرية  العظمى الاسرائيلية لم تعتمد في إنتاجها على عقول العلماء اليهود فحسب، بل كشف  اندرو كوكبيرن في كتابه " علاقات خطرة -Dangerous liaison- وهو ضابط الارتباط من  السي أي إيه مع الموساد الاسرائيلي الذي خدم في إسرائيل قرابة  العقد، وقد ذكر في مقدمة كتابه " بأنه رغم الاسرار " البغيضة التي التي يكشفها في مؤلفه عن التعاون الدنس بين إسرائيل وأمريكا، فإنه أي كوكبيرن من المؤيدين بقوة لدولة إسرائيل الكبرى من النيل للفرات، فقد كشف: بأن إسرائيل في عهد ين جوريون، أنشأت مؤسسات وهمية ( تجارية) وكان من أهم شخصياتها تيدي كوليك الذي رأس بلدية القدس لاكثر من عشرين عام، وكان مقر هذه الشركات أمريكا، منها شركة "رينولدز لاقلام الحبر"، قد عملت هذه الشركات بالسر على تهريب اليورانيوم المخصب من ولاية فرجينيا الامريكية، بكميات قدرت في حينها ب 332 باوندا، ولقد لفتت نظر أحد الضباط الامريكيين المكلفين بحماية المناطق النووية الامريكية، وقد قدم هذا الضابط عدة تقارير الى رؤوسائه، الا أن أحدا من هؤلاء الرؤوساء لم يقدم على فعل أي شيْ من شأنه أن يوقف التهريب،بل على العكس لقد تم إعتقال هذا الضابط وتم الاعلان عنه بأنه مجنون، الى أن جاء الرئيس كندي الذي غضب جدا لامتلاك أسرائيل لليورانيوم ولام الموظفين الكبار في الادارة الامريكية على هذا الاهمال، بل أنه رفض جميع المبررات الاسرائيلية التي حاول بن جوريون تقديمها له، ولكن كنيدي قتل، وجاء من بعده ليندون جونسون ليفتح مخازن السلاح ويرفع اي معوقات كانت في سبيل تقوية وتعزيز الجيوش الاسرائيلية.

لقد كشف المؤرخون الاسرائيليون الجدد، ومنهم "بني موريس" في كتابه عن بن جوريون، بأنه والحديث عن رئيس الوزراء الاسرائيلي " بأنه كذاب ومخادع"،  وانه، أي موريس، قد زار عدة دول عربية منها الاردن ومصر بعد كامب ديفيد وإتفاقية واد عربة ، وكشف أيضا بعد إطلاعه على بعض الارشيف في هذه الدول، أن مصر لم تقم بتحديث اسلحة جيشها ألا بعد العدوان الثلاثي عليها عام 1956 والتي شاركت فيه إسرائيل مع بريطانيا وفرنسا بالعدوان على مصر ، وكذلك فعل الاردن وهما الدولتان اللتان يواجهان إسرائيل بأطول خطوط هدنة، وانه دحض نظرية بن جوريون التي أعتمد عليها طوال أبان حرب ما يسمى بحرب الاستقلال وبعد قيام إسرائيل أثناء حكمه بنظرية الرعب من أن الدول العربية تريد القضاء على إسرائيل،  وكذلك يبين  الدكتور ميكو بيلد -إبن الجنرال العسكري الاسرائيلي متتياهو بيلد- الذي يقيم في أمريكا حالي، دائما في خطاباته ، بأن معظم الحروب التي نشبت بالمنطقة منذ عام ١٩٤٨ وحرب 67، خطط الاسرائيليون لها قبل نشوبها بسنوات، وأن أحتلال  باقي فلسطين عام 1967 تم الاستعداد له قبل الحرب بأربعة اعوام على الاقل. وأن إسرائيل شكلت حكومة ظل لحكم الفلسطينيين من عسكريين وخبراء قانون وهيأت لهم كافة المعلومات الاستخبارية.

 

الحضور الكريم:

ليس القصد هنا السرد التاريخي البحت، ولكن لاستخدام الوقائع التاريخية التي زكتها الحقائق مع مرور الزمن، لنبين أن تعاظم القوة العسكرية الغاشمة في إسرائيل  كان دائما لخدمة الاهداف الصهيونية والامبريالية العالمية، في التوسع والعدوان وخدمة مصالح الدول الكبيرة، وأن السلاح الذي تمتلكه قد تعزز بفضل التعاون العسكري والمعلومات مع الدول التي أيدت إقامتها منذ 65 عاما ، وتشجيع الهجرة إليها من  جميع أنحاء العالم مما تسبب في تهجير غالبية الشعب الفلسطيني   عام 48، وما هذه القوة الغاشمة وفي قمتها السلاح النووي الاسرائيلي، إلا لتشجيع التوسع والاحتلال والغطرسة الاسرائيلية، معتمدين على النظريات المخادعة منذ عهد بن جوريون ووصولا لاخر حكامها، الذين دائما ما كانوا يلوحوا بمعاداة السامية وخطر إبادة إسرائيل.

ولقد شجع هذا التكديس الرهيب للاسلحة  واسلحة الدمار الشامل، والتعاون مع الدوائر الاستعمارية والامبريالية في العالم، إسرائيل على التنكر لكافة الاتفاقيات  والقرارات الدولية، لانهاء إحتلالها للاراضي العربية، والتنكر لحقوق الشعوب العربية، الواقعة تحت إحتلالها العسكري، وبالاخص الفلسطينيين وحقوقهم العادلة التي أقرتها الهيئات الدولية كافة، وإستخدمت إسرائيل كافة أساليب التضليل كوصف النضال الفلسطيني للتخلص من الاحتلال بالارهاب، بقصد إنهاء دولة اسرائيل، وراوغت دائما في المفاوضات الفلسطينية لترحيل قضية الانسحاب واقامة الدولة الفلسطينية وتطبيق قررارات عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ما بعد الانتهاء من الارهاب، وقدمت قضايا الامن الاسرائيلي والاعتراف بالدولة اليهودية  كوسيلة للتهرب من تطبيق ما تم الاتفاق عليه اًو لتحقيق سلام حقيقي استنادا الى قرارات الامم المتحدة .، وبلغت محاولات المراوغة أشدها بأن طالبت بأن تكون شريكة في فريق الخمسة + واحد، متنكرة بذات الوقت لاي إلتزام بالمعاهدات الدولية التي تلزمها بضرورة الكشف عن ترسانتها النووية.

لم يأت هذا النهج الاسرائيلي من فراغ وإنما أستمدت تنكرها للمواثيق الدولية من سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها الدول الحليفة والمتنفذة بالمحافل الدولية التي شكلت وما تزال تشكل غطاءا وساترا لكافة الانتهاكات الاسرائيلية بحق الشعوب القابعة تحت احتلالها العسكري، ولانها شريك معتمد لهذه الدول التي تساندها في اعتداءاتها المستمرة.

الحضور الكريم:

اننا ننتقد بشدة  ونستنكر سياسة الكيل بمكيالين  التيتستعدمعا بعض الدول للتنكرلمصالح شعبنا الفلسطيني وكافة الشعوب المتطلعة لانجاز إستقلالها والتخلص من ربقة التبعية لهذه الدول،، إلا ان ثقتنا  كبيرة بقوى السلام وبالقوك والمعادية لسياسة الهيمنة والتبعية، والتي تجسدون فيما تمثلون وتكافحون من أجله وهو أن يسود السلام العادل بين شعوب العالم والتخلص من اسلحة الدمار الشامل،تجسدون  رغبة هذه الشعوب في تحقيق أهدافها وان مؤسساتكم المكافحة وأعضاؤها في مجلس السلم العالمي  والبرلمانيون  الذين يؤيدونكم، والشخصيات العالمية التي ترفض أن تسود العالم شريعة الغاب والتحكم بمقدرات الشعوب من قبل أعضاء نادي دول الاسلحة النووية، لها منا أكبر تقدير ونتمنى أن تنتصر إرادتكم وجهودكم في مواجهة هذه القوى المغامرة والمراوغة.

 والفلسطينيون الذين يرزحون تحت أقسى واطول إحتلال يجثم منذ عقود على أرضهم ومقدراتهم قبلوا بمبدأ الرغبة الدولية بالمفاوضات مع أعدائهم في ظل توازن القوى لصالح أعدائهم ومن يحتلون أرضهم، من أجل إقامة سلام دائم في المنطقة والتخلص من نير الاحتلال، وإقامة الدولة المستقلة وتحقيق الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، التي أقرتها القرارات الدولية، ما زالوا يعانون من إستمرار ألاحتلال وسياسته في مصادرة الاراضي وبناء المستوطنات وتقطيع أوصال وطنهم وترك المستوطنين على أهوائهم في ترهيب المواطنين الفلسطينيين في امنهم وفي بيوتهم وأراضيهم ومصدر رزقهم، وفرض القوانين العسكرية الجائرة عليهم والتي أجاز فيها الاحتلال لنفسه القتل وشن الحروب وإعتقال الالاف من أبناء الشعب الفلسطيني وعدم الاعتراف بهم كأسرى بحسب القوانين الدولية التي تنطبق عليهم كشعب تحت الاحتلال.

الشعب الفلسطيني لا يستطيع  الاستمرار  في المفاوضات الثنائية برعاية الولايات المتحدة  في ظل استمرار فشل هذه المفاوضات وفي ظل إمعان إسرائيل في بناء المستوطنات والاستمرار في بناء جدار الفصل العنصري، الذي أدانته المحاكم الدولية وطالبت بإزالته وفي ظل استمرار  حصار ابناء شعبنا  في قطاع غزة ، ومنع المعونات عنهم، لقد أستخدمت إسرائيل الاسلحة المحرمة دوليا في هجومها على أهلنا في غزة فيما سمي بحرب الرصاص المصبوب ، ولقد أثبتت اللجنة الدولية التي حققت في الانتهاكات الاسرائيلية أن إسرائيل إستخدمت الفسفور الابيض المحرم دوليا في قصف المدنيين في غزة،وقد وردت هذه الحقائق في تقرير جولدستون الشهير، وأعادت الكرة وشنت حربا أخرى سمتها بحرب "عمود الدخان"على غزة ولما يجف حبر تقرير "جولدستون" بعد.

لقد ثبت للعالم عبثية نظرية الامن الاسرائيلي، وانكشفت عدوانيتها المستمرة على شعوب المنطقة وعلى الفلسطينيين، كما اتضحت بصورة أكبر مراوغات إسرئيل لعدم تطبيق بنود المعاهدات الدولية الخاصة بمنع إنتشار الاسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، بأنها على أستعداد لبحث امر ترسانتها  النووية بعد زوال الخطر الذي يتهدد امنها، بل على العكس ينبغي للعالم ان يجبر إسرائيل عن التخلي عن هذا السلاح لانه السبب في زيادة عدوانها وشهوتها في التسلط والاعتداء، وأن وقفة جادة تجاه ضرورة إنصياع إسرائيل للمعاهدات التي تحرم إمتلاك هذا السلاح سيكون العامل المهم والاكبر في كبح جماح إسرائيل ويعطي للسلام فرصة أفضل، ونحن كفلسطينيين ننظر الى جهود القوى المناهضة في هذا المضمار بأمل كبير بأن تكلل جهودكم بتحقيق إنصياع إسرائيل للارادة الدولية ولارادة القوى المؤيدة لانهاء امتلاك هذا السلاح والقضاء عليه تدريجيا.

لقد شرعت مصر الباب أمام جهد حقيقي دولي لجعل منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل عندما طالبت عام 1990 بعقد مؤتمر دولي لهذه الغاية، ولكن امريكا في عهد بوش وأسرائيل سرعان ما أغلقت الباب امام هذه المحاولة بدعوى إنشغالهم بمحاربة الارهاب، والآن تتوفر فرصة ذهبية بعد الاتفاق الخاص بسوريا وايران والذي فوتت من خلاله روسيا بشكل خاص فرص حروب عدوانية مدمرة تروج لها اسرائيل من اجل تجديد الدعوة الى عقد هذا المؤتمر من اجل شرق اوسط خالي من اسلحة الدمار الشامل .

 إننا في فلسطين وبجهودنا المتواضعة، نؤيد الانضمام الى كافة المعاهدات الدولية الداعية الى التخلص من أسلحة الدمار الشامل في العالم وعلى الاخص في منطقتنا، ونعد ببذل الجهد الى جانب القوى والمؤسسات السلمية بالعالم من اجل تحريم والتخلص من هذا السلاح المدمر، وفي منطقتنا على الاخص. ونعتبر إنعقاد هذه الندوة على الارض الفلسطينية ومشاركة القوى الفلسطينية الوليدة في هذا المجهود هو بداية جيدة تعبر عن رغبة أكيدة وصادقة بالمشاركة في الجهود الدولية لمنع إنتشار هذا السلاح الفتاك الذي لا ينفصل الجهد من اجله عن الجهد من اجل انهاء الاحتلال وتحقيق  السلام الحقيقي والدائم في المنطقة.

مرة أخرى أحييكم واتمنى دائما النجاح لجهودكم والى الامام.