انطلاقة خلاقة ايها المفكرون
تاريخ النشر : 2013-12-08 12:37

ها نحن نقبل على ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية تلتحفنا مخاوف وهواجس تحمل في طياتها الكثير من الامل والقليل من التفاؤل ، وبين هاتين تبدو الحالة الفلسطينية في اسوأ احوالها نتيجة الانقسام الذي انعكس سلبا على كل مقومات الشعب ، وبدت لاول مرة احوالنا ليست على مستوى الحدث بحيث ان ما فعله المستوطنون امس في الاقصى كان كفيلا بان يجعل كل تنظيماتنا العاملة تنتفض بما امكن وما اتيح لكي ترد قطعانهم الى جحورهم ، غير انه وللاسف فان الحسابات الخاصة بكل تنظيم علاوة على حسابات السلطة نفسها انعكست على حالة الرد فبتنا بلا انياب بشكل مطلق ، فكلنا يدرك ان الخطوة التي قام بها المنستوطنون هى خطوة خطيرة تهدد الاقصى بمكانته الدينية ومكانته السياسية ، واما ردود الفعل الفلسطينية فهي مخجلة لكل طفل او عجوز فلسطينية لانها لا ترقى لمستوى التحديات ؛ و لولا الرجال الذين هبوا بصدورهم العارية لانكشفت سوأتنا جميعا .

شهر كانون الاول هو شهر انطلاقات الحركات الكبرى بفلسطين ، ولعله تحوّل عبر سنين التيه لشهر البحث عن الذات عبر وسائل مختلفة من العروض او الاستعراض ، وهذه تشبه كثيرا حالة جيوش العرب الصغيرة قبل الكبيرة التي قتلتنا عبر عقود من الزمن بالاغاني والاناشيد التي تصور حالات فريدة من التحدي والاقدام المزعوم ، ونحن لا يكفينا مطلقا اليوم ان نستعرض او نعرض او نشجب او نندد بما جرى بالامس بل يجب ان نبحث عن سبل حقيقية تعيد لنا هيبة كنا نملكها سابقا فرضتنا على الساحة العربية والدولية ، لا ان نكتفي بردود لا تناسب الحدث بويلاته ؛ فانتفاضة الاقصى قامت بمجرد دخول شارون باحته ، بمعنى انه كان الجميع على مستوى الحدث ، اما اليوم فقد ضاع الجميع ولا جميع !؟؟

ان ذكرى انطلاقة أي تنظيم لاي شعب لم يحقق ما يصبو ويريد كان الاجدر بها ان تكرر حالة فريدة يمكن ان نبني عليها مستقبلا واعدا لابنائنا ، لا بهرجة اعلامية قادحة لمن يناوؤها او مادحة لتاريخ لا يكفي ان نرصد ابناءنا عنده فنبثيهم حالمين بذاك التاريخ مهما كان قويا وذاع صيته ، لان التاريخ وُضع لكي نستفيد منه في قابلنا لا نتوقف عنده ونعتبره كل حاضرنا ، وعليه ، فان انطلاقة حقيقية باتت غائبة عن وعينا حقيقية وحلما ، ولم نعد نجد ما يلبي حاجة الابناء ولا احلامهم ناهيك عن حالة الاستحواذ التي انهمك يحميها ملوكنا الاشداء علينا الرحماء لاعدائنا .

ان انطلاقة تمر دون ان تجدد دماء حركة او حزب عمل جاهدا لكي يلبي رغبة شعبه بنيل الحرية والاستقلال بحيث تشكل رافعة لمقدرات شعبنا ان كانت بشرية او مادية لهي انتكاسة تحتاج اعادة نظر بكل مفهوم وبأدنى تفكير ، لذا فكان يجب علينا جميعا ان نبحث سويا ان اردنا رفعة لشعبنا وابنائنا وكان هدفنا الحقيقي هو السعي مطلقا نحو الهدف المنشود لامتنا ، ان يعكف مفكرونا في ايجاد فكرة خلاقة نكون جديرين فيها ومن خلالها ان نبني لبنة حقيقية لمستقبل نثق بان نكون على قدر تحدياته ، والا فسيُطرح التساؤل المشروع بانه هل عجزنا ان نجد ما يُعيدنا الى دائرة الحدث وبؤرته من خلال عمل نوعي نستحق من خلاله ذاك التصفيق الذي نحظى به من شبابنا وتلك العاطفة الجارفة التي تعتلج قلوب بسطائنا ، وذاك التاريخ الذي سطره افذاذنا ؟ .

الثورة الفلسطينة تاريخها مشرق وطويل وذكرى انطلاقتها على الابواب و الجبهة الشعبية ذكراها دقت ابوابنا وحماس ايضا ، ولا نكاد نجني من ذكراهم الا تشتتا وتيها وبحثا عن الذات بين اشبال الوطن لكي نؤكد اننا اكثر او اكبر ، او اننا نملك رصيدا من الكفاح نستحق من خلاله ذاك الرصيد ، غير ان الحقيقة تقول : انه ليس هكذا تُورد الابل ؛ خصوصا بعد الانتكاسات الداخلية التي تعتبر عوارا جليا في تاريخنا لا يستطيع احد ان يتجاهله .

واخيرا فاننا نقول ان انطلاقة قادمة لاهم اكبر ثلاث تنظيمات عاملة ، لا تلبي رغبة داخلية تعيد لنا الوحدة التي افتقدناها منذ سبع عجاف ، وتضع حدا لعدو مستفز بان هذا الشعب حى ولا يزال على مستوى الحدث بأي فعل نوعي مبتكر في أي مستوى كان لهى انتكاسة تؤكد اننا لا نستحق قيادة وريادة هذا الشعب ، ولا يتشدق المتشدقون باي شيئ سابق او يدعّون انهم يُعدون للاحق ؛ فان العمل التنظيمي في كل مستوياته لكل تنظيماتنا بان واضحا بانه عقيم ؛ لذا فقد بات حال عدونا ان سكن لما يعترينا وحُق له ذلك !!!