دويك الارهابي جدا..و"حكومة بيبي" الإنسانية جدا!
تاريخ النشر : 2015-05-26 10:42

كتب حسن عصفور/ لا يمكن رؤية "وقاحة سياسية" كتلك التي حدثت ضد رئيس المجلس التشريعي عزيز دويك، بعد أن قررت حكومة نتنياهو، سجنه لمدة عام مضافا لها غرامة مالية ببضع آلاف من عملتهم، حكم يمثل قمة المهزلة السياسية التي تسيطر على المشهد الراهن..

هناك العشرات من النواب الفلسطينيين، مختطفين بذرائع مختلفة، لا حدود لكذبها، وأبرز المخطوفين الأمين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات وأيضا الشخصية البارزة مروان البرغوثي، عضو مركزية فتح، وآخر المختطفين كانت النائب عن الجبهة الشعبية خالدة جرار، لكن ما حدث يوم أمس 25 مايو /أيار بالحكم على رأس الشرعية الفلسطينية، يمثل مهزلة لا بعدها مهزلة..

بعيدا عن الانتماءات السياسية لرأس الشرعية، وأي نائب مختطف من قبل قوة البغي العدواني، وطغمته الفاشية الحاكمة، فما صدر  من حكم مر اعلاميا وكأنه خبر عادي جدا في المشهد الفلسطيني، لا يستحق سوى  بيان كتب على "مضض" ليستنكر الحكم ويطالب بإدانته، خبر كان له أن يحدث "هزة" لا تهدأ حالها، أمام ما حدث، لمحاكمة الرجل الثاني في هيكل السلطة الوطنية، وفقا للقانون الأساسي، رغم اختطافه أيضا، منذ خطف الحالة الفلسطينية بين رحى الانقسام..

كان يفترض، نظريا، أن يدعو الرئيس محمود عباس الى عقد لقاء طارئ للقيادة الفلسطينية، ومناقشة سبل مواجهة الحكم الاحتلالي على رأس الشرعية البرلمانية، ورسم طريق العمل للإفراج عنه، وزملائه من نواب الشعب الفلسطيني وقياداته، لقاء يرسل رسائل لكل المؤسسات ذات الصلة بدءأ من الجامعة العربية والبرلمان العربي، وصولا الى الأمم المتحدة، والبرلمان الأوروبي، كان مفترض أن لا يمر وقت بعد إصدار الحكم العجيب دون أن يدرك رأس الفاشية في تل أبيب، ان ما صدر ضد د.دويك هو قرار حكم ضد الشرعية الكيانية لفلسطين..

وبالتأكيد، كان الاعتقاد أن تسارع مختلف الكتل البرلمانية لعقد "جلسة طارئة"، بلا رقم  للمجلس التشريعي، دون حسابها بنصاب أو ما يحزنون، فقط جلسة لمرة واحدة تعلن رفضها للحكم الجائر، ثم تشكل مجموعة عمل لمتابعة قضية اعتقال النواب ورئيس المجلس بعد الحكم عليه، ولأن عقد الجلسة الطارئة مرفوضا، حتى ولو لقضية هامة جدا ولمرة واحدة، كي لا تعتبر "سابقة خطيرة" لعودة عمل البرلمان، بكل ما يحمله من "مخاطر" على ما هو قائم من تسلط قانوني - سياسي، فكان ممكنا كبديل  دعوة كل كتل البرلمان، دون استثناء، من فتح وحماس حتى الطريق الثالث، اجتماع يعلن عنه ويتم تغطيته اعلاميا، ومنه تبدأ حركة فعل لفضح حقيقة الخطف لنواب الشعب ورئيسهم..

ولا تحتاج حركة الفعل كثيرا من الجهد، لكشف أن الارهاب والعنصرية ولا غيرهما هما سيد الموقف لدولة الكيان الاسرائيلي، فاعتقال نواب الشعب والحكم بسجن رئيس البرلمان دون القيام بأي عمل يمكن اعتباره "تهديدا" وجوديا للكيان، مقابل حكومة بكاملها تمثل "تهديديا سياسيا ووجوديا" لشعب فلسسطين دولة وكيان وقضية، وبالامكان الطلب من دائرة الاعلام في الرئاسة او التشريعي لإعداد ملف خاص بآخر أقوال وزراء حكومة نتنياهو، ونائب وزير الخارجية حوطوفلي ومدير عام الخارجية الجديد دوري غولد، والذين لا يرون في الأرض ما بين البحر ونهر الأردن سوى أرض يهودية، لا غيرهم، وبالطبع لولا الحرج من الأردن لعادوا لشعار الليكود التاريخي "الضفة الغربية لنا والشرقية أيضا"..

كيف يمكن أن يمر الحكم بسجن رئيس البرلمان الفلسطيني، وهو لا يملك من التهم سوى أحاديث عن وطنه وأرضه، فيما كل تشكيلة حكومة نتنياهو، وأبرزها "البيت اليهودي" لا يرون في العرب الفلسطينيين سوى كائنات خلقت من أجل لقتل، وأن الاستيطان هو "حق توراتي"، وأن كل فلسطيني ارهابي ما دام حيا..

لم يكن هناك فرصة لفضح حقيقة الارهاب والعنصرية والفاشية لحكومة اسرائيلية، كما هي هذه الحكومة، ولا يحتاج المرء سوى تجميع تصريحات كل مكونات الحكومة الاسرائيلية، ضد الشعب الفلسطيني، بما فيها تصريحات نتنياهو عشية الانتخابات التي قالها، لا دولة ولا حوار، وقام بعمل عنصري تحريضي بدعوة الناخب اليهودي للخروج لانتخابه لقطع الطريق على العرب..عنصرية "نقية"..

اي فرص يمكنها أن تكون "هدية سياسية" كما هي هذه الحكومة، لو كان هناك رغبة بالتحرك من أجل "الحق الفلسطيني"، ما حدث بالحكم على رئيس المجلس التشريعي د.عزيز دويك يجب أن يتحول الى طاقة فعل لفضح الجريمة التي حدثت ضد نواب الشعب..

فقط  ما هو ضروري لذلك، أن يتجاهل البعض الانتماء السياسي للنواب المختطفين،  وثانيا ان تتوفر النوايا الحقيقة للدفاع عن كوكبة مختطفة لهوية وطنية، مقابل حكومة تمثل قمة الإرهاب الفكري - السياسي، ورمزا للعنصري الكريهة، والتي لم يعد لها مكان رسمي الا في دولة الكيان الاسرائيلي الاحتلالي..

هل تتذكر القيادة الرسمية أن الحكم بسجن رئيس البرلمان هو عمل يستوجب التحرك الفعلي، كونه حكم ضد الشرعية الكيانية، وليس إصدار بيان، "آخر الليل" كي يقال أنه تم الاستنكار والادانة وتصبحون على خير..!

ملاحظة: تسريبات اعلام حماس حول مقترح "دولي" لانشاء مطار في غزة باشراف الأمم المتحدة، يثير السخرية المطلقة، ويكشف عشق البعض لفتح قنوات اتصال مع الكيان تحت أي مسمى وذريعة.. بلاش تذاكي بمسحة الهبل!

تنويه خاص: خبر يتحدث عن احتجاج شخصيات عالمية ضد عقد مهرجان في بلاد التشيك يحمل اعترافا بضم الكيان للقدس الشرقية..هل خارجية فلسطين على علم به..ولو علمت ماذا فعلت..أفيدوا شعبكم افادكم الرب!