العراق: في قلب الحدث..!!؟
تاريخ النشر : 2015-05-23 19:52

وهل كان العراق في منجى عما يدور حوله من أحداث..!؟ سؤال بات يتردد طيلة الوقت على ألسنة المواطنين، منذ ما ترتب من تداعيات أحداث حزيران/2014، التي كانت مدينة الموصل الحدباء، بمثابة "القربان" الذي إستساغ البعض ممن أؤتمنوا على صيانة وحماية حدود الوطن، التبرع به لتسهيل تنفيذ المخطط المرسوم لمستقبل العراق القادم، من تفسيم لوحدته وتفتيت لحالة الإنسجام السكاني لمواطنيه، وسرقة ثرواته الوطنية..!!؟

 وماذا بعد الموصل..!؟ ظل سؤالاً تتداوله الألسنة ليل نهار، لتتصدر الواقع العراقي اليوم، مدينة " الرمادي"، لتلقي بظلالها على المشهد العراقي الأمني والسياسي، ولترسم صورة هذا الواقع، بشكل أكثر وضوحاً، ولتضع في حسبان الجميع، وفي مقدمتهم ممن يمتهنون السياسة؛ بأن العراق معرض في سيادته وإستقلاله الى خطر كبير، وإن أمر إعادة إحتلاله ، لم يعد من المستحيلات، ناهيك ما مرسوم له من تقسيم، وتمزيق لأوصاله حسب إحتياجات من خطط لذلك..!؟

 فما يتهدد العراق اليوم ، وما يحيق به من مخاطر، إنما هو في الحقيقة، أكبر وأدهى من كل ما تظهره الساحة السياسية والإعلامية من خلافات، وليس بغائب عن الإنتباه، ما لهذه الخلافات من تأثير مباشر أو غير مباشر في تعميق أثر تلك المخاطر، إن لم تكن، وفي أغلب الظن، هي من تقف ورائها، أو تعمل جاهدة من أجل إستثمارها بما يحقق مصالحها الضيقة، ويمهد الطريق لها في إختصار الوقت للوصول الى تحقيق أهدافها..!!؟

 إن غياب الخطاب المتجانس والموحد لكافة أطراف العملية السياسية ، في عين الوقت الذي تجمع فيه أغلبها، على خطورة ما يواجه الوطن من مخاطر جسيمة، تتطلب وحدة الكلمة الوطنية العراقية، لمواجهتها، إنما يدلل على عمق الحد الفاصل بين موقف تلك القوى من جانب، وبين حجم الخطر الذي تعلنه، والذي وطبقاً لما يدعيه أغلبها، بات ينذر جميع مكونات البلاد ومستقبلها، مما يساعد وبأي شكل من الأشكال، على تعاظم ذلك الخطر، ويذلل لمن يقف خلفه، سبل الوصول الى أهدافه..!؟؟

 وأزاء هذه الحقيقة، فليس هناك من متسع للقول، أو فسحة من الزمن، للتنصل من تحمل مسؤولية إتخاذ الموقف المناسب والجاد، لمواجهة الحقيقة، والعمل المثمر، من أجل التوصل الى خطاب موحد لجميع القوى السياسية، التي تجد نفسها جزءً من مكونات العملية السياسية، في مواجهة الخطر الداهم، وبالتالي فإنه ومع زيادة حجم الخطر الذي بات يتعاظم يوماً بعد آخر، يصبح من بدهيات القول؛ الإسراع في لم الصف، وفي الكفاح من أجل وحدة الكلمة؛ فالعمل السياسي الجبهوي الموحد، في ظرف مثل ظرف العراق الحالي، هو المخرج الوحيد من خناق الأزمة العراقية، وبه يمكن تجنيب العراق مخاطر الإنزلاق الى مستنقع الإحتراب الداخلي، والتقسيم، الذي تسعى له تلك القوى، التي وضعت نصب أعينها، تجزئة العراق وتقسيمه، والإنفراد به، كإنفراد الذئاب بالفريسة..!؟

ولم يك التمدد الأخير في منطقة غرب الأنبار، وإحتلال الرمادي، إلا جزء من خطة مرسومة، لربط المناطق في الجنوب الشرقي لسوريا المحتلة من قبل ما يدعى بتنظيم الدولة، مع مناطق غرب العراق؛ الأمر الذي يفسره للمراقب، ذلك الإنعكاس البارد لوقع تلك الأحداث، على الإدارة الأمريكية، والقيادات العراقية، لدرجة لم يجد الرئيس الأمريكي السيد أوباما في سقوط الرمادي، سوى " إنتكاسة تكتيكية"، حيث وكما جاء في قوله: [[ إن سقوط مدينة الرمادي بأيدي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ"داعش،" يعتبر "انتكاسة تكتيكية،" على حد تعبيره.]]

وليس بعيداً عن ذلك ردود الأفعال الأخرى على الصعيد العسكري الأمريكي، الذي إعتبر وعلى حد قول رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الأمريكي السيد مارتن ديمبسي: [[ إن قوات الجيش العراقي التي كانت متواجدة في مدينة الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار اختارت الانسحاب من المدينة ولم يجبرها على ذلك تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ"داعش." ]]

أما على الصعيد العراقي، فالأمر جرى تفسيره كالآتي : "دخول داعش الى مدينة الرمادي أمر مؤقت وسينتهي قريباً" ]]

فما الذي يمكن تصوره عن واقع الحال الجاري على الصعيد السياسي والأمني في العراق، بعد كل هذا الذي جرى ويجري اليوم من خلال ما تقدم..!؟ وماذا يمكن أن يكون عليه دور القوى السياسية العراقية في مواجهة تلك الحقائق..!؟ وهل سيكون لمذكرة الحزب الشيوعي العراقي الموجهة الى السادة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان والى السادة نواب رؤوساء الجمهورية والوزراء والنواب والسادة قادة الكتل السياسية، المنشورة في 17/5/2014 حول أوضاع العراق الحالية، والدعوة الى المصالحة الوطنية، من وقع يدفع الى مواقف إيجابية من قبل الجميع، أم أن الرمادي وغيرها ستكون هي الأخرى في خبر الموصل المسلوبة منذ العاشر من حزيران/2014 ..!؟؟