لا يستطيع العالم أن يكون على هوى إسرائيل!!!
تاريخ النشر : 2013-12-06 19:10

هذه هي الجولة الثامنة لوزير الخارجية الأميركي "جون كيري" إلى المنطقة، إلى إسرائيل و فلسطين تحديداً، و قد جاء هذه المرة و معه الجنرال آلن مستشاره الأمني، و كما رشح من أنباء، و خاصة من صحيفة معاريف الإسرائيلية، فإن هدف هذه الجولة هو إخراج المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية من جمودها القاتل بسبب التعنت الإسرائيلي، و هو تعنت فقد كل مبرراته، و أصبح بالمطلق خارج الزمن السياسي العالمي، فاستماتت حكومة نتنياهو لرفع هواجسها الأمنية إلى حد الهستيريا، و جاء كيري ليهدئ هذه المخاوف الأمنية الإسرائيلية المبالغ فيها إلى حد الفوبيا، و لعل حضور الجنرال آلن معه يكون وخزة لإسرائيل بأن مخاوفها الأمنية مبالغ فيها، و لا ترتكز إلى أساس موضوعي، و غير مفهومة، و هي تعبير عن عجز القيادة الإسرائيلية التي تعيش في زمن أخر لم يعد موجوداً على الإطلاق.
إسرائيل – كما رشح من معلومات – خائفة من الآتفاق الإيراني مع الدول الخمس + واحد الذي أيده العالم كله، أي أن إسرائيل خائفة من نوايا حلفائها الرئيسيين، فهم الذين توصلوا إلى الآتفاق، و هي خائفة من أن تحقيق مصالحهم يأتي على حساب أمنها المزعوم، مع أنه لولا هؤلاء الحلفاء لما قامت إسرائيل و لما كان لها أصلاً متطلبات و مخاوف أمنية!!!
و إسرائيل لا تثق بأية ترتيبات دولية بين الدولتين الفلسطينية و الإسرائيلية، و هي ترى أن هذه الترتيبات غير مضمونة حتى و لو كانت بقيادة أميركا نفسها، و تريد أن تكون الترتيبات على هواها هي، أي أن تكون موجودة بنفسها، في الأغوار، و في مرتفعات الضفة، و هذا معناه أن لا دولة فلسطينية مستقلة، و معناه أن المشكلة لم تحل و لو بنسبة واحد بالمليون، لأن أساس الحل هو أن يكون للشعب الفلسطيني دولته المستقلة!!!
و إسرائيل لا تريد أن تكون الأردن على حدود مع فلسطين، لأنها – على حد زعمها- لا تثق بالقدرات و لا الالتزامات الأردنية الأمنية!!! و حينئذ تكون الدولة الفلسطينية بالمفهوم الإسرائيلي مجرد كانتونات داخل دولة إسرائيل لا أكثر و لا أقل!!!
و إسرائيل لا تريد أن تعترف بقرارات الشرعية الدولية، و لا بقرارا الجمعية العامة قبل سنة بحدود الدولة الفلسطينية التي هي حدود الرابع من حزيران!!! و عليه فإنها لا تريد وقف الاستيطان، و لا تريد وقف هذا السلوك الرديء و الغبي في آن واحد من ممارساتها اليومية، و هي تريد من العالم أن لا يفعل شيئاً سوى الانحناء أمام مخاوفها و هواجسها و عربدة قطعان مستوطنيها، و هستيريا جماعاتها الدينية الطالع كلها من كهوف الخرافة.
و الخلاصة:
أن ماتريده إسرائيل لا يقدر عليه العالم، و لا يستطيعه العالم، لأن عالم اليوم ليس هو عالم الاستعمار الذي ولدت من رحمه إسرائيل، و لأن صيغة التوازن االعالمي لم تعد بين سادة و عبيد، بين مستعمرون و مستعمرين، فكل طرف في هذا العالم له مصالح، و هذه المصالح مرتبطة بالتوازن و بالسلم الدولي، و تبادل المنافع، و ليس تنفيذ الأوهام و الخزعبلات و الجمود عند الحالة العدوانية التي تريدها إسرائيل، و في النهاية فإن إسرائيل التي تريد أن تكون دولة يهودية، و دولة استيطانية، و دولة احتلال، و دولة عنصرية، و دولة آمنة، و دولة مشروعة الوجود في المنطقة، إنما تريد المستحيل!!! فهل يوجد في إسرائيل قوى حقيقية قادرة على تغيير هذا النمط الاستفزازي، أم نحن في انتظار كارثة؟؟؟