الفلسطينية ميسون عودة أول مديرة لإذاعة نسائية في الشرق الأوسط
تاريخ النشر : 2015-05-22 15:26

امد/ كرم منتدي "دافوس" العالمي في افتتاح أعماله بالبحر الميت بالاردن الاعلامية الفلسطينية ميسون عودة..لقاء صحفي يكشف كيف بدأ عملها المثير

تكثر الإذاعات الفلسطينية، ولكن في الغالب يطغى الطابعان السياسي والاقتصادي عليها، غير أن إذاعة «نساء أف أم» أثبتت أن وجود إذاعة نسائية متخصصة يساعد على التحدث بشكل مهني وعميق عن قضايا المرأة المتعددة والمتنوعة. وعندما قادت ميسون عودة هذه الإذاعة في وسط مدينة رام الله، كانت مقتنعة بأنها ستنجح لأنها ستعطي مجالا اكبر لتناول مواضيع المرأة الفلسطينية وفي كل المناطق الفلسطينية. «لها» التقت أول مديرة لإذاعة نسائية في الشرق الأوسط ميسون عودة.
في قلب مدينة رام الله، التقينا ميسون عودة مديرة «نساء أف أم»، وهي أول محطة تعنى بقضايا النساء بشكل كامل في الشرق الأوسط. وفي البداية سألنا ميسون عودة عن طبيعة اهتماماتها والسبب الذي جعلها رئيسة لهذه الإذاعة النسائية في فلسطين، فأجابت: «حصلت على الشهادة الجامعية في مجال الاقتصاد من جامعة واشنطن في أميركا، وبعد تخرجي عملت في القطاع الخاص في فلسطين لفترة، ومن ثم انتقلت إلى عالم الدبلوماسية فعملت مسؤولة للملف التجاري والإعلامي في ممثلية جنوب إفريقيا لمدة سبع سنوات.
ثم تعرفت على زوجي محمد رفيق جانجت الذي كان سفير جنوب إفريقيا في فلسطين، وعشنا في جنوب إفريقيا لمدة عام، ومن ثم عدنا إلى فلسطين وأسسنا أول إذاعة فلسطينية واسمها «رام أف أم» والتي استمرت لمدة سنتين ثم توقفت بسبب الاحتلال الإسرائيلي، وكان هدف المحطة تقريب وجهات النظر في المواضيع الشائكة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكانت ناطقة باللغة الانكليزية وبتمويل من جنوب إفريقيا».

وتابعت عودة: «بعد إغلاق إذاعة «رام أف أم» انتقلت للعمل في مشروع القضاء وسيادة القانون لمدة ستة اشهر في مجال العلاقات العامة. عام 2009، أسست مع زوجي إذاعة «نساء أف أم» في رام الله، والفكرة جاءت من خلال شاب سويسري يعمل في مجال قضايا المرأة، وتم طرح اسمي لكي أدير الإذاعة. وبدأنا مع مؤسسة التعاون وأجرينا دراسة جدوى اقتصادية للإذاعة استمرت أربعة اشهر، وكان هناك ترحيب من مؤسسات السلطة بالإذاعة النسائية».

إظهار الجانب الايجابي للنساء

عن الصعاب التي واجهتها ميسون عودة عند إنشاء الإذاعة، قالت: «واجهتنا صعاب في مجال التقنيات وإيجاد تردد مناسب لنا لأن هتاك إذاعات كثيرة في فلسطين. ولكن من خلال جامعة النجاح الوطنية وجدنا تردد 96 أف أم ، وهذا كان التحدي الأكبر، ومن ثم بدأنا البث في شهر 6-2010، وكانت الانطلاقة مع برنامجين على الهواء مباشرة احدهما صباحي والآخر مسائي.
واستغرب الناس وجود إذاعة نسائية متخصصة، وأجبناهم أننا نرغب في إظهار الدور الايجابي للمرأة الفلسطينية، لأننا نريد أن نعمل على تغيير وجهة نظرنا تجاه بعضنا، وأن نلهم بعضنا من خلال قصص نجاح النساء التي نبثها عبر إذاعتنا».
وأضافت: «مع مرور الوقت بدأنا بإثبات أنفسنا كإذاعة تجارية لأننا لا نريد أن نعتمد على التمويل، ولدينا أيضا هدف اجتماعي نتابعه دائما».

«برنامج نساء بريك»

وتحدثت ميسون عودة عن أهم البرامج التي تبث على أثير إذاعة «نساء أف أم» في رام الله، فقالت: «لدينا برامج مهمة في الإذاعة، ولكن هناك برنامج يلقى اهتماماً اكبر هو «نساء بريك»، ويتطرق إلى الكثير من المواضيع النسوية، وهو موجه في توقيته إلى ربة البيت بالدرجة الأولى، وفيه محوران مهمان جدا أولهما محور اسمه «هوت لاين»، ونتحدث فيه عن جميع الأمور التي نعتبرها سلبية في المجتمع الفلسطيني، مثل حق المرأة بالميراث ودفاع المرأة عن نفسها وتعدد الزوجات، ومواضيع حساسة أخرى، وهناك فقرة «نساء وحقوق» وهي تتحدث عن حقوق المرأة في العمل وصنع القرار وغير ذلك.
وهناك «قهوة مزبوط» وهو برنامج  نستضيف فيه نساء للتحدث عن جوانب وأمور تهم النساء، وهناك محور اسمه «كي لا ننسى» وهو يتحدث عن النساء المهجرات واللاجئات، إضافة إلى برنامج العصر «ترويحه» وهو موجه الى العائلة».

المهنية والجدية أساس العمل

عن شروط العمل في إذاعة «نساء أف أم» قالت: «ليس هناك شروط معينة، ولكن يجب أن تفهم الفتاة دورنا وتوجهنا وان تعرف أن لدينا مهنية وجدية، وأن لدينا دواماً رسمياً وأن تؤمن بعملها».
وعن مقدمات البرامج في إذاعة نساء أف أم قالت: «هن معدّات ومقدمات البرنامج ومهندسات الصوت في الوقت نفسه، ويتمتعن بأداء مهني عال».
وحول الخطط المستقبلية قالت: «آمل أن تغطي «نساء أف أم» كل المناطق الفلسطينية وقطاع غزة، ونحن لدينا موقع انترنت. هناك الكثير من القصص النسائية في المجتمع الفلسطيني التي آمل أن نعطيها حقها في إذاعتنا».