المشهد الثالث لغزة
تاريخ النشر : 2015-05-22 02:33

ربما يعتقد البعض أنني سأتحدث عن حماس أو عن فتح وربما البعض الأخر يعتقد أنني سأتحدث عن تيار ثالث أصبح يعمل خارج دائرة فتح وحماس ، وربما ما ورد سيكون في السياق.

الوجه الثالث لغزة ، تلك المخيمات الفلسطينية التي أصبحت ألعوبة في أيدي من هم ليسوا في مستوى المسؤولية ، أصبحت المخيمات الفلسطينية وشبابها وطاقاتها مجندة لخدمة هذا الطرف أو ذاك وكأن غزة بمخيماتها أصبحت رهينة أو أسيرة فوق أسرها واحتلالها ما إن تهدأ المواجهة بين فتح السلطة وحماس وبتعبير أدق بين تيار أوسلو وحماس إلا ونجد من يشعلها من جديد ، فما أألم من أن يخضع شعب محاصر جائع لمفاهيم الإمبراطورية الرومانية السابقة أو لمفاهيم القيصر ورؤيته .

المشاهد تتكرر والاتفاقيات تتكرر والتفاهمات أيضا ويبقى الواقع أن غزة محاصرة من أبنائها ومحاصرة من الاحتلال ولذلك قضية الحقوق تبقى في دائرة مصائد الاحتلال من مستعمرات ومستوطنين واستيلاء وتهويد .

فتحاوي سلطوي أو حمساوي وتحت هذا العنوان تحشد الهمم من كلا الطرفين لمحاربة كل منهما الأخر وعلى أي برنامج ، برنامج أوسلو وفرضيات أوسلو وهناك من الأطراف الأخرى لا يعجبه تقاسم كعكة أوسلو ونظام الحصحصة في اتفاق مكة المكرمة ويريد أن يكون له جزء من هذه الكعكة وتحت غطاء أيضا الوحدة الوطنية وحكومة الوحدة الوطنية أصبحت سلطة أوسلو وليمة للكل وتحت غطاء الوحدة الوطنية ونتنياهو يعجبه هذا المنطق الفلسطيني ، منطق في الصراع لا يحتكم لما يسمى بالديمقراطية بل يحتكمللاغتصاب والقرصنة

الوجه الثالث لغزة هم المظلومين والواقعين في دائرة الصراع, والأسر تخسر أبنائها تحت الحاجة هكذا وضعوا شعبنا من متسول على أبواب وكالة الغوث للاجئين ويريدوا الآن أن يرفعوا عنه شرف البندقية وكرامتها في مواجهة الاحتلال ولذلك يريدوا أن يزحف شعبنا على بطنه لكي لا يجد رزقه إلا من ابواب الرئاسة أو حماس ولا غيرهما وكأنهما قدر محتوم كقدر القضية الفلسطينية برمتها والحقوق الفلسطينية أيضا ً.

من يرتكب الجريمة في حق شعبنا هم هؤلاء الممولين لكل من الرئاسة وحماس هذا التمويل الذي من خلاله يستزلم شعبنا لخدمة هذا أو ذاك ،

ولذلك نعم للتمويل الذي يدعم البندقية الموجهة نحو الاحتلال نعم للبندقية التي ترفض أن تدخل في خنادق أوسلو ودهاليزها والتنسيق الامني نعم للبندقية التي لا تريق دم أبناء شعبها، نعم للتمويل الذي يذهب لمستحقينه من فقراء ومستضعفين ومغلوبين، نعم للتمويل من اجل بناء مؤسسات فعلية للشعب الفلسطيني ، نعم للتمويل في نطاق بناء البنية التحتية ، نعم للتمويل لرعاية اسر الشهداء والجرحى والاسرى ..

غزة والضفة والخارج الوجه الثالث لحركة اللاجئين الفلسطينيين يجب أن تتحرك خارج دائرة الإستزلام وخنادق الإنهزام وتقاسم ما يسمى بالسلطة الوهمية ......أذكر فقط. .

عندما كان الرئيس الشهيد أبو عمار في مكتبه على شاطئ غزة سمع صوت الطيران الإسرائيلي يحلق فوق مكتبه فقال أبو عمار : ما هذا الاستفزاز ورد أحد الإخوة على أبو عمار : أنسيت يا سيادة الرئيس أن سلطتك تحت الاحتلال وأوامره .

ومن هنا الطرف الثالث الذي يحرك الشباب ودماء اللاجئين في خنادق غير خنادقها يجب عليه أن يتوقف عن ذلك ولأن القضية القائمة الآن بين ما يسمى السلطةوحماس ستطول الجميع وستحرق الجميع وسيبقى الوجه الثالث لغزة كما قال اسحق رابين أتمنى لغزة أن يبتلعها البحر وأنا أقول الوجه الثالث لغزة المحترقة بأيدي أبنائها هم هؤلاء القابضين على الجمر الذين يسعون لخطاب وحدوي ينهي الانقسام ويحقق الاصلاح والتقدم لحركة التحرر الوطني .