المصارحة المصافحة والمصالحة!!!
تاريخ النشر : 2015-05-21 23:47

المعنى اللغوي لكلمة صارح أي إظهار ما بالنفس والإجهار به وكشفه بدون غبار أو تشويه,فالمصارحة هي المكاشفة لإظهار الحقيقة ناصعة البياض , والصدق صفة مطلوبة شرعاً ويستحق صاحبها الثناء , والصدق صفة يوصف بها المسلمون والمسلمات وتكون سِلماً ووسيلة لأن يعدهم عز وجل الأجر العظيم , والصدق يهدي الى البر , والبر طريقاً الى الجنة, والصراحة تعني الصدق والوضوح مع النفس ومع الآخرين, فالمصارحةمرتبطة بالتوازن والاعتدال فهي مهمة وضرورية لأن المسلم الذي يعلم أن الدنيا دار ممر والدنيا وسيلة للدار الآخرة , فلابد إذن من المصارحة الحقيقية الصادقة, فيجب الابتعاد عن اسلوب التبرير وخلق الحجج والحِيل والابتعاد عن المخادعة والمراوغةوالتركيز على حديث زلات اللسان وأخطاء الآخرين وعدم ذكر أخطاءه ,.

علماً أن كل الأخطاء والعيوب ظاهرة ومكشوفة, واضافة على ذلك ممارسة ألوان متعددة من الارهاب الفكري في وحه من يريد التقويم , والاصرار على حجب الحقائق , وبذلك نكون فضلنا السقوط في الهاوية

وحصدنا ثمرة المرارة المؤلمة وهذا ما وصلنا له فلسطينياً بدون تجميل أو تلوين للحقائق , لذا فالمطلوب مصارحة حقيقية لأنها تنعكس بالسلب والإيجاب على مصير وطن "بشر جماد تراث حضارة".

وبعد الإنتهاء من المصارحة, تبدأ المصافاة وتكون بتثبيت الحقائق والتوقيع عليها من كل الأطراف المختلفة والشهود والمصلحين , وبتوبة مشهودة لا رجعة فيها , والاقلاع عن الاخطاء والاعتراف بالذنب والندم والتشديد والعزم ألا يعود لاقتراف الاخطاء مرة أخرى ويشهر استغفاره باللسان , وبهذا تكون توبة نصوح ومشهودة , وتكون كتوبة المضطر في لحظات الكربة لرفع الضرر والسوء, وحالتنا الفلسطينية كًربتها متشعبة والضرر الذي يعاني منه أهلنا في غزة والضفة ومخيمات الشتات يكاد لا يعد ولا يحصى , فالمطلوب من المختلفين فتل المكابرة والجحود بداخلهم والعودة الى الله علهم يفوزون بالفلاح والصلاح والغفران المبين, والابتعاد عن مصالحهم الضيقة والتي حتماً ستزول وتنتهي ولن يُكتب لها النجاح والديمومة , وتليها المصافحة بالأيدي وبعد ذلك الاعلان عن المصالحة , لكن للأسف ما حدث في مصالحتنا الفلسطينية وقنواتها المتعددة وأماكنها المتعددة ما كانت إلا أحاديث لا قيمة لها وكانت سياحية , والدليل على ذلك بعد السنوات الثمانية من المد والجزر والاساءة لقضيتنا الفلسطينية نشاهد يومياً الاعتقالات والردح والمهاترات الاعلامية صباحاً ومساءً وأهدافها واضحة وجلية الحفاظ والتمسك بالموجود واقعاًً, والسبب أن المتخاصمين لم يسلكوا الخطوات المتبعة والصحية السالف الذكر للمصالحة بل وتستروا بأقنعة خداعة وبتضليل غير مسبوق في تاريخ البشرية وأصروا أن ينشدوا ويتشدقوا بالمصالحة في كل حرف يخرج من أفواهم بقصد أو بدون قصد لدغدغة مشاعر العامة واستمراراً لسياسة المراوغة لكسب الوقت لتثبيت أعمدة البنيان في الوضع القائم .