هل تغرق غزة ؟
تاريخ النشر : 2013-12-06 16:40

انتظر الناس طويلا موسم الشتاء هذا العام الذي جاء متأخرا وأصبحت زراعة الحبوب والبقوليات متأخرة لهذا الموسم, ولكن ما بدأت الأمطار تسقط حتى شارفت مدينة غزة وضواحيها علي الغرق,والسبب هو سقوط كميات كبيرة من الأمطار في فترة قصيرة وهم ما يطلق علية "شدة المطر".

ومن المعروف أن بنائي الطرق يأخذون شدة المطر في الحسبان عندما يقومون بعمل طرق في إقليم ما مطير, يكيفون تصريف مياه الأمطار مع شدة المطر, وهو أمر يغيب علي ما يبدوا في قطاع غزة بسبب عدم توفر محطة للأرصاد الجوية في قطاع غزة فالمحطة الأرضية الوحيدة التي كانت علي بحر غزة تم سرقتها ولم تعد موجودة , ولا أعرف ماذا يفعل اللصوص بمحطة مناخية.

علي أي حال كانت هذه المحطة توفر معلومات يومية عن العناصر المناخية ومنها المطر وشدة المطر الذي يسقط في فصل الشتاء بكميات تصل عادة إلي 350 ملم في العام, إلا أن الأمطار تغيب أحيانا لفترات طويلة ولا تسقط في موعدها أو تسقط بطريقة انهمارية.

ومن خلال الجولة في بعض المناطق الغارقة والصور الفوتوغرافية التي شاهدتها يتبين أن بالوعات تصريف مياه الأمطار لم تستطع ابتلاع كميات مياه الأمطار الكبيرة التي سقطت بكميات كبيرة في فترة قصيرة, وربما تكون البالوعات غير مهيأة لاستقبال هذه الكميات , وفي بعض الشوارع يغيب نظام تصريف مياه الأمطار.

أغلب الطرقات والشوارع في قطاع غزة غير مهيأة لاستقبال الأمطار الشديدة أو الانهمارية التي تسقط عليها أحيانا وليس في كل الأوقات,وقد سبق وان غرقت مدينة خان يونس قبل عدة أعوام لنفس السبب وقامت حينها بلدية غزة بإغاثتها.

ولا توجد لدي البلديات والدفاع المدني الإمكانيات المادية الكافية للتعامل مع الكوارث في حال حدوثها, وهي قضية من واجب البلديات التعامل معها وذلك بتوفير الآلات والأجهزة اللازمة للإغاثة.

ولكن ما هو معروف أن بلديات قطاع غزة فقيرة ولا تحظي بدعم حكومي ثابت للتطوير.

وسوف تعاني كل مدن قطاع غزة من نفس المشكلة في حال سقوط الأمطار الانهمارية طالما لم تبني الطرق بالمواصفات اللازمة, وهذه المواصفات موجودة في أدراج المهندسين.