هل تصوت فلسطين لإبنها علي أم للفاسد بلاتر؟!
تاريخ النشر : 2015-05-21 10:44

كتب حسن عصفور/ أيام عدة وتبدأ رحلة "رياضية - سياسية" جديدة في مؤتمر الاتحاد الدولي لكرة القدم، "الفيفا" ربما لم تكن فلسطين شعبا ومؤسسات تقف كثيرا أمام مؤتمر يمثل واحدا من أهم الأحداث الرياضية عالميا، كونه ينتخب قيادة كرة القدم ومسيريها لسنوات اربع، كما يضع الخطوط الرئيسية لتطوير اللعبة الشعبية الإولى في العالم، لكن المؤتمر القادم للفيفا احتل مكانة خاصة لفلسطين، والمفترض للعرب، من زاويتين:

 الزاوية الإولى ما تقدمت به قيادة الرياضة الفلسطينية، برئاسة جبريل الرجوب، من طلب لتعليق عضوية الكيان الاسرائيلي في الفيفا، بصفته احتلالي يمارس العنصرية بأوسع أشكالها ضد الرياضة والرياضيين في فلسطين، ويمارس كل أنواع الاضطهاد، منعا وملاحقة، قتلا واعتقالا دون تمييز أو تدقيق بأنهم يمارسون رياضة هي حق من حقوقهم الإنساني والسياسي أيضا..

 والى جانب تلك السياسية العنصرية والفاشية ضد الرياضيين الفلسطينيين، فقد انشأ الكيان الاحتلالي نواد رياضية داخل المستوطنات المقامة على ارض الضفة والقدس الشرقية المحتلة، والتي تشكل وفقا لكل قرارات الشرعية الدولية، وأيضا الاتحاد الاوروبي نشاطات تمثل مظهرا لجرائم الحرب، وأن كل نشاط استيطاني هو عمل غير شرعي، فلذا كل نشاط رياضي في تلك المستوطنات هو ايضا جزء من الجريمة والعمل غير الشرعي، لكن حكومة الكيان لا تقيم وزنا للشرعية الدولية لا سياسيا ولا رياضيا..ولذا تقدمت فلسطين بطلبها المشروع لتعليق عضوية الكيان في الفيفا خلال المؤتمر القادم..

أما الزاوية الثانية، فهي ترشح الأمير العربي الأردني الشاب علي بن الحسين، صاحب 39 عاما، لرئاسة الفيفا في مواجهة العجوز جوزيف بلاتر، حدث يمثل انعطافة تاريخية في المشاركة العربية، احتل مكانة واسعة في الاعلام الدولي والعربي، واثار جدلا من نوع خاص عشية المؤتمر، ولقد أعلنت مصر من خلال اتحادها الرياضي لكرة القدم وكذا الجزائر ودول عربية اخرى، تأييدها لترشيح الأمير العربي الأردني ، وايضا عدد هام من الدول الأوروبية والولايات المتحدة، واتحادات امريكا اللاتينية، وشخصيات بارزة كما النجم الأشهر عالميا ماردونا ورئيس الاتحاد الأوروبي النجم الفرنسي بلاتيني، حتى أن المرشح الهولندي أعلن بأنه سيسحب ترشيحه لصالح الأمير علي..

ترشيح الأمير علي مثار اهتمام العالم، لكن المفاجئ أنه، وحتى الساعة،  غياب الموقف الفلسطيني من ترشيح الأمير علي، والصمت هنا مؤشر على أن "قيادة الرياضة الفلسطينية" تتجه لتأييد جوزيف بلاتر ضد الأمير علي، بعد ان تسربت أقوال نسبت لجبريل الرجوب، ان بلاتر ساهم كثير في تعزيز الرياضة الفلسطينية وقدم لها "خدمات جليلة"، كما استقبله الرئيس محمود عباس  بحفاوة غير مسبوقة يوم 20 مايو - ايار 2015، - قبل أيام من عقد المؤتمر الدولي والذي سيعقد يوم 29 مايو - ، تحت ذريعة محاولة ايجاد حل للإشتباك الرياضي الفلسطيني مع الكيان الاسرائيلي..

استقبال بلاتر، ايام قبل المؤتمر، مهما كانت الذرائع، دون استقبال الأمير علي تشكل "سقطة سياسية" وقعت بها القيادتين السياسية والرياضية  في فلسطين، وما استخدام مسألة طلب فلسطين لتعليق عضوية الكيان، وأن بلاتر قادم لايجاد صيغة حل لها، لم تكن صادقة بالمعني الحقيقي، لأن بلاتر اعلنها صريحة أن الطلب الفلسطيني "خطير وغير مسبوق"، وحاول أن يصفه وكأنه "خلط للسياسة بالرياضة"، ما سارع اليه الرئيس عباس وكذا الرجوب لنفي ذلك، وكأنها "تهمة يجب رفضها فورا"..

والحق أنها مسألة سياسية بامتياز، ومن قام بها أصلا دولة الكيان ذاتها، ولو قرأ الرئيس عباس وأيضا مقدم الطلب الرجوب أسباب طلب تعليق عضوية الكيان سيكتشفان أنها تعود لأسباب سياسية خالصة ونقية، عنصرية كاملة، تماثل بل أكثر سوءا مما كان في نظام الفصل العنصري لجنوب افريقيا، ولذا محاولة ظهور الطرف الفلسطيني بأنه لا يخلط الرياضة بالسياسة، ليس سوى موقف هروبي وغير مفهوم إطلاقا، سوى المضى في تصديق منح الألقاب "السلامية" المنهمرة هذه الأيام..فهل مشاركة نواد من المستوطنات في الرياضة الاسرائيلية ليس سياسة، وهل قتل الرياضي الفلسطيني واعتقاله ومنعه من الحركة، وقطع أواصر الصلة بين الرياضة في الضفة والقدس عن قطاع غزة ليس سببا سياسيا..

نعم كل الأسباب الفلسطينية لتعليق عضوية الكيان، والواردة في الطلب الرسمي هي سياسة كاملة، وكان يجب أن تستخدم أيضا استخداما سياسيا، وليس التهرب منها وكأنها "تهمة معيبة"..فيما كان يجب الرد على تصريحات بلاتر بأن ذلك سابقة خطيرة، بصفعه مباشرة، بأنه هو من يسمح لإتحاد يمارس الاضطهاد والعنصرية والقتل والفصل تحت ستار الرياضة بالمضي في عمله تحت ستار عضوية الفيفا، وهذا هو الذي يشكل "سابقة خطيرة وغير مقبولة"..

أما الترحيب والتهليل والاستقبال الحافل جدا بتلك الشخصية التي يصفها كثير من الرياضيين بأنها باتت رمزا للفساد والإفساد الرياضي، يمثل تساؤلا وعلامة استفهام كبيرة، خاصة وأن القيادتين السياسية والرياضية تجاهلت كليا الأمير علي وترشحه لرئاسة الفيفا، تجاهل سياسي غير مفهوم، وبالتأكيد غير مبرر، ويشكل طعنة سياسية وليس رياضية فقط للعلاقة الخاصة بين الاردن وفلسطين، والتي كرم الرئيس عباس وقبل ايام فحسب شخصيات أردنية ساهمت في مسيرة الثورة..

ولكي لا نذهب بعيدا، فالواجب الوطني - القومي يفرض على الرئيس عباس أن يأمر اتحاد كرة القدم بالإعلان الرسمي وفورا، اليوم قبل الغد، ان صوت فلسطين في الفيفا سيكون للأمير علي بن الحسين، وأن يتم دعوته للقيام بجولة في فلسطين يحظى بترحيب يوازي أو يزيد ما كان لرمز الفساد الرياضي، ولعل ملف منح قطر لكأس العالم لا زال حيا..

ذلك ما يجب أن يكون، وغيره يكون هناك عبث سياسي في أسس العلاقة التاريخية والمستقبلية بين فلسطين والاردن..والسياسة ليست بعيدة عن الرياضة يا سيادة الرئيس..

لتنشيط الذاكرة، كما كان الخالد ابدا ابو عمار يقول دوما، فإن والدة الأمير علي هي الملكة الراحلة علياء طوقان، وطوقان عائلة نابلسية عريقة، ونابلس أحد أعرق مدن وطننا الفلسطيني..لذا فلسطين تمثل "خالا" للأمير..ويعلم الرئيس قيمة أن تكون "خالا"، فما بالك وأن الميثاق الوطني الفلسطيني يتحدث عن علاقة كونفدرالية مستقبلية بين دولتي فلسطين والاردن..لزم التنويه وتنشيط الذاكرة لا غير!

ملاحظة: حماس بحاجة لاصدار بيان توضيح حقيقي لما يحدث في القطاع من إجراءات أمنية، ونشر قواتها العسكرية في كل منطقة منه، فلم يعد يقنع أي طفل غزي بأن ذلك لتعزيز الأمن..ولنفرض صدق الكلام، تعزيز من مَن وضد من!

تنويه خاص: أظرف ما يمكن أن يقرأ الانسان كلام تلك الصبية عضو حكومة السافل سياسيا نتنياهو، المدعوة شاكيد، بانها لا "تميز بين العرب واليهود"..وهي المعروفة بانها "رمز الفاشية والعنصرية" وصفها به بعض اليهود قبل العرب..اي سماجة هذه التي نسمع!