ابرز ما تناولته الصحف العبرية 19/5/2015
تاريخ النشر : 2015-05-19 12:16

نتنياهو يسلم ملف المفاوضات لمن يعارض قيام دولة فلسطينية ويدعم الاحتلال والاستيطان

كتبت صحيفة "هآرتس" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، سلم ملف المفاوضات مع الفلسطينيين لوزير الداخلية سيلفان شالوم، الذي لم يعلن في أي وقت مضى، تأييده لحل الدولتين، لا بل اعلن مرارًا معارضته لقيام الدولة الفلسطينية، ودعمه المتحمس لتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية. واكدت مصادر في ديوان رئيس الحكومة ما اعلنه راديو "صوت إسرائيل" باللغة العبرية، بهذا الشأن، وقالت ان شالوم سيركز المفاوضات في حال استئنافها، نيابة عن رئيس الحكومة. وحسب أقوالهم فان المحامي يتسحاق مولخو سيواصل تولي منصب الموفد الخاص لرئيس الحكومة الى السلطة الفلسطينية.

يشار الى ان المسؤولية التي تسلمها شالوم عن هذا الملف حاليا، تعتبر خالية من أي مضمون، فعملية السلام تمر في حالة جمود عميق، والمفاوضات مع الفلسطينيين التي تفجرت في نيسان 2014، بقيت عالقة. وفي السنة الأخيرة جرت الاتصالات مع الفلسطينيين، من خلال منسق عمليات الحكومة في الأراضي الفلسطينية الجنرال يوآب مردخاي، وفي حالات قليلة تولى الموضوع المحامي مولخو، لكن تلك المحادثات لم تتطرق بتاتا الى استئناف المفاوضات وانما تناولت قضايا مختلفة، منها مسألة الأموال الفلسطينية التي كانت إسرائيل قد جمدتها سابقا.

يشار الى انه خلافا لتسيبي ليفني التي تولت ملف المفاوضات خلال فترة الحكومة السابقة، والتي دعمت حل الدولتين ودفعت نحو التوصل الى اتفاق دائم مع الفلسطينيين، فان الوزير شالوم لم يعلن ابدا دعمه لهذا الحل. ويستدل من تصريحاته خلال السنوات الست الماضية انه يتمسك بمواقف صقرية في كل ما يتعلق بالمفاوضات السلمية. فمثلا، اعلن في آذار 2009، في تصريح لوكالة رويترز ان "رئيس الحكومة نتنياهو يعارض اقامة دولة فلسطينية، وانا لا ارى سببا يبرر الاعلان المسبق عن ان النتيجة النهائية للمفاوضات ستكون قيام دولة فلسطينية". وأضاف: "هذه مسألة يجب مناقشتها. والتفكير بأن نتنياهو سيقول الان "دولتان" ويحقق اتفاق سلام هو مسألة غير واقعية".

وفي حالة اخرى عارض شالوم القرار الذي اتخذته الحكومة في نوفمبر 2009 بتجميد البناء في المستوطنات لعشرة أشهر. وخلال زيارة قام بها الى مستوطنة اريئيل في 2010 قال شالوم ان "تجميد البناء كان خطوة خاطئة وصعبة"، ودعا الى استئناف البناء فور انتهاء فترة التجميد.

وفي اكتوبر 2011 قال خلال لقاء منحه لصحيفة "شيبع" انه "لا يوجد اتفاق في الحكومة والليكود على "حل الدولتين". بل قال انه حسب رأيه، لن يؤيد الليكود اتفاقا ينص على اقامة دولة فلسطينية. وخلال لقاء مع نشطاء من الليكود في رحوبوت، قال شالوم في ايار 2012، ان كل قادة الليكود يعارضون اقامة دولة فلسطينية. وقال: "كلنا ضد اقامة دولة فلسطينية".

وفي ايلول 2014، قال خلال جولة مع قادة مجلس المستوطنات ان "الضفة الغربية هي الدرع الواقي لإسرائيل". كما يشار الى ان شالوم كان العقبة التي منعت قبل عدة أشهر، ربط المدينة الفلسطينية الجديدة "روابي" بشبكة المياه، خلافا لموقف الجهاز الأمني الذي صادق على المشروع.

نتنياهو قسّم صلاحيات الخارجية

في هذا السياق كتبت "يديعوت احرونوت" انه في الوقت الذي ينتظر فيه الجميع رؤية ما اذا كانت وزارة الخارجية ستشكل ورقة مساومة لتوسيع الائتلاف الحكومي، او لاعادة غلعاد أردان الى الحكومة، يتضح انه تم تفريغ المنصب الرفيع من صلاحياته. فوزير الداخلية سيلفان شالوم كشف خلال محادثات مغلقة في الأيام الأخيرة بأنه اتفق مع نتنياهو على القيام بمهام وزير الخارجية بشكل فعلي، فيما اكدت مصادر في الليكود ان شالوم تسلم ملف ادارة المفاوضات مع الفلسطينيين وملف الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة وتركيز الاتصالات مع المجتمع الدولي  لاعادة اعمار غزة.

في المقابل تدعي نائبة وزير الخارجية تسيبي حوطوفيلي انها اتفقت مع نتنياهو على تسلم كافة صلاحيات الوزارة وانه لن يتم تعيين وزير خارجية تخضع له. وقالت "ان نتنياهو سلمني الصلاحيات "كنائبة وزير بدون وزير، وطالما لم يقل لي أي شيء آخر فسأعمل بكل جهد لشغل المنصب في كل القطاعات التي يطلب من اسرائيل العمل فيها".

نتنياهو يعلن استمرار البناء الاستيطاني في القدس الشرقية

كتبت الصحف الإسرائيلية ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، اعلن امس، انه سيواصل البناء في الاحياء الخاضعة للخلاف السياسي في القدس (الشرقية)، رغم معارضة المجتمع الدولي. وكان نتنياهو يتحدث في الكنيست خلال نقاش جرى بمناسبة "يوم القدس"، وقال: "نحن لا نبني في القدس كي ندخل في مواجهة مع المجتمع الدولي، وانما نفعل ذلك بمسؤولية وبرأي موزون لأن هذا هو حقنا الطبيعي".

وقال انه أمر في السابق ببناء مستوطنة "هار حوماه" (على جبل ابو غنيم)، وانها تضم اليوم عشرات آلاف السكان وباتت تعتبر "مدينة داخل مدينة". كما اشار الى انه امر ببناء حي "معاليه هزيتيم" وان البناء يجري ايضا في احياء راموت وجيلو وبسغات زئيف ورمات شلومو، داخل المدينة وفي الاحياء الطرفية". وأشار نتنياهو انه الى جانب ذلك يجري البناء في الاحياء العربية ويجب تحسين البناء هناك بشكل اكبر لرفاهية كل سكان القدس.

واستغل نتنياهو المنبر لمهاجمة رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ بسبب ما اسماه "رسائله المتناقضة حول امكانية تقسيم القدس". وقال لهرتسوغ: "هذه مناسبة كي توضح مواقفك". ورد هرتسوغ قائلا انه "يمنع السماح للأقلية المتزمتة بالانتصار على القدس وتحويلها الى مدينة متصارعة بلا حدود". وقال لنتنياهو "من السهل، كما فعلت خلال الحملة الانتخابية، تصوير من يدعو الى ذلك وكأنه سيدخل المصفحات الى حائط المبكى او سيقسم القدس، ولكن سياسة النعامة القائمة هي التي تفكك المدينة".

وقال هرتسوغ ان "في إسرائيل اجماع قومي واسع على ان القدس هي عاصمة اسرائيل ولن يتم تقسيمها. ولكن هل يعني ذلك ان تبقى الى الابد صخرة للخلاف السياسي؟ تفويت الفرص لا يحررنا من واجبنا السعي بإصرار الى تحقيق السلام المنشود".

وفي تعقيب لديوان الرئيس الفلسطيني محمود عباس على تصريحات نتنياهو بشأن القدس، جاء ان السلام والاستقرار لن يتحققا في الشرق الاوسط دون ان تكون القدس الشرقية عاصمة للشعب الفلسطيني.

وقال المتحدث بلسان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، نبيل ابو ردينة، لوكالة الانباء الفلسطينية "وفا"، ان تصريح نتنياهو بأن القدس هي عاصمة الشعب اليهودي فقط، يتعارض مع موقف المجتمع الدولي والجامعة العربية. وقال ان المرحلة القادمة بالنسبة للفلسطينيين هي مواجهة سياسية حيث ستتوجه السلطة الى سلسلة من التنظيمات الدولية كي تصد سياسة نتنياهو المدمرة.

موغريني: الاتحاد الاوروبي يرغب بدور مركزي في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.

كتب موقع "واللا" انه عشية زيارتها الى الشرق الاوسط، والتي ستشمل اسرائيل، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فدريكا موغريني، أمس (الاثنين)، ان الاتحاد الأوروبي يرغب القيام بدور مركزي أكبر في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.

وخلال مؤتمر صحافي عقد فور انتهاء اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، الذي ناقش عملية السلام في الشرق الأوسط، والهجرة غير القانونية الى القارة، قالت موغريني "ان زيارتي المبكرة تنطوي على معاني سياسية، الاتحاد الأوروبي مستعد ويريد أن يقوم بدور مركزي في تجديد مسار المفاوضات المبني على حل الدولتين".

ويتوقع مسؤولون في الاتحاد الأوروبي أنّ موغريني التي ستلتقي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن يومي الأربعاء والخميس، تلاحظ وجود فرصة لتوسط الاتحاد الأوروبي في جهود السلام في المنطقة، على ضوء عدم قيام الولايات المتحدة بعرض مبادرة جديدة منذ فشل المفاوضات في نيسان من العام الماضي.

ورغم ذلك، فإنّ هناك خلافات داخل التكتل الاوروبي الذي يضم 28 دولة، حول الشرق الأوسط. فالكثير من الفلسطينيين يرون في الولايات المتحدة دولة مقربة جدًا من إسرائيل، ومن جهتها تشعر أنّ حكومات كثيرة في القارة الاوروبية، تظهر تساهلاً كبيرًا مع التنظيمات الإرهابية الفلسطينية. وموغريني، التي تعرضت لانتقادات من قبل الحكومة الإسرائيلية، بسبب الاتصالات التي اجرتها سابقا مع مسؤولين فلسطينيين كبار، أوضحت أنها تريد سماع وجهة نظر الطرفين. وقالت: "هناك مسألة واحدة واضحة – وهي أنّ الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر".

منع دخول سترات الغوص الى قطاع غزة

كتب موقع المستوطنين (القناة السابعة) انه سمح بالنشر، امس الاثنين، انه تم في مطلع الشهر، وبالتعاون بين موظفي الجمارك الذين يعملون على المعبر الحدودي (نيتسانا)، وبين الشاباك منع محاولة لتهريب سترات للغواصين في قطاع غزة. وحسب وثائق الاستيراد، كان يفترض ان تضم الشحنة بدلات رياضة، بينما اتضح خلال فحص أساسي قام به موظفو الجمارك، أنّ الشحنة تضم 40 بدلة غوص، وهي من المنتجات التي يتحتم الحصول على تصريح خاص لاستيرادها إلى قطاع غزة.

ووفقا لتقديرات المسؤولين في جهاز الأمن، فإنّ هذه الشُحنة تشكل جزء من محاولة حماس تعزيز قوتها في قطاع غزة، حيث تقوم بعمل متواصل لتعزيز قوتها العسكرية البحرية، بما في ذلك قوات الكوماندوس، التي تهدف الى تنفيذ عمليات هجومية ضد أهداف إسرائيلية. يشار الى أنه جرت خلال عملية "الجرف الصامد"، عملية كهذه، حيث وصل أربعة غواصين من مقاتلي الكوماندوس في حماس إلى شاطئ "زيكيم"، بهدف مهاجمة أهداف إسرائيلية.

لأول مرة في تاريخ الكنيست: النواب العرب سيترأسون لجنة برلمانية

كتبت "يسرائيل هيوم" انه للمرة الأولى في تاريخ الكنيست سيتم تعيين عضو كنيست من القائمة العربية المشتركة، رئيسًا للجنة تطوير شؤون المرأة. ويأتي ذلك بعد مطالبة نواب القائمة المشتركة برئاسة هذه اللجنة، انطلاقا من حقها برئاسة احدى لجان الكنيست بعد نجاحها بالحصول على 13 مقعدا، وتحولها الى القوة الثالثة من حيثُ حجمها في الكنيست. وعلى ضوء توزيع معظم اللجان القانونية الأخرى لأحزاب الائتلاف، فقد توجهت القائمة المشتركة الى اللجنة التنظيمية وطلبت تسلم رئاسة لجنة شؤون المرأة والمساواة الجندرية.

وفي المقابل تخلت المشتركة عن تمثيلها في لجنة الخارجية والأمن مقابل ضمان ممثليْن لها في لجنة المالية. وستقرر اللجنة التنظيمية، الأسبوع القادم نهائيًا تشكيلة اللجان ورؤساؤها. وتبقت خمس لجان لم يتم بعد تعيين رؤساء لها، وهي: لجنة الكنيست، الداخلية وجودة البيئة، الهجرة والاستيعاب، المخدرات والكحول، العمال الأجانب.

ايزنكوت يقرر الغاء كتيبة الدروز في الجيش

كتبت "هآرتس" ان رئيس الأركان غادي ايزنكوت قرر الغاء كتيبة "حيرب" (السيف) الخاصة بأبناء الطائفة الدرزية في الجيش الاسرائيلي. وابتداء من تموز المقبل سيتوقف ضم المجندين الدروز الى الكتيبة، ومن ثم سيتم بعد شهرين، اثر الانتهاء من نشاط عسكري على الحدود الشمالية، الغاء الكتيبة وتوزيع جنودها على الوحدات الأخرى.

وحسب الجيش فان قرار الغاء هذه الكتيبة بعد 41 عاما من عملها، يأتي تلبية لمطلب الكثير من ابناء الطائفة تجنيدهم في مختلف الوحدات الميدانية واداء مهام اخرى في الجيش. وحسب معطيات الجيش فانه رغم طلب 5% فقط من المجندين الدروز الانضمام الى هذه الكتيبة، الا انه تم ضم 19% من المتجندين الدروز اليها في نهاية كل دورة تجنيد.

وقال العقيد (احتياط) مفيد عامر، الذي ترأس هذه الكتيبة في السابق انه من المؤسف اتخاذ هذا القرار، وانه حارب مع رفاقه قبل سنة على منع الغاء الكتيبة، لكنهم لم ينجحوا بذلك هذه المرة بسبب قلة نسبة المتجندين فيها. اما العقيد (احتياط) ركاد خير الذي خدم في جولاني فرحب بالقرار وقال انه لا مكان له في العصر الحديث. وقال وزير الامن موشيه يعلون انه تم اتخاذ القرار بعد اعراب ابناء الطائفة عن رغبتهم بالاندماج في كل الوحدات العسكرية.

اعتقال اكبر عصابة للاجرام في اسرائيل

كتبت الصحف العبرية ان الشرطة تمكنت من إلقاء القبض على احدى أقوى تنظيمات الإجرام في إسرائيل، واعتقلت رئيس التنظيم وعشرات المجرمين التابعين للتنظيم على مدى أجيال كثيرة، بما في ذلك الفصائل التي انشقت عن هذا التنظيم طوال السنوات الماضية، وقامت بتشكيل تنظيمات إجرامية خاصة بها. وتم فرض حظر النشر حول هذه القضية، بما في ذلك كل تفاصيل التحقيق وكل معلومة من شأنها أن تكشف المشتبهين، الضالعين، وشهود العيان، وكل معلومة تتعلق بالقضية.

ووصفت القضية، من قبل الكثيرين، امس، بأنها "هزة أرضية في عالم الإجرام (العالم السفلي)".

وكانت قوات كبيرة من الوحدة القطرية للتحقيق في الجرائم الخطيرة، بما في ذلك وحدة لاهف 433، وبالتعاون مع الوحدة المركزية في تل أبيب وبمساعدة قوات من ألوية الشرطة المختلفة،  قد داهمت في ساعات صباح امس، بيوت عشرات المشتبهين في أنحاء متفرقة في البلاد. وقامت قوات الشرطة بإجراء تفتيش في بيوتهم واعتقلت 50 شخصًا من بينهم للتحقيق معهم. وفي إطار هذه الحملة تمّ احتجاز مركبات، ممتلكات وحسابات بنوك بغرض المصادرة.

وسيتم اليوم عرض 44 من المعتقلين في القضية أمام محكمة الصلح في ريشون لتسيون للنظر في تمديد اعتقالهم. ويشار الى بعض المعتقلين كانوا قد اعتقلوا في الماضي بشبهة ضلوعهم في جزء من هذه القضايا التي يتم التحقيق فيها.

كما يشار الى انه قبل وقتٍ قصير من نشر أمر الاعتقالات، امس، كشف مفوض الشرطة يوحنان دانينو وجود تحقيق في قضية خطيرة يعتبر أحد أكبر وأهم التحقيقات التي جرت في شرطة إسرائيل. ووفق الشبهات فإنّ أسماء المعتقلين ترتبط بأكثر من 30 ملف تحقيق حول أخطر الجرائم التي جرت في العشر سنوات الماضية وتشمل: قضايا قتل لم يتم التوصل إلى مرتكبيها من العالم السفلي، والتي وقع قسم منها قبل أكثر من 10 سنوات، إضافة إلى محاولات قتل أسفرت عن مقتل مواطنين أبرياء، ممارسات عنف خطيرة، تبييض أموال وجرائم مخدرات شاملة. وتحول التحقيق الذي حمل اسم "512"، فجر امس، الى  تحقيق علني، بعد اعتقال عشرات المشتبهين الذين ينتمي غالبيتهم لتنظيم إجرامي معروف.

 

 

مقالات

شيلي مشوشة

تحت هذا العنوان يكتب سيفي رخيلبسكي، قي "هآرتس" انه لولا انتقال موشيه ديان بعد انتخابات 1977 الى حزب الليكود لما كان يمكن التوصل الى اتفاق السلام مع مصر. فالاتفاق الذي توصل اليه ديان مع نظيره المصري حسن التهامي، حول شروط السلام، هو الذي احضر الرئيس انور السادات الى القدس. وامام 60 نائبا في الائتلاف الحكومي المرتعش، تطرح الآن الحاجة الى وجود ديان جديد. لأن مهمة وضع حد لتهديد نتنياهو المعادي للديموقراطية لا تقل استراتيجيا عن السلام مع مصر.

غالبية النواب لا يدعمون، في داخلهم، بنيامين نتنياهو. وحتى في اليمين يفهمون انه لا يمكن لليهود الذين تعرضوا الى الملاحقة من قبل الدكتاتوريات العنصرية، ان يفرضوا دكتاتورية كهذه على انفسهم. النائب الذي يختفي من امام الحاكم في المستشفى ليس مجرد مهزلة وحادث. ليس صدفة وقوف غلعاد اردان ضد دوس الاعلام الحر، وتدمير التخطيط في وزارة الداخلية وبلطجة نتنياهو في وزارة الاعلام. وليس صدفة وقوف ابيغدور ليبرمان في الخارج.

يوجد هنا شيء اكبر من مسألة اليمين واليسار. دكتاتورية سيئة للجميع. خلية تصفية الصحافة بمساعدة مئات الملايين لبوق الحاكم المسمى "يسرائيل هيوم"، لا تحارب اليسار فقط. ليبرمان، نفتالي بينت واردان يتلقون منها ضربات ليست أقل. لقد علمنا التاريخ انه عندما يسيطر الحاكم على وسائل الاعلام، فانه يتم، ايضا، تصفية "رفاقه" على الأقل سياسيا.

الوعد المتوخى من (حزب) "كلنا" في وقت ينضم فيه الى تشوهات نتنياهو يعتبر مدمرا. المساواة ومعاداة الديموقراطية لا يتفقان. واكثر ما يرمز الى ذلك هو تعيين تسيبي حوطوبيلي حاكمة في وزارة الخارجية. فنتنياهو يعين من يعتبر نفتالي بينت بالنسبة لها رجل يسار. السلطة التي تستدعي العقوبات سترفع، ايضا، غلاء المعيشة الى رقم قياسي. هذا عمل غير اخلاقي.

لقد كرر كحلون امام رجاله بأنه يفضل حكومة مصالحة قومية مع هرتسوغ، وانه سيحافظ على المحكمة العليا ووسائل الاعلام، وان ناخبيه ومنتخبيه هم من معسكر الوسط المعتدل، وانه لن ينضم الى حكومة يمين متطرف، وبالتأكيد ليس لحكومة تضم 61 عضوا فقط. فما الذي يفعله بحق الجحيم؟

أمال كحلون بأن تنقذه شيلي يحيموفيتش واهية. اقتراح يحيموفيتش بالتعاون من اجل نظام نتنياهو لن يصمد – لأنه كاذب، مضر وغير اخلاقي. يفترض بيحيموفيتش ان تكون اول من يعرف بان اقتراح دعم وتعزيز الشر بمساعدة "الأمور الجيدة" التي يقوم بها هي مهزلة. هل ستنقذ يحيموفيتش بالذات النظام المعادي للديموقراطية، الذي يبدأ بتدمير وزارة الاعلام، والذي لا يتمتع بالأغلبية بتاتا؟ هناك حدود لكل الألاعيب.

الدخول (الخاطئ) الى الائتلاف الحكومي يصبح افضل بكثير من اقتراح يحيموفيتش الحقير. عندها على الاقل ستنظر الى الشر من الداخل. هل يجب مساعدة كحلون في الوقت الذي تساهم اصبعه في تدمير الاعلام والديموقراطية وتهدد بإحراق المنطقة عبر الحرم القدسي؟ هل اصيب احد هنا بالجنون؟ نهائيا؟

فليتفضل كحلون وينضم الى ائتلاف ديموقراطي الذي يدعي انه يريده. يمكن تحقيق المساواة فقط في الديموقراطية. مساعدة "كلنا" تأتي بنتائج عكسية. يمكن تحقيق اصلاحاته في حكومة مصالحة يقودها العمل فقط. لقد صوت 63 نائبا من اجل التغيير، من كحلون ويسارا. وعندما ينضم المتدينون الى ائتلاف يقوده هرتسوغ، ويدعمه العرب من الخارج، سيحظى بدعم 76 نائبا. حتى ليبرمان، وربما بينت واردان يمكنهم الدعم. لا توجد مهمة اكبر من انقاذ اسرائيل من الدكتاتورية. ويمكن لتحقيق الاختراق السياسي ان ينتظر.

في ظل حكومات نتنياهو تراجعت اسرائيل الى ما دون المرتبة 100 في المقياس العالمي لحرية الصحافة، ووصلت الى رقم قياسي بين الدول الصناعية في مجال الفقر والفجوات. لو تم التصويت سرا على حكومته في الكنيست فمن المؤكد ان نتنياهو لم يكن سيحظى بدعم 30 نائبا. هناك عدم ثقة مطلق بنتنياهو داخل الليكود. فهناك يؤمنون بأنه في ظل حاكم غير ديموقراطي لا احد يستحق الحياة غيره.

يجب على حزب "كلنا" القيام بعمل. اذا لم يتمتع كحلون بالشجاعة، يجب على شخصين من حزبه عمل ذلك والتصويت الى جانب نزع الثقة الذي سيضع حدا لخطر نتنياهو. لا يوجد هنا ما هو اكثر اخلاقيا من ذلك. وعندها سيتجاوز مجدهم مجد ديان.

أين هم وأين بيغن

يكتب موشيه أرنس في "هآرتس" عن الفارق بين حكومة نتنياهو التي تعتمد على 61 نائبا، بفارق عضوين عن المعارضة، وحكومة الليكود الاولى التي عرضها مناحيم بيغن في عام 1977، والتي اعتمدت، ايضا، على 61 نائبا. ويقول ان احدا من النواب الـ43 لحزب الليكود في فترة بيغن لم يفكر باستغلال الغالبية الضئيلة كي يطالب بمنصب وزاري. لقد فهم كل واحد منهم ان تركيب الحكومة يعود الى الرأي المطلق لبيغن، وكانوا جميعا على استعداد لخدمة الدولة بدون نيل مناصب في الحكومة والكنيست.

لقد مرت 38 عاما على حكومة الليكود الأولى، فهل مضت تلك الأيام بدون رجعة؟ هل أصبحت الأنانية والطموح الشخصي رمزا فارقا للسياسة الاسرائيلية، بحيث يطالب كل واحد بمنصب وزاري لنفسه من خلال التهديد باسقاط الحكومة؟ هل تحول شعار بيغن، بأننا جئنا لخدمة الأمة، على مدى السنوات الى استعارة وطنية بدون معنى؟

من يعتقد أن مثل هذا السلوك هو سمة تميز النواب الليكود فقط، فهو مخطئ. فانتقال كبار السياسيين من حزب إلى آخر، بحثا عن التقدم الشخصي، ميز في السنوات الأخيرة كل الذين انضموا الى المعسكر الصهيوني حاليا، بشكل لا يقل عن الليكود. وإذا تذكر اسحق هرتسوغ، في لحظات واقعية، أن "حلفائه" في المعارضة يشملون افيغدور ليبرمان واعضاء حزبه الخمسة،  فضلا عن مثيري الشغب الذين حاولوا تفجير الاجتماع في الكنيست عندما القى رئيس الوزراء كلمته، سيدرك انه لا يمثل تحالفا بديلا لائتلاف نتنياهو.

هل يعني هذا أنه حكم علينا التسليم بسلطة تعتمد على حكومات غير مستقرة. من الواضح تماما أنه يستحيل في اطار نظام التصويت الحالي تحقيق الاستقرار للحكومة، إلا إذا تمثل كل من الحزبين السياسيين الرئيسيين في الكنيست بنسبة 40-50 مقعدا على الأقل. وهذا لن يحدث إذا واصل كبار السياسيين الترحال من حزب الى آخر، وتقويض الثقة التي يكنها أعضاء الأحزاب الكبرى لأحزابهم. لتجنب ذلك، يجب على الناخبين ابداء الاستعداد لمعاقبة مثل هؤلاء الرحل السياسيين.

ومع ذلك، هناك تدابير إضافية يمكن أن تساعد في إعادة الاستقرار للحكومة – تدابير متطرفة وقاسية سيكون من الصعب على الكثيرين ابتلاعها. والحديث عن القانون الذي صودق عليه  للتو في البرلمان الايطالي بمبادرة من رئيس الوزراء الشاب والطموح ماتيو رانتشي، الذي يصر على تحقيق الاستقرار للحكومة الايطالية  التي تعاني منذ سنوات من ائتلاف غير مستقر. وفقا للقانون، المعروف باسم "ايطالياكم" يتم منح مقاعد اضافية "مكافأة" للحزب الذي يفوز بأكبر عدد من الأصوات، كي يشكل الأغلبية المطلقة من تلقاء نفسه، ولا يحتاج الى ائتلاف كي يدير السلطة.

هذا الأسلوب لا يغير عدد نواب البرلمان، والمقاعد المتبقية بعد تخصيص المكافأة لأكبر حزب يتم تقسيمها على بقية الأحزاب حسب نسبة الأصوات التي حصلت عليها في الانتخابات. وبعبارة أخرى، فإنها تدفع ثمن ضمان غالبية مستقرة لأكبر حزب. صيغة كهذه كانت ستمنح الليكود "مكافأة" مساوية لـ35 نائبا في الكنيست، ليصل عدد مقاعده الى 65 مقعدا، بينما سيقلص تمثيل الأحزاب الأخرى الى النصف، بشكل لا يتجاوز عدد مقاعدها الـ55. هل ستكون اسرائيل مستعدة لتحقيق الاستقرار بهذا الشكل؟

مقالات

عندما تفشل الولايات المتحدة، تتحول إيران إلى المسيح!

تحت هذا العنوان يكتب بوعاز بيسموط، في "يسرائيل هيوم" انه قام قبل عدة أيام، بتهنئة القوات الأمريكية الخاصة، على العملية التي نفذتها على أرض سوريا، حيث اغتالت أحد كبار المسؤولين في تنظيم داعش، لكنه اعتبر ذلك قليل جدًا، ومتأخر جدًا (بالنسبة لآلاف المواطنين الذين قتلوا حتى الآن) وبالأساس قال إن العملية لا تترجم الواقع على الأرض. "فداعش لا يزال ناشطًا ومسيطرًا".

ويضيف: " رغم التفجيرات التي تطاله، ورغم الائتلاف الكبير التي أقامته واشنطن، فقد استطاع تنظيم داعش أمس، السيطرة من جديد على مدينة الرمادي، كما حصل في صيف 2014. وتتساءل صحيفة "نيويورك تايمز"، في مقال تحليلي، عما إذا كان العراق قادر على إدارة الصراع ضد داعش دون تدخل من إيران. وكنا قد قلنا ذلك أيضًا، وربما هذه هي المشكلة الأكبر بالنسبة لنا، إسرائيل، في هذه القضية.

ما من شك أنّ احتلال الرمادي من جديد (والتي تبعد 100 كم، غرب بغداد) يجدد الإنجاز الأكبر لتنظيم الدولة الإسلامية منذ بداية هذا العام. وعمليًا يفترض بالأمور أن تظهر بشكلٍ مختلف. فالجيش العراقي والمليشيات السنية، التي تعمل إلى جانبه، بتدريب أمريكي، وبحماية عمليات القصف التي يقوم بها التحالف، كل ذلك كان من المفترض أن يجعل الحكومة في بغداد قادرة على اعادة احتلال محافظة الأنبار وعاصمتها الرمادي.

لقد ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أمس أنّ للأمريكيين تاريخ موجع مع محافظة الأنبار، التي فقدت فيها  الولايات المتحدة أكثر من ألف جندي. وبسبب التقارب الأمريكي مع حكومة بغداد، تصبح واشنطن شريكة في الفشل الذريع الجديد في ذات المحافظة الصحراوية الدامية.  لقد اعتقد البعض أنّ داعش تشهد تراجعا بعد الفشل الدامي للتنظيم الجهادي في تكريت وقرب الحدود مع كردستان، لكن داعش لا تزال قائمة، تتنفس، وتواصل قطع الرؤوس.

الفشل في مدينة الرمادي، يعتبر، ايضا، فشلا لقوات الجيش العراقي والمليشيات السنية التابعة له. لقد صرح رئيس الحكومة العراقية في الشهر الماضي أنّ الدفاع عن الرمادي واحتلال محافظة الأنبار، يأتي على رأس سلم أولويات حكومة بغداد. لكن عمليًا، انهارت قوات الجيش العراقي وهربت تاركة كل أسلحتها لداعش. وفي ظل الوضع الذي تقوم فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها بشن هجمات جوية فقط، لا يتبقى امام الحكومة في بغداد أي إمكانية أخرى، سوى مطالبة المليشيات الشيعية بالمساعدة. إذًا فقد عدنا إيران.

المشكلة بالنسبة للمليشيات الشيعية هي الطريقة التي يتم التعامل فيها مع المواطنين السنيين، لكن ما لا يقل خطورة عن ذلك هو حقيقة أنّه تقف من خلفها إيران التي تجد في كل ٍ من العراق وسوريا (واليمن أيضًا)، أرضا خصبة لتعزيز قوتها، وتأثيرها وتقربها من واشنطن. وإذا شئتم، يمكن توصيف إيران بأنها تقوم بدور "المسيح". فواشنطن، رغم كل شيء، بدت أمس بأنها متفائلة، هكذا تبدو الحرب ضد داعش. ليس لطيفًا، بل مخيفًا.

أفق سياسي: يجب التلميح للمبادرة العربية

كتب يوسي بيلين، في صحيفة "يسرائيل هيوم" أنّه عندما تابع، يوم الخميس الماضي، خطاب التصويت على الحكومة، تمنى لو أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو فاجأ وعرض سياسته للفترة القادمة، مع الإشارة إلى ما يتوخاه العالم، وامام الشعور بأنه لن تمنحه الولايات المتحدة واوروبا أشهر طويلة من النعمة حتى يعرض المسار السياسي. انه يرى في قرار مجلس الأمن في مسألة تجميد الاستيطان، خطرًا، كما انه يتخوف من صدور قرار عن مجلس الأمن، يطرح أسس الاتفاق الإسرائيلي-الفلسطيني الدائم، وعدم قيام أمريكا بفرض الفيتو ضده.

إذا كان يهمه جدا منع خطوات كهذه، وإذا كان يهمه منع الفلسطينيين من قيادة خطوات أحادية الجانب على المستوى العالمي، وبالأساس في كل ما يتعلق بالمحكمة الجنائية الدولية، فهو ملزم بخلق خطاب بار إيلان الثاني، وليس أقل منه.

ولأنه تم تفويت الفرصة في الخطاب الذي القاه خلال التصويت على الحكومة الجديدة، فمن المفضل أن يفعل نتنياهو ذلك في إطار نقاش سياسي في الكنيست، او في أي إطار يناسبه، لا يتسبب له بالتعرض لقذائف غضب اليمين. حسب رأيي يجب ان تنص الرسالة الرئيسية لخطاب كهذا، على اعلان استعداده للبدء، في كل وقت وفي كل مكان، بحوار مع الجامعة العربية حول المبادرة العربية التي رفضتها إسرائيل عام 2002. يمكنه القول إنّ النقاش حولها لا يعني تبني جميع بنودها، وليس لديه أي نية لتجاوز منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل المعروف الشعب الفلسطيني.

يمكن لنقاش كهذا أن يقود إلى محادثات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، وهذه المرة على قاعدة يتم الاتفاق على مبادئها مسبقا مع العالم العربي، من المفهوم ضمنًا أنّه سيكون على إسرائيل أن تضمن مسبقًا أنه إذا ما نجحت المفاوضات، فإنّ جميع الدول العربية ستفتح سفاراتها في القدس، عاصمة إسرائيل. 

يمكن دائما التقليل من أهمية الكلمة، لكن لا يمكن لأي شخص أن يتجاهل خطاب بار إيلان الأول، وإذا كان الخطاب الثاني سيشمل الأسس المقترحة هنا، فانه لن ينجح احد بالغاء أهمية الخطاب الثاني. وإذا تجاوب العالم العربي وقادت المحادثات مع الدول العربية إلى تقويض الائتلاف، فما من شك أنّ أحزاب المركز-اليسار ستمنح نتنياهو الغالبية المطلوبة لمواصلة المسار السياسي. 

أعتقد أنّ ما سيصعب على الحكومة الجديدة الاستمرار، هو ليس عدد أعضاء الائتلاف – فقد كانت هناك حكومات ضيقة في السابق بل كانت أقل منها–  وانما تزامن عدة عوامل ذات مصالح مختلفة جدًا، وقدرة كل واحد منها على تقرير مصير الحكومة بسبب صغر حجمها. وعندما نتحدث عن أحزاب المركز-اليسار، فإنّ الحقائب الوزارية لن تجعلها تنضم الى الحكومة، ولكنها لن تملك خيار الوقوف ضد مسار سياسي هام. وإذا لم يقرر نتنياهو مسارا دراميا من هذا النوع، يؤثر تمامًا على المسارين السياسي والدبلوماسي، فسيضطر للاكتفاء بمشاريع صغيرة، ويستنفذ طاقته في الجري وراء أعضاء الكنيست غير الملتزمين.