الحرم الإبراهيمي يعج بالآلاف رغم إجراءات الاحتلال
تاريخ النشر : 2015-05-17 00:21

أمد / الخليل : شهد الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، اليوم السبت، إقبالا غير مسبوق من المواطنين والزوار الذين قدموا من بلدان شقيقة وصديقة للمشاركة في الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج.

وأثناء تجوله في ساحات الحرم الابراهيمي عاقدا العزم المشاركة في الاحتفال الذي نظمته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في الحرم الابراهيمي، بحضور وزير الاوقاف التركي البروفيسور محمد كرماز، قال المواطن وليد ابو الحلاوة لـ'وفا'، الحرم والبلدة القديمة عادا الى ما قبل الاحتلال، انهما يعجان بالمواطنين من مختلف أرجاء الوطن، إضافة إلى زوار وبأعداد كبيرة قدموا من تركيا والهند والمغرب والأردن واندونيسيا وباكستان وبريطانيا وغيرها من الدول، هذا المشهد آمل ان يتكرر، انه يضفي شعورا بالسعادة رغم اجراءات الاحتلال التعسفية.

الحاج مصطفى جوهر (65عاما) الذي قدم من مدينة وجدة المغربية قال، شعب فلسطين قوي يستحق الحياة، واثناء حديثه انهمرت دموعه وهو يئن ويقول، 'ما اجملكم يا اهل فلسطين ما اطيبكم وما انقى قلوبكم، اطفالكم يلهون رغم ضيق الحال، يبحثون عن متسع للحياة، ليتنا نرابط معكم حتى يرحل الاحتلال'.

وحضر الاحتفال وزير الاوقاف التركي، البروفيسور محمد كرماز، ووزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف ادعيس، ومحافظ الخليل كامل حميد، ورئيس بلديتها داود الزعتري، ورئيس لجنة اعمارها علي القواسمة، ومفتي المحافظة الشيخ ماهر مسودة، وعدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية.

وقال وزير الاوقاف التركي، اتينا من تركيا ننقل تحيات شعبنا، وان تحرير فلسطين مسألة وقت لكل ابناء تركيا، وهي ليست قضيتكم وحدكم، دخولي الى الحرم الابراهيمي اشبه ما يكون بالدخول الى سجن بسبب اجراءات الاحتلال وهذا عار على الانسانية ولا يقبله اي صاحب وجدان في العالم 'انهم يسجنون ابا الانبياء ابراهيم عليه السلام'.

وشكر كرماز الرئيس محمود عباس على دعوته لحضور مؤتمر القدس الكبير، وقال 'اثبتوا ايها الفلسطينيون في ارضكم ووطنكم لأن عزتكم هي عزة الامه جمعاء، والنار التي لم تحرق سيدنا ابراهيم لن تحرقكم، آلامكم آلامنا وجراحكم جراحنا، انتم سادة الامم ربوا اولادكم على الحرية انتزعوها لأنكم تستحقون دولتكم الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف'.

واستنكر اجراءات الاحتلال الاسرائيلي وحواجزه التي اقيمت على مداخل الحرم والخليل القديمة، بهدف منع المواطنين من الوصول الى الحرم، مشددا على أهمية وحدة الفلسطينيين وان تتجلى بأسمى معانيها بينهم، 'وان تكون قلوبهم وعقولهم لا تقبل الاختلاف، فالشعب الفلسطيني يستحق التفاني لخدمته في كافة مجالات الحياه'.

من ناحيته، هنأ حميد باسم الرئيس كافة الحضور لمناسبة الاحتفال بذكرى الاسراء والمعراج، وقال 'نبرق رسالة الى اهلنا في كل ارجاء العالم بأن شعبنا يرنو للحرية والاستقلال ومن اجل اقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس'.

وشدد على اهمية شد الرحال الى القدس والحرم الابراهيمي وفلسطين عامه وقال، 'زيارة السجين لا تعني ابداً التطبيع مع السجان بل هي تعزيز لصمود ابناء شعبنا ودعمه في مواجهة المحتل'.

ونوه ادعيس إلى أن زيارة وزير الاوقاف التركي لها دلالات ومعان كثيرة أهمها ابراق رسالة للمحتل بأن الفلسطينيين ليسوا وحدهم في مواجهة طغيانك واعتداءاتك الهمجية، وان على كافة الدول العربية والاسلامية شد الرحال الى فلسطين.

وتابع ادعيس موجها حديثه الى شعب تركيا قائلا: 'بدعمكم لنا تعززون صمودنا وبمساندتكم يندحر المحتل ويرحل، ونحن على موعد لإحياء ذكرى الاسراء والمعراج العام القادم في المسجد الاقصى المبارك بالقدس وهي محررة'.

واشار رئيس لجنة اعمار الخليل الى اهمية استمرار هذه الزيارات، ونوه إلى أن ذكرى الاسراء والمعراج تمر بالتزامن مع ذكرى النكبة وتشريد ابناء شعبنا في مخيمات اللجوء، وقال 'هذه ارضنا ومقدساتنا نحن صامدون لن نرحل والاحتلال الى زوال'.

وعبر رئيس بلدية الخليل، عن سعادته بتوافد الاف المواطنين على الحرم الابراهيمي، وقال آمل أن يبقى توافد المواطنين من ابناء شعبنا ومن الخارج على الحرم والبلدة القديمة من الخليل متواصل طوال أيام العام ليعلم الاحتلال أن الحرم الإبراهيمي سيبقى مسجدا إسلاميا، وهناك من يهتم بهذا المكان المقدس ويدافع عنه ويحميه رغم تقسيمه من قبلهم الى جزأين، وشكر الوكالة التركية للتعاون والتنسيق الدولي 'تيكا' على فرشها الحرم الابراهيمي بالسجاد امس، وحرصها الدائم على تقديم ما امكن من خدمات لفلسطين.

وشرح مفتي الخليل ماهر مسوده، دور تركيا الحيوي في دعم فلسطين عبر التاريخ، وبين كيفية تقسيم الاحتلال للحرم الابراهيمي، موضحا الأهمية الدينية والتاريخية لأرض فلسطين المباركة، ودعا المواطنين إلى المواظبة على الصلاة وإحياء المناسبات الدينية في الحرم الإبراهيمي بغية اعادة الحياة للبلدة القديمة التي يسعى الاحتلال الى احكام سيطرته عليها بالقوة.

وتخلل الحفل أناشيد دينية 'مدائح نبوية'، وعروض لفرق كشفية وفعاليات ترفيه للأطفال، إضافة إلى دروس ومواعظ دينية.