النكبة الفلسطينية مستمرة..
تاريخ النشر : 2015-05-15 20:34

النكبة مصطلح فلسطيني يعكس حالة المأساة الإنسانية للشعب الفلسطيني الذي هجر وشتت وهدم معظم معالم مجتمعهم السياسية والاقتصادية والحضارية عام 1948 لصالح إقامة الدولة اليهودية "إسرائيل" , وتم ذلك باحتلال معظم أراضي فلسطين 77% من أراضي فلسطين من قبل الحركة الصهيونية ، وطرد وتشريد ما يربو على ثمانمائة ألف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين ، حيث قامت العصابات الصهيونية بارتكاب أربع وثلاثين مجزرة وأعمال النهب ضد الفلسطينيين ، وهدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية. وطرد معظم القبائل البدوية التي كانت تعيش في النقب ومحاولة تدمير الهوية الفلسطينية ومحو الأسماء الجغرافية العربية وتبديلها بأسماء عبرية وتدمير طبيعة البلاد العربية الأصلية .
إن قيام الكيان الصهيوني على أنقاد الشعب الفلسطيني المكلوم وما تلاه من اعتراف أممي بهذا الكيان المسخ تتويجاً بقرارات الانضمام كعضو في الأمم المتحدة.
حيث شكل بروتوكول لوزان الدافع لبعض الدول التي التزمت الحياد أو الرفض لقبول "إسرائيل" في الأمم المتحدة للقبول بها خصوصا ً بعد الدور الذي لعبه أنصار "إسرائيل" في نشر خبر توقيعها عليه ، فالتوقيع لم يكن أكثر من خديعة "إسرائيلية" غرضها إيهام الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي كانت تبحث في مسألة قبول عضوية "إسرائيل" بأنها تقبل بالالتزامات المترتبة عليها من قبول لقرار التقسيم (181) والقرار 194 القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.
إلا أن الكيان الصهيوني في شباط 1949 عاود بعد توقيعه على اتفاق الهدنة مع مصر إلى رفع بذات اليوم طلبا ً لنيل العضوية مستغلا ً خروج سورية من عضوية مجلس الأمن ودخول مصر واستلام كوبا لرئاسة المجلس بالتوازي مع اقتراح المندوب الأمريكي لقبول طلب عضوية "إسرائيل"، فنال الطلب موافقة تسعة دول في المجلس وصدر القرار رقم 69 الذي حمل توصية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بقبول عضوية "إسرائيل" الذي ناقشته بدورها الجمعية العامة للأمم المتحدة ووافقت عليه بأكثرية 37 صوت مقابل 12 معارض وامتناع 9 دول عن التصويت، وعبرت عنه بقرارها رقم 273
ومنذ ذلك الوقت امتلك اليهود دولتهم على أنقاض وآلام الشعب الفلسطيني المشرد وبتغطية دوليه من أكبر مؤسسة كان واجبها أن تحمي الشعوب المضطهدة وتدافع عنها وبدل من ذلك مكنت عصابات صهيونية من إنشاء دولة واعترفت بها ولم يطبق الكيان الصهيوني قرار الأمم المتحدة رقم 181 وهو ما يعرف بقرار تقسيم فلسطين وقرار 194 وهو قرار القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم , ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين الأن حوالي ستة مليون نسمة , وتعمل والأونروا على تقليص خدماتها التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين بشكل ملموس مست بأفقر شرائح اللاجئين , وتستمر النكبة الفلسطينية وتستمر مأساة الشعب الفلسطيني تحت أنظار العالم لحتى الأن بدون رادع ولا حسيب أو تطبيق لقرارات الأمم المتحدة بخصوص القضية الفلسطينية.