عشر ملاحظات على الحكومة الإسرائيلية القادمة !
تاريخ النشر : 2015-05-11 21:12

بعد إنتخابات مبكرة ، ومفاوضات مضنية لتشكيل الحكومة الإسرائيلية نجح نتانياهو بتشكيل حكومته التى وصفتها بعض الصحف الإسرائيلية بالأسوأ ، والأخطر على مستقبل إسرائيل وهويتها، بتركيبتها اليمينية المتشددة التى لا ترى إلا مصالحها الضيقة ، ولعل القراءة السريعة لهذه الحكومة تبين الحرص الشخصى لنتانياهو على عدم الفشل فى تشكيل حكومته، وهذا الخوف هو الذى دفعه لتقديم المزيد من التنازلات لحزب البيت اليهودى ورئيسه نفتالى ، ولذلك هى حكومة شخصانية فردانية ، حكومة الشخص الذى لا يريد ان يفشل، وهو ما يعكس البعد الشخصى فى شخصية نتانياهو، وإرتفاع درجة الآنا لديه، فهو الطامح للمنصب للولاية الرابعة ليدخل تاريخ إسرائيل من هذه الزاوية ، وبقراءة تشكيلة الحكومة نورد هذه الملاحظات العشرة السريعة :

-1-

هى حكومة الشخص كما أشرنا، الذى يسعى إلى تحقيق إنتصار شخصى ، وإنجاز سياسى ، وخوفه من فشله فى تشكيل حكومته، قد يكون اصعب من فشله فى الإنتخابات ذاتها ، وهو ما سيجعل منه رئيس وزراء بيد رؤساء ألأحزاب الصغيرة المنضوية فى الحكومة ، وهو ما يؤكد أيضا فقدانه للقدرة فى إتخاذ القرار السياسى المؤثر وهذا يتناقض مع احد مكونات شخصيته، ويدرك نتانياهو هذا الوضع المؤلم له ، لذلك سيظل يتطلع لإنضمام ليبرمان لحكومته بالتنازل له عن حقيبة وزارية ذات طبيعة سيادية.

-2-

زيادة دور الأحزاب الصغيرة وتحكمها فى القرار السياسى للحكومة مثل شاس والبيت اليهودى وهتوراة ، وذلك على حساب الأحزاب الكبيرة ، وهو ما يعنى تراجع إن لم يكن إندثار ظاهرة الأحزاب الكبيرة وأحزاب الوسط، وبداية ظهور دور الأحزاب الصغيرة وهو ما قد يدخل إسرائيل فى مرحلة تحول بنيوية كبيرة فى بنية النظام السياسى الإسرائيلى الذى قام اولا على ظاهرة الحزب الأوحد المهيمن وهو حزب العمل، ثم الثنائية الحزبية الليكود والعمل ، ثم مرحلة دور أحزاب الوسط، واخيرا مرحلة ألأحزاب الصغيرة.

-3-

دخول إسرائيل لمرحلة من الإستقرار السياسى ، وتفاقم المشكلات والتحديات التى تواجه هوية إسرائيل وخصوصا اليهودية ، ومن ثم قد تبرز مشاكل الإندماج والتكامل من جديد، وتعبر عن نفسها بمظاهر من العنف الإحتجاجى الإجتماعى . وهو ما قد يقود لإنتخابات مبكرة لمثل هذه حكومة .

-4-

ضعف وغياب ظاهرة المعارضة السياسة القوية وعدم التناسق بين مكوناتها فمن ناحية عدم مشاركة ليبرمان فى الحكومة لا يعنى أنه قد إنضم للمعارضة ، بل يبقى بمثابة إحتياط او رصيد للدخول للحكومة ، فعدم مشاركته هدفه الضغط على الحكومة ، وليس الإنضمام للمعارضة ، ومن ناحية ثانيةعدم التناسق بين القائمة العربية ، وبين المعسكر الصهيونى .

-5-

زيادة إحتمالات تغيير فى بنية نظام الحكم الإسرائيلى،ومن ذلك توسيع عدد الوزراء ، ليزداد هامش المناورة بيد رئيس الوزراء، مما قد يتيح له المساومة أكبر بين ألأحزاب الفائزة واللاهثة لدخول الحكومة. وهذا من شأنه تعقيد مؤسسة صنع القرار السياسى .

-6-

غياب البرنامج السياسى الواضح لهذه الحكومة والتركيز على سياسات الإستيطان والتهويد، والتسريع فى وتيرتها ، وزيادة المناقصات الإستيطانية لذلك هى حكومة إستيطان.

-7-

تشكيلة الحكومة رسالة واضحة للسلطة الفلسطينية وحركة حماس، فمن ناحية تشكل هذه الحكومة إعلانا واضحا وقاطعا بأنه لم يعد هناك أى فرصة للسلام والمفاوضات ، لأن السلام لا يقع على اجندتها والبديل لها فرض ألأمر الواقع على الأرض،ومن ناحية غزة خيارها واضح إما هدنة طويلة ألأمد، بتقويض قدرات المقاومة ، وصفقة شاملة تضمن إطلاق أسرى محتملين لدى حكاس،وإما خيار الحرب وهو الأقرب لتركيبة هذه الحكومة.

-8-

زيادة إحتمالات العزلة الدولية ، والمقاطعة ، وبداية تقييم دولى جديد فى العلاقة مع إسرائيل، وزيادة إحتمالات ممارسة قدر من الضغوطات على إسرائيل، قد يعبر عن نفسه فى قرارا دولى يصدره مجلس الأمن ، وقد تكون هذه الحكومة بداية لإدراك مخاطر إستنمرار الإحتلال الإسرائيلى للفلسطينيين، وعدم قيام الدولة الفلسطينية ، ولذلك هى حكومة الخطر على إسرائيل وديموقراطيتها ، وهويتها ، ودورها فى السياسة الدولية.

-9-

فى ضؤ الملفات الإقليمية والدولية المتسارعة التى تمس امن وبقاء إسرائيل ، قد تزداد إحتمالات تشكيل حكومة وحدة وطنية ، بالعودة لخيار حكومة من الليكود والمعسكر الصهيونى ، هذا إحتمال قد تفرضه التحولات الإقليمية والدولية التى إسرائيل جزء منها.

-10-

يبقى ان نتانياهو يدرك ان هذه الحكومة هى الحكومة الأخيرة له، ولذلك قد يسعى لتحقيق إنجاز سياسى بالمفاوضات مع الفلسطينيين وهذا إحتمال ضعيف مع حكومة يمينية ، لكنه قائم فى حال حكومة وحده ، والإنجاز الأخر إنجاز امنى عسكرى بالدفع بالمنطقة لقرارحرب إما على المستوى الإقليمى او على مستوى غزة.

هذه بعضا من الملاحظات التى ينبغى ان تقرا فلسطينيا جيدا فى اعقاب تشكيل هذه الحكومة.ويبقى التساؤل ماهى الخيارات الفلسطينية مع مثل هذه حكومة إسرائيلية؟