ذكري الشهيدين عمر شبلي و عبد القادر أبوالفحم
تاريخ النشر : 2015-05-11 03:31

ذكرى رحيل القائد عمر أحمد محمود شبلي :

عمر أحمد شبلي قائد ومناضل وسياسي ولد من رحم النكبة جاء يحمل هموم وطنه، عانق فلسطين أرضاً وهوية وانتماءً لها، واحداً من أبرز قيادات العمل الوطني الفلسطيني، الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية وعضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية.

ولد المناضل/ عمر احمد محمود شبلي في طيرة حيفا عام 1945م وهجرت عائلته إلى مدينة حلب السورية عام 1948م، وأنهى دراسته الثانوية في مخيم النيرب للاجئين الفلسطينيين بحلب عام 1964م ثم التحق بكلية الحقوق وحالت ظروف اعتقاله بسبب نشاطه الوطني والسياسي من إكمال دراسته الجامعية، ثم حصل على إجازة في التدريس من المعهد العالي للمعلمين عام 1967م، حيث عمل مدرساً للموارد الاجتماعية في مدارس اللاجئين الفلسطينيين لفترة، وفي عام 1980 حصل على بكالوريوس في العلوم السياسية والاقتصاد من جامعة بغداد.

التحق أبو أحمد حلب بصفوف الثورة الفلسطينية منذ ريعان شبابه في منتصف الستينيات من القرن الماضي وأنخرط في العمل بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة) منذ تأسيسها، ثم شارك في إنشاء جبهة التحرير الفلسطينية بجانب الرفاق طلعت يعقوب وأبو العباس وآخرين، وأنتخب عضواً في لجنتها المركزية في المؤتمر الخامس، ثم عضواً في مكتبها السياسي في المؤتمر السادس وحاز على عضوية المجلس الوطني الفلسطيني عام 1979م وكان عضواً في المجلس العسكري في لبنان.

تولى أبو أحمد حلب العديد من المهمات النضالية والقيادية.

أصيب الرفيق/ أبو أحمد حلب في تفجير مقر الأمانة العامة للجبهة في بيروت حيث خضع لعدة عمليات جراحية.

أنتخب عضواً في المجلس المركزي الفلسطيني عام 1987م.

عاد الرفيق/ أبو أحمد حلب إلى غزة عام 1994م بعد عودة السلطة الوطنية الفلسطينية وقوات منظمة التحرير الفلسطينية لأرض الوطن، حيث عين مديراً عاماً لمديرية الشؤون العامة في وزارة الداخلية الفلسطينية، ثم رقي إلى درجة وكيل مساعد للوزارة، وبقي في هذا المنصب حتى عام 2003.

كان أبو أحمد حلب عضواً في مجلس الأمن القومي الفلسطيني.

أنتخب الرفيق أبو أحمد حلب نائباً للأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية عام 1998م وبعد استشهاد الرفيق/ محمد عباس (أبو العباس) في معتقلات قوات الاحتلال الأمريكي في بغداد، أنتخب أبو أحمد حلب خلفاً له في عام 2004م إلى أن وافته المنية بتاريخ 13/5/2007م.

لقد جسد الرفيق/ أبو أحمد حلب نموذجاً بارزاً في العطاء والنضال والحفاظ على الثوابت الوطنية لشعبنا الفلسطيني وفي المقدمة منها حق العودة، ودافع عن القدس ومقدساتها.

كرس الرفيق/ أبو أحمد حلب جل حياته من أجل تحرير فلسطين حيث لعب دوراً هاماً في النضال الفلسطيني والتحرري العربي، أرتبط اسمه بمسيرة كفاح ونضال طويل لجبهة التحرير الفلسطينية، حيث كان مؤمناً بعدالة قضيته وسلامة أهدافها.

كان أبو أحمد حلب وطنياً في مدرسة النضال تميز بمصداقية عالية وبنظافة الكف، لم يعرف المهادنة والوسطية، كان وحدوياً حتى النخاع.

لقد جسد الرفيق/ أبو أحمد حلب نموذجاً بارزاً في العطاء والنضال حيث كان له دور مميز في تشكيل لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية، وساهم في معالجة ظواهر الفلتان الأمني وحل الإشكالات الداخلية.

لقد كان الفقيد من القيادات التي ساهمت في العمل الوطني الفلسطيني على مدار سنوات النضال والثورة من خلال مشاركته التنظيمية الفعالة في المؤسسات الوطنية بكافة أطيافها.

لقد تحلى الرفيق أبو أحمد حلب بالصفات التي يمكن من خلالها الحكم على مصداقية انتماءه والتزامه وهي صفات أخلاقية عالية عرفها كل رفاقه، فقد كان دوماً قائداً ومعلماً ثورياً تحلى في ممارسته بقيم الصدق فحمل أمانة الشهيد أبو العباس من خلال البساطة والتقشف والتواضع والابتعاد عن الاستعراض، كما تميز بالجرأة المبدئية والدفاع عن فلسطين.

أنتقل الرفيق/ عمر (أبو أحمد حلب) إلى رحمة الله تعالى بتاريخ 13/5/2007م عن عمر ناهز ال 63 عاماً، وبعد حياة حافلة بالعطاء والنضال من أجل شعبه ووطنه.

كان قائداً وطنياً أمن بالديمقراطية والتجديد، غادرنا في لحظة مصيرية هامة من تاريخ النضال الفلسطيني.

الراحل أبو أحمد حلب متزوج وله ثلاثة أولاد وبنت.

شيع الفقيد في موكب عسكري مهيب في مدينة غزة تقدمه كبار رجالات السلطة الوطنية الفلسطينية والنواب وممثلي كافة الفصائل الوطنية والإسلامية والشخصيات الوطنية، وتم دفن جثمانه في مقبرة الشهداء شرق مدينة غزة.

هذا وقد نعاه السيد الرئيس/ محمود عباس وكذلك لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية وفصائل العمل الوطني والإسلامي.

رحم الله الشهداء الذين فجروا الثورة، رحمك الله يا ابا أحمد حلب وأسكنهم فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقاً.

الشهيد : عبد القادر جبر أبو الفحم

ولد عبد القادر جبر أبو الفحم في قرية برير عام1929م , وعندما حلت النكبة بالشعب الفلسطيني عام 1948م هاجر مع أسرته كمئات الألاف من الشعب الفلسطيني , الذين هجروا من ديارهم وأقام في مخيم جباليا بقطاع غزة .

إلتحق/ عبد القادر ابو الفحم بالقوات المصرية عام 1953م , وحصل على عدة دورات عسكرية حيث تم ترقيته الى رتبة عريف ومن ثم الي رتبة الرقيب , وحصل بعدها على دورة رقباء أوائل عام 1960 في مصر وكان الأول علي دورته, فرفع الي رتبة الرقيب أول , وكان مثالاً يحتذي به وحاز علي إحترام وثقة كل من عرفه من ضباط مصريين وفلسطينيين , وعندما بدأ تشكيل الوحدات الفلسطينية عين مسؤولاً عن مركز تدريب خانيونس , وإشترك في حرب عام 1956م , وكذلك حرب 1967م , حيث كان ضمن كتيبة الصاعقة التي قاتلت بشراسة ويعرفها العدو بذاته.

كانت حياة عبد القادرابوالفحم شطرين اثنين أولهما تمهيداً لثانيهما , فذلك الشاب الذي إمتهن الجندية منذ أوائل الخمسينيات فإختار لحياته طريقها بما فيها من الفروسية والشظف والشرف , فأبدع في إكتسابها وتعليمها , وكان من ألمع فتيانها وأقوي وأنبه ضباط صفها , وضع نفسة في أواخر الستينيات حيث أراد له الله ودعاه نداء الوطن قائداً ميدانياَ حينما إنهارت الأنظمة العربيه في حرب حزيران عام 1967م .

لقد وقف عبد القادر ابوالفحم وسط أنقاض معركة حزيران والدخان لم ينقشع عن الخنادق وجثث الشهداء الأعزاء لم تكن تستقر في مدافنها , والسلاح ما زال متناثراً هنا وهناك , فإذا به لايرى من ذلك كله الا معركة جديدة يجب أن تنشب , وجولة جديدة يجب أن تستهل , وأيدي جديدة يجب أن تحمل السلاح .

بعد الهزيمة مباشرة كان عبد القادر أبو الفحم من المؤسسين لفصيل قوات التحرير الشعبية وشارك في تدريب المناضلين عسكرياً كما شارك في عمليات عسكرية عديدة ومميزة , حيث بدأ إنخراط الشباب في حركة المقاومة في الوطن المحتل حافزاً شديداً للنشأ الجديد للإسراعللإلتحاق بالمقاومة , حيث كانوا الدعامة الرئيسية لها في قطاع غزة , دون تمييز أو تحييز كل على حد سواء .

ونظراً لكفاءته العسكرية التي كان يضرب فيها المثل كان هؤلاء الشباب هم السباقون للتدرب علي يديه لحمل السلاح والقيام بعمليات فدائية في قطاع غزة .

عند مشاركته في أحد العمليات الفدائية عام 1969م جرح جرحاً بليغاً حيث أصيب في جسده بعدة رصاصات وبقي يعاني من هذه الجروح حتي يوم إستشهاده , فإعتقلته القوات الإسرائيلية , وحكمت عليه بالسجن المؤبد عدة مرات .

كان عبد القادر أبو الفحم داخل السجن نموذجاً رائعاً في العطاء والصمود والأخلاق الحميدة , ويمتلك علاقات واسعة أهلته لأن يكون شخصية محورية ومؤثرة في تنظيم صفوف الأسرى وقيادة نضالاتهم ضد إدارة السجون .

شارك الأسير / عبد القادر أبو الفحم في الإضراب الأول للحركة الأسيرة في سجن عسقلان في الخامس من أيار 1970م , مع زملائه المضربين عن الطعام رغم وضعه الصحي السيئ إلا أنه أصر علي المشاركة , وفي مساء يوم العاشر من أيار عام 1970م أي بعد خمسة أيام من الإضراب تفاقم وضعه الصحي سوءاً فتم تحويله الي عيادة السجن للعلاج , لكن السجانون لم يقدموا له العلاج اللازم وأُعيد الي السجن , وفي اليوم التالي 11/5/1970م كان علي موعد مع الشهادة .

لقد كان الشهيد البطل عبد القادر أبو الفحم رمزاً من رموز الحركة الأسيرة , وبطلاً مقداماً من أبطال ثورتنا الفلسطينية المعاصرة .

لقد رعى البطل عبد القادر ابو الفحم العلاقات الأخوية التي كانت تسود بين المقاتلين من كافة التنظيمات الفلسطينية في قطاع غزة بنور عينيه , وكان الناس علي اختلاف طبقاتهم طلاباً ومزارعين , تجاراً وعمالاً ومعلمين كتلة واحدة متراصة , ضمنت لهم إيواء المناضلين والمحافظة علي التنظيم ومدافعين عنه.

لقد جسد الشهيد البطل / عبد القادر أبو الفحم فضائل الشعب كأنقي ما تكون وأقوي ما تكون حيث كان الفدائيون في قطاع غزة يحكمون القطاع في الليل , وقوات الاحتلال تحكمها في النهار .

البطل / عبد القادر ابو الفحم نجم من نجوم بلادي , سقط شهيداً في المعتقلات الإسرائيلية حيث كان شعلة من النضال والكفاح والصمود.

رحم الله الشهيد الأسير البطل / عبد القادر جبر أحمد أبو الفحم وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أُولئك رفيقاً.